تحوّلت تهديدات عصابة "موكرو مافيا" لمارك روته، رئيس الوزراء الهولندي، إلى حقيقة بعد تشديد الحراسة الأمنية عليه في الفترة الأخيرة، نظراً إلى المعطيات الأمنية والاستخباراتية التي كشفت تورط "المافيا المغربية" في التخطيط لاختطاف المسؤول سالف الذكر بدولة "الأراضي المنخفضة". وحسب صحف أجنبية، فقد حظرت الشرطة الهولندية ركوب الدراجة الهوائية على رئيس الوزراء خلال الفترة الحالية، وهو الذي يحبّذ استعمال هذه الوسيلة للذهاب صوب مقر الحكومة، عوضا عن السيارات الفخمة والمصفحة التي يملكها رؤساء الوزراء عبر العالم. ودخلت أجهزة الأمن الملكي والاستخباراتي على خط التهديدات في أواخر شهر شتنبر الفائت، من خلال تخصيص حراس شخصيين لرئيس الوزراء الهولندي، قصد حمايته من أي هجوم أو اعتداء محتمل من طرف عصابة "موكرو مافيا" التي كانت وراء قتل صحافي استقصائي بارز بأمستردام قبل شهرين. وعصابة "موكرو مافيا" هي مجموعة إجرامية عنيفة، تنشط في عدد من العواصم الأوروبية، خاصة هولندا وبلجيكا؛ ذلك أن أغلب أفرادها ينحدرون من المغرب، ويختصون في تصفية حسابات إجرامية لا تحصى على امتداد العقدين الماضيين. وبثّت العصابة المذكورة الخوف والرعب في صفوف الهولنديين، خلال الأسبوع المنصرم، بسبب المعلومات الأمنية المسربة إلى وسائل الإعلام بخصوص استهداف رئيس الوزراء، دون أن يتم التأكد من طبيعة العملية الإجرامية المزمع تنفيذها من لدن الشبكة النشطة في مجال المخدرات. وأُسندت حماية رئيس الوزراء الهولندي إلى فرقة أمنية خاصة لضمان عدم اقتراب أي شخص منه، لا سيما أنه معروف بتبادل الحديث مع المارة والتقاط الصور مع المواطنين؛ وهو ما دفع المخابرات الداخلية إلى تشديد المراقبة على منزله ومقرات الحكومة. ووفقا لجريدة "لوموند" الفرنسية، فقد أعطت "المافيا المغربية" أمر قتل محام بأمستردام سنة 2019، كان متخصصا في الجريمة المنظمة وشبكات تهريب المخدرات، حيث استهدفته الشبكة لدفاعه عن مخبر قدم معلومات مهمة للشرطة حول زعيم "المافيا" رضوان تاغي. وتزعم رضوان تاغي الشبكة الإجرامية لسنوات طويلة قبل أن تلقي عليه القبض شرطة دبي، حيث نجح بشكل سريع في قيادة عصابات المخدرات بهولندا، وتحديدا في مقاطعة "أوتريخت"، نتيجة توسيع أنشطته التجارية مع فاعلين آخرين، خاصة من المغاربة المنتمين إلى منطقة الشمال. وأشارت صحيفة "دي تليغراف" إلى أن تاغي (42 عامًا) متهم بتهريب المخدرات وتجارة السلاح وجرائم أخرى، بما في ذلك التعاون على قتل المنشق الإيراني محمد رضا كولاهي عام 2015، في هولندا؛ وعلاوة على ذلك ساعد عملاء المخابرات في الجمهورية الإيرانية على اغتيال معارضين آخرين في جميع أنحاء أوروبا.