الجميع يتابع الفضيحة، من مثقفين وعامة الناس، وكأنهم يشاهدون مسرحية رديئة الإخراج، بطلها ليس سوى مناضل آخر الزمان، حاول أن يحيط نفسه بهالة من البطولة المصطنعة لم تكن يوما حقيقة سوى في مخيلة هذا "الزعيم الكرطوني"، الذي تابعه الآلاف عبر الفيديوهات المنشورة في الفايسبوك كيف أضحى مذعورا بالناضور من مراهقين، لم يهم أحدهم باستهدافه شخصيا، لأن أحدهم صرح بالصوت والصورة في فيديو تناقلته بعض المواقع الالكترونية، أن المقصود من الهجوم هو شخص آخر له حسابات شخصية معه أراد تصفيتها، وأضاف أنه لا يعرف "البطل الورقي" القادم من الحسيمة للمشاركة في حراك الناضور ليستلهم منه نشطاء هذه المدينة "الدروس البطولية" في تقنيات الهروب والفرار والكذب. والكل تابع "بطل المسرحية" يهرول مخلوعا مذعورا ووجهه مصفر من شدة الخوف من مراهقين في مشهد تراجيدي مثير للشفقة والسخرية معا، خاصة عندما عمد أحد مرافقيه إلى مساعدته على الفرار عبر استئجار سيارة أجرة إلى المحطة ليشد الرحال عائدا إلى الحسيمة، تاركا الجماهير في الناضور لحالها تواصل الاحتجاج أمام مقر الكوميسارية، لتتواصل فصول المسرحية المضحكة المبكية، باتصاله بباقي الممثلين والمغفلين لاستقباله بساحة وسط الحسيمة، ليسترسل "مناضل طومي جيري" في سرد بطولاته في الفرار وملاحمه في تولية الأدبار، وهو الذي كان يملأ الساحة صخبا وضجيجا بأن الخوف لا يعرف إلى قلبه سبيلا، ويقسم بأغلظ الأيمان أمام الجماهير أنه مستعد للموت والاعتقال.
هذه التمثيلية التي سئم منها العقلاء الذين انخدعوا بها في بداية الحراك وفطنوا إلى زيف الشعارات الفارغة التي تدعيها، باستغلال حسن نية أبناء الشعب الطيبين والعمل على جني تمويلات طائلة من هولندا بالاسترزاق على حساب المستضعفين. وما الكذب الذي أطلقه مدويا من فوق المنصة بالساحة في أكثر من مناسبة إلا تعبيرا واضحا على المغالطات التي تنم عن فساد الأخلاق وغياب القيم التي يتبجح بها "البطل الكرطوني" صباح مساء، حيث زعم أن خليفة القائد الذي تم اعتقاله على ذمة التحقيق في مقتل المرحوم محسن فكري قد أطلق سراحه وهو لا زال قابعا في السجن، وكذا ادعائه أن السلطات بأجدير قد منعت الوفود القادمة إلى الحسيمة للمشاركة في ذكرى الأربعينية، الشيء الذي لم يقع مطلقا كما أكدت ذلك تغطيات كل المواقع الإخبارية المحلية في حينه.
فإلى متى سيستمر هذا التمثيل والعبث والضحك على الذقون؟ ألم يحن الوقت لمحاسبة هذا "المناضل الكرطوني" ومحاكمته محاكمة جماهيرية في الساحة أمام الملأ؟
لينكشف زيفه وتنفضح ألاعيبه وأضاليله ويرغم على توضيح علاقته بمافيا تجار الممنوعات بالخارج والداخل. ولنا عودة إلى الموضوع.