ثمة أسئلة آخذة في التناسل ومثيرة للفضول لدى المتتبعين للأوضاع بالريف، وكل يوم يحمل الحراك مفاجآت، وآخرها تخلف "عراب حراك الحسيمة" وأصحابه عن الحضور في الوقفة الاحتجاجية المنظمة بمدينة الناضور مؤخرا، حيث لم يستجب للدعوة التي تلقاها من نشطاء الحراك هنالك، الشيء الذي يثير أكثر من علامة استفهام، عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم المشاركة ولو مشاركة رمزية وما سر هذا الغياب؟. هل يا ترى يتعلق الأمر بالخوف من تكرار ما حدث الأسبوع الماضي بالناضور؟ حيث أقدم بعض الشبان عن التدخل في الوقفة الاحتجاجية لتصفية حساباتهم الشخصية مع شخص مقصود حسب ما صرحوا به هم أنفسهم بالفيديو على بعض المواقع الالكترونية، فيما تم الترويج من جهة أخرى أن المستهدف كان هو "المناضل المخلوع" الذي بدا في إحدى الفيديوهات مذعورا ومرتجفا، حيث ذهب ثلة من الصحافيين إلى تسميته "بالزعيم الكرطوني" الذي يملأ الساحة ضجيجا ومعلنا استعداده للموت والاعتقال ولا يخشى أحدا. وحسب ما يتداوله الرأي العام وكذا دردشات المهتمين عبر الفايسبوك، فإن لغياب "المناضل العتيد" تفسير واحد، فإما أنه تلقى تعليمات من الذين يسيرونه ويتحكمون به عن بعد ب"التيليكوموند"، خاصة الذين يمولونه ويغدقون عليه الأموال من الداخل والخارج، أو بدافع الخوف الذي يعشش في قلبه، وخشيته من التعرض للضرب على يد أولئك المراهقين الذين أدخلوا الهلع إلى قلبه. هي تساؤلات مشروعة ومفتوحة للنقاش، لأن ثمة مؤشرات قوية بدت تتضح للجميع بظهور أعمدة من دخان الغموض بدأت تتعالى في الأفق، وأن النبهاء من أبناء الريف يحللون كل الحركات غير المفهومة التي بات يقدم عليها هذا "البطل" الذي لا يخاف من الموت والاعتقال ويخاف فقط من صبية طائشين ومراهقين تائهين؟، بينما العبيد يصفقون ويمجدون الأشخاص دون التبين والتحري والتمييز بين أهدافهم المعلنة والأخرى غير المعلنة. والتاريخ شاهد على ذلك وحافل بسجل خيانات القادة للجماهير، والويل للذين لهم تأخر في الفهم والإدراك من عتاب الضمير عندما يصحو ويستفيق في الوقت الميت، فاللهم لا شماتة.