مهنيون يتهمون الأمن بتكريس واقع الفوضى بالتغاضي عن تجاوزات السماسرة والوسطاء استنفر إضراب داخل المحطة الطرقية بالناظور الثلاثاء الماضي، مسؤولي الإدارة الترابية والأمنية بالمدينة، بعدما شلت الحركة بهذا المرفق الحيوي لساعات أغلقت خلالها الأبواب في وجه حافلات المسافرين. واحتج المستخدمون وأصحاب المحلات التجارية ومسؤولو إدارة المحطة على سيادة مظاهر الانفلات الأمني في محيط عملهم، بجانب ما يعتبرونه سيطرة “عصابة” مكونة من عدد من الغرباء على التدبير اليومي لهذا المرفق. واعتبر المحتجون أن لجوءهم إلى إغلاق أبواب المحطة الطرقية أملته المخاطر المحدقة التي يواجهونها يوميا من قبل “أشخاص” لا يتورعون عن مهاجمة المسافرين والمستخدمين على السواء، إذ كان من نتائج هذه الفوضى أن أعلن مدير المحطة الطرقية في الآونة الأخيرة عن تجميد مهمته، بعدما تعرض بدوره للتهديد بالتصفية الجسدية. وأكدوا، أن “الشناقة” يجتهدون في اصطياد المواطنين، وإرغامهم على الركوب، مقابل ابتزاز سائقي الحافلات تحت التهديد، وتتم هذه الممارسات، في ظل صمت مريب من قبل الجهات المختصة، وعلى رأسها رجال الأمن الذين يغض بعضهم الطرف عن هذه التجاوزات. وعلى ضوء هذه الوقائع، دخل باشا المدينة بالنيابة وقائد المقاطعة الثالثة، وكل من العميد المركزي للأمن ورئيس الدائرة الأمنية الأولى على الخط، إذ أفضت جلسة حوار جمعتهم بالمتضررين إلى رفع حالة الإضراب، مقابل اتفاق مبدئي بتفعيل المطالب المعبر عنها. وكان من أبرز ما عرض على المسؤولين، تأكيد المحتجين أن سطوة “الوسطاء” تقابل بتواطئ مكشوف من قبل العناصر الأمنية، وعززت الإدارة هذا المعطى بما تتوفر عليه من توثيقات مصورة التقطتها كاميرا المحطة، مؤكدة حصول عدد من الاعتداءات وعمليات ابتزاز لسائقي الحافلات من قبل “شناقة” يستمد بعضهم سطوته من نفوذ صاحب شركة نقل، يدعي بدوره علاقته بأمنيين كبار. ومن جهته، كشف مدير المحطة، عبد القادر بورحايل، عن تفاصيل تعرضه لتهديد بالقتل بعدما سعى إلى التدخل لوضع حد لممارسات بعض “الغرباء” من المتحكمين دون سند قانوني في التدبير اليومي لذات المرفق العمومي، وقال، إن الدعم الذي يلقونه من قبل صاحب إحدى شركات النقل في محاولة منه لفرض نظام خاص به وبشركته داخل المحطة الطرقية، بالإضافة إلى الحياد السلبي لعناصر الأمن العمومي، جعل مظاهر الفوضى تأخذ أبعادا خطيرة في المدة الأخيرة. وأضاف بورحايل، في تصريح ل”الصباح”، أنه اتخذ قرارا بالتنحي عن مهمته في ظل حالة الفوضى المستشرية داخل المحطة، والتي خلفها “قانون الغاب” الذي تعزز بغياب التعاطي الجدي مع مطالب الإدارة من قبل القيمين على الشأن الأمني بالمدينة، على حد تعبيره. وأكد المتحدث ذاته، على ضرورة تحمل الجميع لمسؤوليته في تطبيق القانون ونشر الأمن، مشيرا إلى تعرض المستخدمين وأصحاب المحلات التجارية والمسافرين مرارا لاعتداءات جسدية من قبل «عصابة منظمة» في إشارة إلى “وسطاء” يتوفر على تسجيلات مرئية تدينهم. عبد الحكيم اسباعي (الناظور