ذكرت جريدة الحياة اللندنية أن ديبلوماسيا عربيا في العاصمة الجزائرية اعتبر أن تصعيد الجزائر ضد المغرب، من خلال الاستقبال الاستثنائي لزعيم جبهة بوليساريو محمد عبد العزيز بمناسبة حضوره ما سمي أسبوع التضامن مع الشعب الصحراوي، رد فعل وليس بموقف مدروس. ولاحظ الديبلوماسي العربي حسب جريدة الحياة، أن الجزائر وجدت نفسها منذ مطلع يونيو الماضي في مواجهة ما أسماهجبهة ثلاثية، تضم باريس ومدريد والرباط، وتسعى إلى دفعها إلى التخلي عن مواقفها التقليدية من الحل لقضية الصحراء. ويرى الدبلوماسي المذكور أن الجزائر فقدت، بسبب رفضها التعاطي إيجابيا مع المبادرة المغربية بإلغاء تأشيرة الدخول للجزائريين وفتح الحدود البرية بين البلدين، ماسماه بالتفهم الإقليمي الذي كانت تبديه لها بعض العواصم المغاربية في شأن مبررات الأزمة مع الرباط. من جهة أخرى اعتبر المتتبعون لمسار العلاقات المغربية الجزائرية أن قرار جلالةالملك محمد السادس رفع التأشيرة نقل الكرة كما يقال إلى مرمى الحكومة الجزائرية، التي تعاملت معه بارتباك. ففي البداية علق وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم على القرار بأنه يندرج في إطار "تجسيد علاقات المودة والأخوة بين البلدين". وأنه جاء رداً على رسالة التهنئة التي بعث بها بوتفليقة إلى جلالة الملك بمناسبة عيد العرش، لكن بعد يومين من ذلك وزعت وكالة الأنباء الجزائرية ردا رسميا مضادا لما سبق، حيث اعتبر المسؤولون الجزائريون القرار المغربي طإجراءا أحادي الجانب، له بعد إعلامي وسياسي" يبغي الاستفادة من نتائجه الإيجابية وآثاره على المتابعين للمنطقة المغاربية. وعلى عكس ما كان يعتقد البعض من كون احتفالات الفرنسيين بذكرى إنزال الحلفاء في منطقة بروفانس أمس بمدينة تولون الفرنسية ستكون فرصة لعقد قمة تجمع جلالة الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، استبعد كثير من المحللين ذلك نظرا للتصعيد الجزائري باستقبال زعيم الانفصاليين واحتضان أسبوع تضامني مع جمهورية الوهم في أول الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، فضلا عن تصريحات لمسؤولين جزائريين وتعاملهم السلبي مع المبادرة المغربية سالفة الذكر. من جهته قال محمد بن عيسى، وزيرالشؤون الخارجية والتعاون، في تصريح لإذاعة سوا أول أمس، إن قضية الصحراء "تشكل حجر عثرة أمام مشروع اتحاد المغرب العربي"، وأن "الجزائر تملك مفاتيح الحل وأنها الجهة الوحيدة القادرة على بعث الحياة في الاتحاد". وزاد إن "ما وقف في الماضي ما زال واقفا إلى اليوم. الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة رغم القرار الملكي بإلغاء تأشيرة الدخول بالنسبة للمواطنين الجزائريين الذين يرغبون في السفر إلى المغرب"، مضيفا أن "قضية الصحراء هي قضية يعرف الكل تعقيداتها ويعرف كذلك تاريخها وظروفها". يذكرأن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه كان قد طالب بضرورة فتح حوار مباشر بين الجزائر والمغرب لحل قضية الصحراء، وذلك بعد لقائه مؤخرا مع الرئيس بوتفليقة في الجزائر، وفي السياق نفسه كان لويس رودريغز ثاباتيرو، رئيس الحكومة الإسباني قد صرح في زيارته للجزائر بضرورة إيجاد فضاء مؤقت للبحث في قضية الصحراء خارج إطار الأممالمتحدة.