واحد وعشرون عاماً على انطلاقة أنبل ظاهرة أنجبتها الثورة الفلسطينية، حركة تمسكت بالثوابت الفلسطينية في وقت تنازل عنها الآخرون، حركة حملت هموم الشعب الفلسطيني الذي أثقلته الجراح والأحزان، وحملت كذلك على عاتقها تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني البغيض، وحملت على عاتقها التصدي للمشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى الاستعمار الحديث، إنها حركة المقاومة الإسلامية حماس. لقد شهد العالم، وفلسطين على وجه الخصوص تطوراً واضحاً وملحوظاً في نمو وانتشار الصحوة الإسلامية كغيرها من الأقطار العربية، الأمر الذي جعل الحركة الإسلامية تنمو وتتطور فكرة وتنظيماً، خاصة بعد حالة الضعف والترهل التي شهدتها منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة بعد أطروحات التسوية التي كانت تنادي بالتنازل عن قواعد أساسية في الصراع مع المشروع الصهيوني، من حيث منح الكيان الصهيوني الاعتراف بحقه في الوجود فوق أرض فلسطين المباركة، والتنازل للصهاينة عن جزء من فلسطين، بل عن الجزء الأكبر منها، وفي مثل هذه الظروف التي تراجعت إستراتيجية الكفاح المسلح فيها، وكذلك تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية. كل هذه التطورات الخطيرة كانت تدعو لانطلاق حركة إسلامية نبيلة قادرة على هموم الفلسطينيين، والتصدي للمشروع الصهيوني، حيث إنه ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لبروز مشروع إسلامي جديد يواجه المشروع الصهيوني وامتداداته ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فانطلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس، لتعبر بشكل عملي عن تفاعل هذه العوامل، ولتكون نبراساً للفلسطينيين في الوطن والشتات، ولتكون كذلك شوكة في حلق الاحتلال الصهيوني ووقف التمدد الاستيطاني للعدو وقطع الطريق على كافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء عملية التنازل عن أرض فلسطين لليهود الصهاينة. حركة حماس.. النشأة والتطور وزعت حركة المقاومة الاسلامية حماس بيانها التأسيسي في 15ديسمبر ,1987 إلا أن نشأة الحركة تعود في جذورها إلى الأربعينات من هذا القرن، فهي امتداد لحركة الاخوان المسلمين،وقبل الاعلان عن الحركة استخدم الاخوان المسلمون اسماءً أخرى للتعبير عن مواقفهم السياسية تجاه القضية الفلسطينية منها المرابطون على أرض الاسراء وحركة الكفاح الاسلامي وغيرها. أولاً: دوافع النشأة نشأت حركة المقاومة الاسلامية حماس نتيجة تفاعل عوامل عدة عايشها الشعب الفلسطيني منذ النكبة الاولى عام 1948 بشكل عام، وهزيمة عام 1967 بشكل خاص وتتفرع هذه العوامل عن عاملين أساسيين هما : التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وما آلت إليه حتى نهاية عام,1987 وتطور الصحوة الاسلامية في فلسطين وما وصلت إليه في منتصف الثمانينات . ا- التطورات السياسية للقضية الفلسطينية : أخذ يتضح للشعب الفلسطيني أن قضيته التي تعني بالنسبة إليه قضية حياة او موت ، وقضية صراع حضاري بين العرب والمسلمين من جهة والصهاينة من جهة أخرى، أخذت تتحول الى قضية لاجئين فيما بعد النكبة ، أو قضية إزالة آثار العدوان، والتنازل عن ثلثي فلسطين فيما بعد هزيمة عام ,1967 الأمر الذي دفع الشعب الفلسطيني ليمسك زمام قضيته بيده، فظهرت م.ت.ف وفصائل المقاومة الشعبية.ولكن برنامج الثورة الفلسطينية الذي تجمع وتبلور في منظمة التحرير الفلسطينية تعرض في الثمانينات الى سلسلة انتكاسات داخلية وخارجية عملت على إضعافه وخلخلة رؤيته. وكانت سنوات السبعينات قد شهدت مؤشرات كثيرة حول إمكانية قبول م.ت.ف بحلول وسط على حساب الحقوق الثابتة لشعبنا وأمتنا وخلافاً لما نص عليه الميثاق الوطني الفلسطيني ، وتحولت تلك المؤشرات إلى طروحات فلسطينية واضحة تزايدت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، والاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان ثم محاصرة بيروت عام .1982 وكان هذا الحصار أكبر إهانة تتعرض لها الأمة بعد حرب عام ,1967 رغم الصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية فيها ، إذ تم حصار عاصمة عربية لمدة ثلاثة أشهر دون أي رد فعل عربي حقيقي ، وقد نتج عن ذلك إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها من لبنان، الأمر الذي عزز الاتجاهات الداعية للتوصل إلى تسوية مع العدو داخل المنظمة .وتضمنت طروحات التسوية التنازل عن قواعد أساسية في الصراع مع المشروع الصهيوني وهي: 1الاعتراف بالكيان الصهيوني وحقه في الوجود فوق أرض فلسطين . 2التنازل للصهاينة عن جزء من فلسطين، بل عن الجزء الأكبر منها.وفي مثل هذه الظروف التي لقيت استجابة من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية ، تراجعت استراتيجية الكفاح المسلح، كما تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية. وكانت معظم الدول العربية تعمل على تكريس مفهوم القطرية بنفس فئوي بشكل مقصود او غير مقصود، وذلك من خلال وترسيخ المفاهيم القطرية، خاصة بعد أن اتخذت الجامعة العربية قراراً في قمة الرباط عام 1974 باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني . وبعد نشوب الحرب العراقية - الإيرانية أصبحت قضية فلسطين قضية هامشية عربياً ودولياً، وبموازاة ذلك كانت سياسة الكيان الصهيوني تزداد تصلباً بتشجيع ومؤازرة من الولاياتالمتحدةالامريكية التي وقعت معه معاهدة التعاون الاستراتيجي في عام 1981 الذي شهد أيضاً إعلان ضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة وتدمير المفاعل النووي العراقي . وفيما كانت الدول العربية تتعلق بأوهام الأمل الذي عقدته على الادارات الامريكية المتعاقبة ، كان التطرف الصهيوني يأخذ مداه مع هيمنة أحزاب اليمين على سياسة وإدارة الكيان، وكانت سياسة الردع التي تبناها الكيان الصهيوني منذ عقود هي السياسة التي لا يتم الخلاف عليها، لذلك نفذت بعنجهية عملية حمام الشط التي قصفت فيها مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في أكتوبر عام .1985 ولقيت هذه الاعمال دعماً وتشجيعاً كاملين من قبل الادارة الامريكية التي عقدت عليها الآمال العربية بتحقيق طموحات القمم المختلفة !! وعلى الصعيد الدولي كانت الولاياتالمتحدة قد تقدمت خطوات واسعة بعيداً عن الاتحاد السوفيتي في فرض إرادتها وهيمنتها، ليس على المنطقة فحسب بل وعلى العالم بأسره، حيث كانت المشاكل المتفاقمة يوماً إثر يوم داخل الاتحاد السوفيتي تتطلب منه الالتفات الى الوضع الداخلي فأنتج التركيز الشديد على ذلك تراجع اولويات الادارة السوفيتية وانسحابها التدريجي من الصراعات الاقليمية وترك الساحة للامريكان، وقد انتهى الدور السوفياتي في المنطقة بصورة لم تتوقعها الحكومات العربية وغالبية الفصائل الفلسطينية وألحق أضراراً بموقفها السياسي من الصراع. ب ـ محور الصحوة الاسلامية: شهدت فلسطين تطوراً واضحاً وملحوظاً في نمو وانتشار الصحوة الاسلامية كغيرها من الاقطار العربية، الأمر الذي جعل الحركة الاسلامية تنمو وتتطور فكرة وتنظيماً، في فلسطينالمحتلة عام,1948 وفي أوساط التجمعات الفلسطينية في الشتات وأصبح التيار الاسلامي في فلسطين يدرك أنه يواجه تحدياً عظيماً مرده أمرين اثنين: - الأول: تراجع القضية الفلسطينية الى أدنى سلم أولويات الدول العربية . - الثاني: تراجع مشروع الثورة الفلسطينية من مواجهة المشروع الصهيوني وإفرازاته إلى موقع التعايش معه وحصر الخلاف في شروط هذا التعايش.وفي ظل هذين التراجعين وتراكم الآثار السلبية لسياسات الاحتلال الصهيونية القمعية الظالمة ضد الشعب الفلسطيني، ونضوج فكرة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، كان لا بد من مشروع فلسطيني اسلامي جهادي، بدأت ملامحه في أسرة الجهاد عام 1981 ومجموعة الشيخ أحمد ياسين عام 1983 وغيرها . ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لبروز مشروع جديد يواجه المشروع الصهيوني وامتداداته ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فكانت حركة المقاومة الاسلامية حماس التعبير العملي عن تفاعل هذه العوامل. وقد جاءت حركة المقاومة الاسلامية حماس استجابة طبيعية للظروف التي مر بها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ استكمال الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية عام .1967 وأسهم الوعي العام لدى الشعب الفلسطيني، والوعي المتميز لدى التيار الاسلامي الفلسطيني في بلورة مشروع حركة المقاومة الاسلامية الذي بدأت ملامحه تتكون في عقد الثمانينات . حيث تم تكوين أجنحة لأجهزة المقاومة، كما تم تهيئة القاعدة الجماهيرية للتيار الاسلامي بالاستعداد العملي لمسيرة الصدام الجماهيري مع الاحتلال الصهيوني منذ عام .1986وقد أسهمت المواجهات الطلابية مع سلطات الاحتلال في جامعات النجاح وبيرزيت في الضفة الغربية والجامعة الاسلامية في غزة، في إنضاج الظروف اللازمة لانخراط الجماهير الفلسطينية في مقاومة الاحتلال، خاصة وأن سياساته الظالمة، وإجراءاته القمعية وأساليبه القهرية قد راكمت في ضمير الجماهير، نزعة المقاومة والاستبسال في مقاومة الاحتلال. ثانياً:التطور وكان حادث الاعتداء الآثم الذي نفذه سائق شاحنة صهيوني في 6 ديسمبر,1987 ضد سيارة صغيرة يستقلها عمال عرب وأدى الى استشهاد أربعة من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، إعلاناً بدخول مرحلة جديدة من جهاد شعبنا الفلسطيني، فكان الرد باعلان النفير العام. وصدر البيان الأول عن حركة المقاومة الاسلامية حماس يوم الخامس عشر من ديسمبر 1987 إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم ، وهي مرحلة يمثل التيار الاسلامي فيها رأس الحربة في المقاومة .وقد أثار بروز حركة حماس قلق العدو الصهيوني، وإستنفرت أجهزة الاستخبارات الصهيونية كل قواها لرصد الحركة وقياداتها، وما أن لاحظت سلطات الاحتلال استجابة الجماهير للاضرابات ،وبقية فعاليات المقاومة التي دعت لها الحركة منفردة منذ انطلاقتها، وصدور ميثاق الحركة، حتى توالت الاعتقالات التي استهدفت كوادر الحركة وأنصارها منذ ذلك التاريخ . وكانت اكبر حملة اعتقالات تعرضت لها الحركة آنذاك في شهر ماي ,1989 وطالت تلك الحملة القائد المؤسس الشيخ المجاهد أحمد ياسين . ومع تطور أساليب المقاومة لدى الحركة التي شملت أسر الجنود الصهاينة. في شتاء عام 1989 وابتكار حرب السكاكين ضد جنود الاحتلال عام 1990 جرت حملة اعتقالات كبيرة ضد الحركة في ديسمبر1990 ، وقامت سلطات الاحتلال بإبعاد أربعة من رموز الحركة وقيادييها، واعتبرت مجرد الانتساب للحركة جناية يقاضى فاعلها بأحكام عالية !ودخلت الحركة طوراً جديداً منذ الاعلان عن تأسيس جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام في نهاية عام 1991 وقد أخذت نشاطات الجهاز الجديد منحى متصاعداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وفي ديسمبر 1992 نفذ مقاتلو الحركة عملية أسر الجندي نسيم توليدانو، قامت على إثرها السلطات الصهيونية بحملة اعتقالات شرسة ضد أنصار وكوادر الحركة، واتخذ رئيس وزراء العدو الاسبق اسحاق رابين قراراً بابعاد 415 رمزاً من رموز شعبنا كأول سابقة في الابعاد الجماعي، عقاباً لحركة حماس . وقدم مبعدو حركتي حماس والجهاد الاسلامي نموذجاً رائعاً للمناضل المتشبث بأرضه مهما كان الثمن، مما اضطر رابين إلى الموافقة على عودتهم بعد مرور عام على ابعادهم قضوه في العراء في مخيم مؤقت في مرج الزهور في جنوب لبنان.لم توقف عملية الابعاد نشاط حركة حماس ولا جهازها العسكري حيث سجل العام1993معدلاً مرتفعاً في المواجهات الجماهيرية بين أبناء الشعب الفلسطيني وجنود الاحتلال الصهيوني، ترافق مع تنامي الهجمات العسكرية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وفي أعقاب تنامي موجة المقاومة الشعبية فرض العدو إغلاقاً مشدداً على الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة للحد من تصاعد المقاومة .وفي فبراير 1994 أقدم مستوطن ارهابي يهودي يدعى باروخ غولدشتاين على تنفيذ جريمة بحق المصلين في المسجد الابراهيمي في الخليل مما أدى لاستشهاد نحو 30 فلسطينياً وجرح نحو100 آخرين برصاص الارهابي اليهودي. حجم الجريمة وتفاعلاتها دفعت حركة حماس لاعلان حرب شاملة ضد الاحتلال الصهيوني وتوسيع دائرة عملياتها لتشمل كل اسرائيلي يستوطن الارض العربية في فلسطين لارغام الصهاينة على وقف جرائمهم ضد المدنيين الفلسطينيين العزل. عن المركز الفلسطيني للاعلام حماس.. مشروع اجتماعي وتربوي حماس كغيرها من الحركات الإسلامية الشاملة، لها البرامج الخاصة بها، والتي يمكن تقسيمها إلى: 1ـ برامج دعوية وتربوية، حيث تنطلق من كونها حركة إسلامية تتخذ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة منهاجًا لها ودستورًا، وتعمل على تطبيق هذه البرامج من خلال عدة نشاطات، تتمثل في حلقات تعليم القرآن الكريم والتربية في المساجد، أو من خلال عدد من النشاطات الدعوية العامة عبر الندوات أو المؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض الدعوية. وتعتمد في هذه البرامج على شريحة المثقفين والمتعلمين. 2 ـ برامج اجتماعية، حيث تتميز حماس في هذا الجانب عن باقي الحركات الفلسطينية، حيث تعمل على الاندماج بالمجتمع، وذلك من خلال المؤسسات الاجتماعية التي تقيمها، ويشرف عليها أبناؤها، لكن دون أن يكون بشكل مباشر، ومثال على ذلك لجان الزكاة، وبعض المشاريع والمصانع التي تتيح فرص عمل للشباب الفلسطيني. كما تعمل على توفير المساعدات المادية والعينية بشكل متواصل للعائلات الفقيرة وعائلات الأسرى والشهداء، عبر عدد من حملات الإغاثة. ومن وسائل حماس في كسب تعاطف الفلسطينيين: 1 ـ الاهتمام بالجمعيات الخيرية والاجتماعية لتلمس حاجات الناس والعمل على حل مشكلاتهم وتدريب أبناء الحركة على ذلك. 2 ـ العمل على إحياء رسالة المساجد و تفعيل دورها كمنطلق للعمل الدعوي، وهنا نرى حماس حركة إيمانية تربوية، المسجد حصنها الحصين، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم زادها العظيم، ودروس العلم والمحاضرات نشاطها الدائم. 3 ـ الاهتمام بالعمل النسائي وفتح المؤسسات الخاصة به، والاهتمام بأبناء الشهداء كفالة وتربية وتعليماً. 4 ـ الاهتمام بشريحة الشباب والطلاب في مختلف المراحل الدراسية، وإقامة البرامج والأنشطة الدعوية والإيمانية الخاصة بهم. حماس.. المشاركة السياسية والحصار الدولي والعربي بعد أن عاش الشعب الفلسطيني سنوات طويلة مع مسيرة التنازل ومحاولات فرض مسيرة التسوية عليه، وباتت الأكاذيب تتكشف للشعب المكلوم، ومن أجل وضع حد لكل هذه الألاعيب بالقضية الفلسطينية ومحاولات تضييعها بثمن بخس، تدخلت حماس بقوة المنطق في الحياة السياسية الفلسطينية وقررت المشاركة في الانتخابات التشريعية التي اعتبرها المحللون أنها نقلة نوعية وضرورية ومتطورة في ذات الوقت في فكر حركة حماس، وأن هذه النقلة تمثل مفترق طرق جديد للقضية الفلسطينية، حيث دخلت الحركة تحت اسم كتلة التغيير والإصلاح وذلك من أجل تغيير الواقع الفلسطيني الذي أرّقه الفساد من واقع مرير إلى واقع مشرق آمن. وبعد قرار الحركة بالمشاركة في الانتخابات التشريعية بدأت مرحلة التنفيذ حيث شاركت بوزنها في الانتخابات وتمكنت من اكتساح الانتخابات لصالحها، فكانت لطمة قوية للاحتلال الذي عمل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل منع حركة حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية، حيث شكّل وجودها صخرة تحطمت عليها كثير من الأمنيات الصهيونية التهويدية. ولم يقف الحد إلى هنا بل أدى ذلك إلى صدمة كبيرة في صفوف حركة فتح التي أدارت الحكومات المتتالية وحدها وفشلت في خدمة الوطن والمواطن، فطالبت فتح حماس بتشكيل حكومة ودعت علانية الفصائل إلى عدم المشاركة مع حماس في أي حكومة تشكلها، ظنا منها أن حماس ستقع في ورطة، بيد أنها (حماس) تمكنت من تشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة، وأدارت الأوضاع باقتدار وصعوبة نتيجة معيقات ميدانية وسياسية وضعها أتباع دايتون في طريقها، الأمر الذي أجبرها في نهاية المطاف أن تقوم بالحسم العسكري في قطاع غزة. الحركة وبعد خطوتها تعرضت لحرب استئصال علنية للقضاء عليها وعلى المقاومة الفلسطينية، حيث باتت الحركة محظورة، وتعرض أبناؤها ـ ومازالوا ـ إلى سلسلة طويلة من التعذيب.