سبق لنا و أن أشارنا وفي مناسبات عدة ،إلى قضية قدم الأعمدة والأسلاك الكهربائية في قرية وكسان وما يشكله ذلك من خطر على حياة السكان،كما أشارت إلى شكايات في هذا الشأن تقدمت بها الجماعة مستندة بدورها على مطالب السكان الملحة على ضرورة الإسراع بتغيير الوضع القائم بشبكة جديدة تتوفر فيها معايير السلامة و الأمان. في بداية القصة كانت هناك معالم وتباشير توحي باستجابة الجهات المختصة إلى هذه المطالب،وهو ما حصل فعلا عندما قرر المكتب الوطني للكهرباء البدء في الأشغال وجعل بعض دواوير سوطولازار كمنطلق لها،إلا أن المفاجأة التي لم يكن ينتظرها أحد جاءت بعد استثناء قرية وكسان أو وكسان المركز من العملية وهو ما يعني استمرار العباد في التعايش مع الخوف لمدة لا يعلمها إلا رب العباد. في الدورة العادية الأخيرة لجماعة إكسان،أدرجت القضية مرة أخرى في جدول الأعمال و نالت حيزا كبيرا من النقاش وذلك بحظور ممثل المكتب الوطني للكهرباء الذي أكد على قرار استثاء وكسان من العملية بدعوى عدم التوفر على تصميم لهذا الشأن وكأن الأمر يحتاج إلى عدة و عتاد وأجهزة متطورة ويد عاملة كثيرة في مستوى ضخامة المشروع. بعد هذا القرار المجحف اقترحت حلولا ترقيعية تتمثل في تغيير بعض الأسلاك و الكابلات و انتظار ما سيأتي به المستقبل،إلا أنه و حسب بعض المصادر فإن ممثل السكان في قرية وكسان رفض هذا الحل لأن كامل الشبكة قديمة و متهالكة تشكل خطرا يتربص بحياة المواطن في كل وقت و حين. قرار الإستثناء هذا هو بمثابة رسالة واضحة أولا إلى الجماعة التي عليها أن تتعامل بجدية مع مثل هذه الأمور وأن تمارس صلاحياتها كي تحافظ على حياة المواطنين وثانيا إلى السكان و مفادها أن الحق ينتزع ولا يعطى و أن هناك أكثر من طريقة تجعل المكتب الوطني يتراجع عن قراره بل وترغمه على الإسراع في الأشغال فالروح عزيزة عن الله و ليست ملكا للإنسان وحده. فهل يا ترى من مستوعب للرسالة؟ أم أن منطق حيد على راسي أشقف هو السائد؟فالذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم.