استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا            تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    هجوم ماغديبورغ.. الشرطة الألمانية تُعلن توجيه تهم ثقيلة للمشتبه به    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    رشاوى الكفاءة المهنية تدفع التنسيق النقابي الخماسي بجماعة الرباط إلى المطالبة بفتح تحقيق    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    الشيلي ترغب في تعزيز علاقاتها مع المغرب في ميدان البحث العلمي    العرائش: الأمين العام لحزب الاستقلال في زيارة عزاء لبيت "العتابي" عضو المجلس الوطني للحزب    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة        اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص رسالة مروان البرغوثي إلى مؤتمر فتح السادس (1 من 3) : لا شريك لسلام حقيقي في اسرائيل

وجه القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي رسالة إلى المؤتمر العام السادس لحركة فتح ، اتسمت بالشجاعة و الجرأة في تناول القضايا التي أضعفت الحركة خلال العشرين عاما الماضية. مستعرضا نقاط الضعف هاته على الأصعدة السياسية و التفاوضية و على الصعيد التنظيمي الداخلي.
و نظرا للصراحة التي اتسمت بها رسالة البرغوثي و نظرا للمستقبل السياسي المرصود للقائد الأسير، ننشر على ثلاث حلقات نص الرسالة التي تم توزيعها في كتيب داخل أروقة المؤتمر.
ينعقد اليوم مؤتمر حركة فتح السادس، مؤتمر الشهيد القائد الرمز المؤسس ياسر عرفات، مؤتمر القدس، مؤتمر لم الشمل الفتحاوي، مؤتمر الوحدة الوطنية، مؤتمر الحرية والعودة والاستقلال، مؤتمر الوفاء للشهداء والاسرى والجرحى، مؤتمر الوفاء لحق اللاجئين بالعودة، مؤتمر الصمود والمقاومة والانتفاضة، مؤتمر تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤتمر الانطلاقة الجديدة.
واتوجه لكم من زنزانتي الصغيرة المظلمة وابارك لكم انعقاد المؤتمر وأشد على اياديكم باسم ومن وسط عشرة الاف اسير واسيرة.
ينعقد هذا المؤتمر التاريخي في مدينة الميلاد، وعلى بعد قبلة من القدس، وينعقد لأول مرة في تاريخ الحركة على أرض الوطن الذي انطلقت حركة فتح وقاتلت من أجل تحريره، وبمشاركة ابناء وكوادر وقيادات الحركة من كل انحاء العالم حيث ينتشر الفلسطينيين، فأينما وجد فلسطيني وجدت فتح، وترفرف في هذه اللحظات ارواح اسيادنا وتاج رؤوسنا والانبل منا جميعاً، ارواح الشهداء العظام، شهداء فلسطين، شهداء الأمة العربية والاسلامية، شهداء الثورة الفلسطينية، شهداء فتح، شهداء الكرامة، شهداء بيروت، شهداء قلعة شقيف، شهداء صبرا وشاتيلا وعين الحلوة، شهداء الانتفاضة الشعبية الاولى، وشهداء انتفاضة الاقصى المباركة.
نعم ايها الاخوة ان عيون الشهداء تراقبكم الآن وارواحهم ترفرف في سمائكم، يتقدمهم الشهيد القائد المؤسس ياسر عرفات، حيث نتوجه اليه ولكل الشهداء بتحية الاجلال والاكبار والعز والفخار، ونقول لهم أنكم ضمير الشعب والأمة والاحياء عند ربهم وفي قلوبنا وعقولنا للأبد، وتحية الى القادة الشهداء وأميرهم ابو جهاد والى أمير القدس الشهيد فيصل الحسيني وأبو إياد والحمود وابو صبري وابو علي اياد وكمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار وماجد ابو شرار وسعد صايل وابو الهول وخالد الحسن وابو المنذر وحمدي سلطان والكيالي ومحمود الهمشري ووائل زعيتر ورفيق السالمي وعاطف بسيسو وعلي ابو طوق ودلال المغربي والى الشهداء القادة الشيخ احمد ياسين وابو علي مصطفى وفتحي الشقاقي وابو العباس وخالد نزال وغسان كنفاني ود. جورج حبش وبشير البرغوثي وسليمان النجاب ود. حيدر عبد الشافي وعبد الرحيم احمد وشفيق الحوت والصوراني وياسر عمرو وسمير غوشه.
واتوجه بتحية الاجلال والاكبار والعز والفخار الى قادة وابطال كتائب شهداء الاقصى ابطال المقاومة القادة الشهداء د. ثابت ثابت ورائد الكرمي وفراس جابر وزياد العامر وابو جندل وعلاء الصباغ وياسر البدوي ومحمود الطيطي ونايف ابو شرخ ومهند ابو حلاوة ومروان زلوم وعاطف وحسين عبيات ومحمود المغربي وجهاد عمارين وجمال عبد الرازق وعبد المعطي السبعاوي واللواء ابو حميد وأبو سمهدانة واحمد سناكرة ووفاء ادريس وآيات الاخرس، وأتوجه في هذا اليوم بتحية خاصة لأرواح الشهداء القادة الذين اسسوا وقادوا التنظيم والشبيبة في الأراضي المحتلة وفي مقدمتهم الشهيد القائد عبد الله علاونة ابو الامجد، والشهيد القائد خير الدين برهم ابو علي، والشهيد القائد توفيق البرغوثي ابو المخلص، والشهيد القائد محمود ابو مذكور ابو ظافر، والشهيد القائد مسلم الدودة ابو كفاح، والشهيد القائد ذياب شرباتي ابو خالد والشهيد القائد عماد يعيش ابو النجيب والشهيد القائد زياد حامد والشهيد القائد بشير نافع ابو الوليد والشهيد القائد عيسى شماسنة، تحية الاجلال والاكبار لكل الشهداء رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً مقاتلين ومدنيين في الوطن وفي الشتات الذين بفضل تضحياتهم وشجاعتهم واقدامهم نعقد مؤتمرنا التاريخي هذا في رحاب الوطن المقدس، واننا نجدد العهد والقسم امامكم وامام الله يا شهداء شعبنا، ايها العظماء، ان نواصل طريق الفداء والمقاومة، وان نواصل نضالنا وكفاحنا حتى يرحل الاحتلال وقطعان المستوطنين وينال شعبنا حريته وعودته واستقلاله، وان نسير على دربكم وان نصون المباديء والاهداف النبيلة التي استشهدتم في سبيلها.
كما اتوجه بالتحية والاكبار لرفاق الدرب واخوة القيد والاسرى والمعتقلين الابطال في زنازين وسجون الاحتلال الذين سجلوا ولا زالوا صموداً اسطورياً في وجه المحتلين والجلادين، والقابضين على الحقوق الوطنية الثابتة والذين صانوا العهد عهد الشهداء وآثروا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ومصلحة الشعب على أسرهم وعائلاتهم لا لشيء الا من اجل ان يعيش شعبنا العظيم حراً وسيداً على ترابه الوطني وفي دولته المستقلة. كذلك اتوجه بالتحية والتقدير للجرحى والمصابين واقول لهم ان الاصابات والجراح والاعاقات هي اوسمة شرف نضعها على صدورنا.
واسمحوا لي ان اتوجه بتحية الاكبار لهذا الشعب العظيم ، شعب فلسطين في الوطن والشتات وفي داخل الخط الاخضر، هذا الشعب الذي سجل صموداً اسطورياً وقدم التضحيات الجسيمة ولا زال، والذي يزداد تماسكاً بحقوقه الوطنية، ويزداد قوة وعنفواناً وصلابة، هذا الشعب الذي صمد في وجه آلة الحرب الهمجية الصهيونية ولم يركع للطائرات والدبابات والحصار والاغتيالات والقتل والاعتقال وتدمير المنازل وحرب التجويع واننا نشعر بالفخر والاعتزاز لأنتمائنا لهذا الشعب العظيم، ونفخر بانتمائنا للحركة العظيمة التي ولدت من رحم شعب عظيم، شعب الجبارين، والمطلوب اليوم ان نرتقي الى مستوى هذا الشعب العظيم، والى مستوى تطلعاته وطموحاته والى مستوى صلابته وارادته، والى مستوى تطلعاته وطموحاته، والى مستوى توقعاته من هذه الحركة التي منحها ثقته على مدار العقود الماضية لتقوده نحو الحرية والعودة والاستقلال وتجديد ثقة شعبنا بنا مرهون اليوم بقدرة هذا المؤتمر على استنهاض الحركة وتعزيز وحدتها وتجديد قيادتها ونفض الغبار عنها وتصحيح المسارات ومراجعة الأخطاء، وفي القدرة على وضع رؤية وآليات واطر مناسبة لتحقيق حلم الفلسطينيين في الحرية والعودة والاستقلال.
أيتها الأخوات أيها الإخوة....
إن الشعب العظيم الصامد الصابر المرابط والمناضل يواجه الغزو الصهيوني والاستيطان الاستعماري لبلادنا منذ ما يزيد عن المائة عام، وفجر هذا الشعب الثورة تلو الثورة، والانتفاضة تلو الانتفاضة، والهبة تلو الهبة، وقاتل ولا زال بشجاعة وبسالة، وسجل صموداً اسطورياً ومارس كل اشكال النضال التي عرفها الانسان، وقدم خيرة ابنائه وكوادره وقياداته على مذبح الحرية والعودة والاستقلال والتحرير، وفجر هذا الشعب الثورة الفلسطينية المعاصرة في يناير 1965 بقيادة حركتنا الرائدة فتح رداً على النكبة والتشريد والضياع والإلغاء، ونجحت الثورة الفلسطينية وفتح بقيادة (م.ت. ف) من بعث الهوية الوطنية الفلسطينية من تحت ركام النكبة، وفي انتزاع أعتراف دولي بحقوقنا الوطنية وبوحدانية التمثيل، كما حققت اجماعاً عربياً واسلامياً على وحدانية التمثيل ومساندة الكفاح الفلسطيني، وبعد ان ظن حكام تل ابيب بقيادة بيغن وشارون انهم قضوا على الثورة الفلسطينية وقيادتها في الغزو الاسرائيلي للبنان واحتلاله ومحاصرة بيروت، فوجئوا اولاً بالصمود الفلسطيني اللبناني العظيم في وجه الحصار ورفض الاستسلام، وسجل المقاتلون في المخيمات وفي القواعد وفي بيروت ملحمة فلسطينية أذهلت العالم بأسره، أما المفاجأة التي أصابت حكام اسرائيل بالصدمة والذهول، بعد أن احتفلوا بخروج القيادة الفلسطينية من بيروت ورحيل آلاف المقاتلين، أن الرد جاء من الأرض المحتلة من الشعب الرازح تحت الاحتلال والذي تعرض للسلب والنهب والاعتقال والتعذيب ومصادرة الارض والمياه والاستيطان والقتل والملاحقة والسيطرة المطلقة للأحتلال على كافة نواحي الحياة، حيث أطلق الشعب الفلسطيني انتفاضته الشعبية الباسلة في اوائل ديسمبر 1987، والتي شارك فيها الشعب بأسره وأكدت على استحالة التعايش مع الاحتلال، ورفعت شعار الحرية والاستقلال، وسرعان ما تحول هذا شعار وبرنامج الانتفاضة التي قادتها القيادة الوطنية الموحدة واللجان الشعبية الى برنامج فلسطيني تجسد في إعلان الاستقلال في نوفمبر لعام 1988، والذي شكل دعماً سياسياً ومعنوياً هاماً للانتفاضة الباسلة، والتي كان من ثمارها اقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، التي جاءت نتاج تضحيات وكفاح شعبنا على مدار العقود الماضية، وقد منح الشعب الفلسطيني فرصة للسلام والمفاوضات رغم شكوكه في الاتفاقات والنوايا الاسرائيلية، ظاناً أنها ستفضي لأنهاء الاحتلال ورحيله واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة للاجئين، لكن الذي اتضح ان حكومات اسرائيل استخدمت المفاوضات مظلة لمواصلة سياسة الاستيطان وتهربت من الاتفاقات الموقعة ومن استحقاقات عملية السلام، وفي مفاوضات كامب ديفيد اتضح أكثر ان اسرائيل ترفض اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967، بما في ذلك مدينة القدس وترفض حق العودة للاجئين، وتصر على محمية فلسطينية او دويلة تابعة للاحتلال، ولا حاجة للتذكير أن احد اسباب تأييد عملية السلام من اوساط واسعة في شعبنا اعتقاده ان هذا سيؤدي فوراً لوقف الاستيطان وازالة الحصار والحواجز والافراج عن جميع الاسرى، وقد اتضح بعد هذه التجربة المريرة بكل موضوعية وامانة أنه لا شريك لسلام حقيقي في اسرائيل فلا وجود لزعيم مثل دوكليرك الذي انهى عهد نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا، كما انه لا وجود لشارل ديغول الذي انهى الاستعمار الفرنسي للجزائر، بل هنالك طغمة فاشية حاكمة في اسرائيل وتريد دفعة واحدة الأرض والسلام والأمن والاستيطان وتهجير الفلسطينيين وادارة ذاتية لا أكثر ولا أقل .
وأمام مضاعفة عدد المستوطنين والمستوطنات ومصادرة الأراضي وعزل مدينة القدس والقيود المفروضة على الاقتصاد الفلسطيني، والتهرب من تنفيذ الاتفاقات ورفض الافراج عن الأسرى والمعتقلين، ووصول المفاوضات لطريق مسدود وانهيارها بعد كامب ديفيد وانحياز الادارة الامريكية الكامل للرواية الاسرائيلية في فشل المفاوضات، واعلان باراك ان لا شريك للسلام في الجانب الفلسطيني، وفي ظل الاحباطات من اداء السلطة السياسي والتفاوضي والمالي والاداري والأمني ، وفي أعقاب اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك، اندلعت انتفاضة الأقصى المباركة، والتي اثبتت صلابة الارادة الفلسطينية واستعداد شعبنا للتضحية الهائلة في سبيل حريته واستقلاله، وتمسك شعبنا بحقوقه الوطنية وثوابته والتي الحقت خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة للأحتلال، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لديه مخزون نضالي لا ينضب وان هذا الشعب لا تدفعه العذابات والمعاناة والقهر والتضحيات والقتل والاغتيال والتجويع والاعتقال الى الاستكانة والتسليم بحقوقه والاستسلام، بل ان الشعوب تزداد تمسكاً بحقوقها بسبب المعاناة والعذابات ولا يوجد في التاريخ شعوب تستسلم بسبب المعاناة، والشعوب لا تيأس ولا يفرغ مخزونها النضالين وانما هنالك قيادات أو أحزاب أو حكومات يمكن أن تيأس او تستسلم او تساوم اما الشعوب فهي محصنة تماماً وقادرة على الصمود، واكبر مثل على ما نقول هو شعبنا العظيم الذي يقاتل منذ مائة عام والذي تمكن من أفشال استكمال المشروع الصهيوني الذي يريد هذه البلاد من النهر الى البحر وما بعدها من ارض عربية خالية من الفلسطينين وتحت سيادته، ولكن صمود شعبنا العظيم في كل مكان أربك وزعزع وافشل هذا الحلم الاستيطاني، فلا حل امام حكام اسرائيل سوى التسليم بالحد الأدنى من حقوقنا الوطنية التي اقرتها الشرعية الدولية وقراراتها وضمنها القانون الدولي، وان انهاء الاحتلال والانسحاب الشامل لحدود 1967 بما في ذلك القدس والتسليم بحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم طبقاً للقرار 194 والافراج الشامل عن جميع الاسرى والمعتقلينن والاعتراف بحق شعبنا بتقرير المصير والدولة، ان هذا هو الطريق الوحيد والأقصر للسلام في هذه المنطقة.
لقد جاء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة ثمرة من ثمرات الانتفاضة والمقاومة وتضحيات شعبنا وصموده العظيم، بغض النظر عن أغراض شارون من هذه الخطة، حيث كانت المرة الأولى التي تدمر فيها اسرائيل مستوطنات وتخلي مستوطنين من ارض فلسطين وقد تفاءل شعبنا بهذه الخطوة، وفي غمرتها اجريت انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية شهد العالم على نزاهتها، والتي يحق لحركة فتح ان تفاخر بها فهي صاحبة الخيار الديمقراطي ورائدة الديمقراطية الفلسطينية. وكان للأنسحاب من غزة واجراء انتخابات تشارك فيها حركة حماس لأول مرة أن تشكل رافعة لنضال شعبنا وكفاحه في سبيل الحرية والاستقلال، وبدل ان يتحول القطاع الى قاعدة آمنه للدولة المستقلة وتطلق معركة اعماره وتطويره ويقدم المساندة للضفة الغربية لاستكمال نضالنا وحريتنا واستقلالنا، وبدلاً من بناء جيش وطني يدافع عن الوطن والسلطة ومشروع الدولة وبعيد عن النزاعات الفصائلية، تحول القطاع الى مأزق فلسطيني كبير وخطير، خاصة بعد ان قررت حماس التفرد بالقطاع والسيطرة عليه من خلال انقلاب عسكري واستخدام القوة، في سابقة في تاريخ الحركة الفلسطينية وفي تاريخ النضال الفلسطيني مما وجه ضربة قاصمة لوحدة شعبنا وسلطتنا ووطننا وللمقاومة وللتجربة الديمقراطية الرائدة.
أن حالة الانقسام الفلسطيني تلقي بظلالها على الوضع الفلسطيني برمته، واستمرار هذا الانقسام يلحق مزيدا من الأذى والضرر على الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية، وربما يكون سببا في الاخفاق في الاستفادة من المناخ الدولي والأقليمي الجديد في محاصرة اسرائيل والضغط عليها واجبارها على التسليم بالحقوق الوطنية الفلسطينية، ولهذا فأن مواصلة الحوار بهدف التوافق والمصالحة هو في صميم المصلحة الفلسطينية لطي هذه الصفحة السوداء في تاريخنا.
وعلى الرغم من كل هذا فقد انتزع شعبنا بفضل صموده العظيم ومقاومته وانتفاضته اجماعاً دولياً غير مسبوق في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة بما في ذلك من الولايات المتحدة الحليف الأول لاسرائيل ومن دول العالم اجمع بل ومن اوساط واسعة في اسرائيل.
أننا نقف اليوم في هذا المؤتمر التاريخي، أمام حقائق لا يجوز لأحد أن يتجاهلها أو يقفز عنها لأستشراف المستقبل ولوضع استراتيجية فلسطينية تقود لانهاء الاحتلال وانجاز حلم شعبنا بالعودة والحرية والاستقلال، وفي مقدمتها وأولها أنه لا يوجد شريك للسلام الحقيقي في اسرائيل، وان الحكومة الحالية المتطرفة ارهابية لا تنوي قبول قرارات الشرعية الدولية وما ينطوي عليها من انسحاب شامل لحدود 1967، والحقيقة الثانية ان الاستيطان كان ولا زال احد أهم الركائز التي قامت عليها الحركة الصهيونية واسرائيل لاحقاً، وان الاستيطان لم يتوقف منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى هذه اللحظة، وان استمرار الاستيطان وبقاء المستوطنات يجهض مشروع الدولة المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967، وحكومة اسرائيل منذ اوسلو وحتى الآن لم توقف الاستيطان حتى ليوم واحد بل اضعاف مضاعفة ما كان عليه الامر قبل اطلاق عملية السلام واقامة السلطة الوطنية، وما نشهده من تسارع وارتفاع غير مسبوق في وتيرة الاستيطان يثبت بما لا يدع مجال للشك ان صنع السلام مع هكذا حكومات هو محض اوهام، والحقيقة الثالثة التي يجب مواجهتها والتوقف امامها وهي عملية الاستيطان والتهويد وهدم المنازل والاستيلاء على الأرض والمحال التجارية والبيوت في مدينة القدس، حيث ان اسرائيل تسابق الزمن لحسم قضية القدس وتهويدها، لأنها تدرك أن أقصى موقف يتخذه الأمريكان هو القول ما للعرب في القدس للعرب وما لليهود لليهود. أي التسليم بالاستيطان والتهويد وبالأمر الواقع، وتكريس القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي. أما الحقيقة الرابعة فهي وان كان هنالك كلام امريكي وتصريحات ونوايا جديدة فانه لا يمكن الأتكاء عليها لوحدها لأجبار اسرائيل على وقف الاستيطان والأذعان لقرارات الشرعية الدولية، وان هنالك حدود للضغط الامريكي على اسرائيل بوصفها حليفة من الدرجة الاولى وتربطها علاقة لا تشبه أي علاقة بين أي دولتين حليفتين في العالم، أما الحقيقة الخامسة فهي ان الوضع العربي لا يشكل رافعة وعامل قوة للموقف الفلسطيني، ولا يظهر العرب استعداد حقيقي لوضع رؤية شاملة قادرة على التحقق، وحتى مبادرة السلام العربية التي اقترحها العرب واقرها فأنهم لم يتمترسوا خلفها ويدافعوا عنها ويصروا ان لا بديل عنها مطلقاً. والحقيقة السادسة أن حالة الانقسام تشكل نزيف دامي في الجسد الفلسطيني وانه يضعف الموقف الفلسطيني ويلحق الضرر بالمصالح الوطنية الفلسطينية. والحقيقة السابعة أن النظام السياسي الفلسطيني يعاني من الوهن والضعف والأنقسام وأن التجربة الديمقراطية تتعرض للخطر الفعلي، وأن(م.ت.ف) تعاني من ضعف وترهل مؤسساتها بل وغياب هذه المؤسسات، كما ان غياب حركتي حماس والجهاد عن مؤسسات المنظمة يضعف التمثيل الفلسطيني ويعرضه للمخاطر.
والحقيقة الثامنة ان حركة فتح في المؤتمر السادس هي ليست حركة فتح في الموتمر الخامس، وأن الحركة تعرضت لهزات عنيفة أولاً باستشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات وما يشكله في تاريخ وقيادة الحركة والشعب الفلسطيني، وثانياً الهزيمة التي تعرضت لها في الانتخابات التشريعية والبلدية والمحلية، وثالثاً أنهيار وخسارة السلطة في قطاع غزة وتفرد حماس بها. ورابعاً عملية السلام تواجه انسداد وتعثر ومأزق وفشل، وخامساً ان الحركة تعاني من غياب لقيادتها ومن عجز وفشل وحالة نزاع وصراع وغرق في الصراعات الشخصية والمصلحية وغياب لمؤسساتها وحالة ذوبان في السلطة والمنظمة وانهيار لمباديء المساءلة والمحاسبة واستشراء للفساد والكسب غير المشروع.
أمام هذه الحقائق التي عرضنا وغيرها ليس أقل اهمية، فأننا ندعو المؤتمر للنقاش الصريح والصادق والديمقراطي، وذلك بهدف اجراء مراجعة شجاعة وجريئة للعقدين الماضيين دون الغرق في التفاصيل والمناكفات، والى استشراف المستقبل واحداث تغيير حقيقي، والى اتخاذ قرارات وسياسات على النحو التالي:-
على الصعيد السياسي
1- انطلاقاً من اننا لا زلنا نعيش مرحلة التحرر الوطني، وباعتبار حركة فتح قائدة لحركة التحرر الفلسطيني، فأنها تعتبر ان المهمة الاساسية والرئيسية والأولى والمقدسة للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات هي مواصلة النضال الوطني لأنهاء الاحتلال الاسرائيلي والاستيطان والانسحاب الشامل لحدود الرابع من حزيران 1967، بما في ذلك مدينة القدس الشرقية المحتلة، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في ممارسة حقهم طبقاً للقرار الدولي 194، وتحرير جميع الاسرى والمعتقلين.
2- ان مقاومة الاحتلال الاسرائيلي هي واجب وطني وهي حق مشروع كفلته الشرائع السماوية، والشرعية الدولية والقانون الدولي، وان هذه المقاومة تنتهي فقط بانتهاء الاحتلال وانجاز شعبنا لحقوقه الوطنية.
3- اعتبار الوحدة الوطنية مبدأ وطنيا فتحاويا وضرورة لا غنى عنها خاصة في مرحلة التحرر الوطني، واعتبار ان الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار للشعوب المقهورة ولحركات التحرر الوطني. ولهذا فأن حركة فتح ستواصل سعيها وجهدها دون توقف لانجاز الوحدة الوطنية للشعب وللوطن و للسلطة وللفصائل.
4- أننا نوكد ان(م.ت. ف) هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده وقائدة نضاله الوطني، ومرجعيته السياسية والتفاوضية، ونرحب بدخول ومشاركة حركتي حماس والجهاد لمؤسسات (م.ت.ف) ونؤكد على ضرورة اجراء انتخابات لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني بأسرع وقت ممكن في الداخل والخارج وبما لا يزيد عن 350 عضواً والتوافق حيثما تعذر الانتخاب.
5- اعتبار وثيقة الأسرى وثيقة الوفاق الوطني جزء لا يتجزأ من البرنامج السياسي لحركة فتح.
6- التمسك بالخيار الديمقراطي كاساس للنظام السياسي الفلسطيني والأصرار على اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية بشكل دوري وفي اطار ما قرره القانون الاساسي للسلطة الوطنية والقوانين المعمول بها، والتمسك بمباديء واسس النظام الديمقراطي وفي مقدمتها بند تحريم العنف في حل الاشكالات والخلافات والنزاعات الداخلية، والاصرار على الحوار خياراً وحيداً وتحريم الدم الفلسطيني، والتمسك بمبدأ التداول السلمي للسلطة، ومبدأ فصل السلطات، واستقلال القضاء، وسيادة القانون ، وحماية الحريات العامة والفردية، وحماية التعددية السياسية، وحرية الرأي والتعبير والاعتقاد ، وحرية الصحافة، وتكريس مباديء المحاسبة والمساءلة.
7- بناء مؤسسة أمنية وطنية ومهنية، عصرية وحديثة، تتولى مهمة الدفاع عن الشعب والوطن والحفاظ على الامن والنظام والاستقرار ، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، مؤسسة أمنية بعيدة عن النزاعات الفصائلية ولا تتدخل في الشأن السياسي والنزاعات أو الخلافات الداخلية الديمقراطية، وتخضع للمستوى السياسي الشرعي والمنتخب طبقاً لما يحدده القانون الأساسي وتعمل بموجبه وبموجب القوانين المعمول بها، وتحمي السلطة الوطنية الفلسطينية والمصالح الوطنية، وتعمل في اطار سيادة القانون، وتنفذ قرارات الجهاز القضائي والمحاكم، ويتوجب تقديم كافة الامكانيات والآليات التي تمكن المؤسسة الأمنية بالقيام بمهامها الوطنية والمهنية.
8- أعتبار السلطة الوطنية نواة الدولة المستقلة، وانجازاً وطنياً حققه شعبنا بفضل تضحياته على مدار العقود الماضية وبفضل صموده العظيم، وضرورة حماية هذ الانجاز الوطني، وتكريس بناء مؤسسات السلطة كمؤسسات مؤهلة لادارة الدولة الفلسطينية، و اعتبار السلطة الوطنية ملكا للشعب الفلسطيني باسره و في خدمته، يقوم مبدأ التوظيف فيها على اساس القانون و تكافؤ الفرص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.