دفعت أحداث 11 سبتمبر فئات كبيرة من الشعب البريطاني إلى الاهتمام بالإسلام والوعي بقيمه وتقاليده. يأتي ذلك رغم المصائب التي حلت ببعض البلدان العربية والإسلامية من جراء هذه الأحداث، وكذلك الجاليات الإسلامية في أوروبا حيث تعرض بعضها لمضايقات. وتقول صحيفة "الجارديان" البريطانية الإثنين 2-9-2002: إن كل أماكن بيع الكتب الإسلامية ودورات الدين المقارن التي تنظمها الجامعات أصبحت مكتظة بالرواد من غير المسلمين الذين يتسابقون لاكتشاف المزيد حول مبادئ الإسلام والسيرة النبوية، كما ارتفعت نسبة مبيعات النسخ المترجمة للإنجليزية من القرآن الكريم خلال الأشهر الثلاثة التي تبعت 11 سبتمبر 2001. وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية البريطانية قررت تقديم برامج عن الإسلام للدبلوماسيين العاملين في الدول الإسلامية أو مسئولي مكتب الشئون العربية بالوزارة الذين يتعاملون مع المسلمين في بريطانيا؛ وذلك في استجابة للوعي غير المسبوق تجاه الإسلام. وتشمل البرامج محاضرات حول العقائد الدينية، وحديثا حول القضايا الإسلامية المعاصرة، وزيارة إلى أحد المساجد. وقال "ديلوار خان" مدير مسجد شرق لندن: إن المسجد يفتح أبوابه للزوار من غير المسلمين، وإن معدل الرواد في تزايد مستمر منذ أحداث العام الماضي، وإن شخصين على الأقل من بينهم يطلبون اعتناق الإسلام كل شهر. ويعتزم المسجد إصدار مجلة لتجيب على الأسئلة التي تتردد عن الإسلام في بريطانيا. وسيحتوي العدد الأول على مقال حول الجوانب الجذابة في الإسلام وتكتبه إيفون ريدلي الصحفية البريطانية التي احتجزتها حركة طالبان في أفغانستان ثم اعتنقت الإسلام بعد إطلاق سراحها. وقالت الجارديان: إن جاك سترو وزير الخارجية البريطاني دعا إلى فهم أكثر عمقا للإسلام في حديث ألقاه خلال زيارته مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد. كما استضاف مكتب الشئون العربية بوزارة الخارجية البريطانية الشهر الماضي أكبر حفل استقبال يقام لمجموعة من المسلمين بجهة حكومية في البلاد. وطبقا لتقديرات مستقلة فإن عدد المسلمين في بريطانيا يزيد عن 1,5 مليون مسلم، منهم 350 ألفا من الشرق الأوسط وأفريقيا، و160 ألفا من الهند، و200 ألف من بنجلاديش، و180 ألفا من ماليزيا ونيجيريا، و610 آلاف باكستاني. كانت دراسة عربية أجراها باحث تونسي يدعى "مراد الطيب" قد كشفت أن عدد المتحدثين باللغة العربية من غير العرب قد زاد في أعقاب أحداث 11 من سبتمبر 2001 ليصل إلى نصف مليار شخص، متخطيا بذلك عدد سكّان الوطن العربي (315 مليونا)، وأن العربية تحتل المرتبة الثانية بعد الإنجليزية من حيث عدد الناطقين بها. وأشارت الدراسة التي نشرتها وكالة قدس برس منتصف العام الجاري 2002 أن أحداث 11 من سبتمبر 2001 كشفت عن المكانة الهامة والانتشار الواسع للغة العربية في الكثير من الأقطار غير العربية مثل أفغانستان وباكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا، فضلا عن إفريقيا وأجزاء من أوروبا.