الرباط "مغارب كم" : محمد الغالي لم يبق أمام جماعة الشيخ عبد السلام ياسين سوى أن تنوب عن القضاء وتصدر الأحكام وتصنف الناس. فقد اهتدت أخيرا إلى كذبة فاتح ابريل وأطلقتها في يوليوز. تحت شعار التظاهر من أجل أرواح شهداء حركة 20 فبراير. لكن المزاعم تكتسي صبغة أكثر حدة، حين تعمد الجماعة إلى تصوير مجموعة من الأشخاص حاولوا السطو على بنك في الحسيمة، على إثر اندلاع قلاقل تسبب فيها خارجون عن القانون، وكأنهم شهداء. وهذه هي المرة الأولى التي يبلغ فيها التزييف ذروته. حين يفتري الاستشهاد بالسرقة الموصوفة. ولا يبدو أن جماعة العدل والإحسان تخجل من تبني اللصوصية التي حولتها إلى عملة قذرة لتصريف مواقفها الانهزامية. هكذا من دون أي تردد أو تمعن في الأحداث والوقائع، صنعت جماعة العدل والإحسان "شهدائها" مثلما تصنع شركات الإشهار بضائعها ونجومها وبالرغم من أن الوقائع الموضوعية المرتبطة بحالات من تصنفهم شهداء لا علاقة لهم بالاستشهاد أو التضحية فإن الجماعة تأبى إلا أن تزيف تلك الوقائع لتبرير ما تقدم عليه من أفعال غير مقبولة في دولة الحق والقانون والمؤسسات. لنأخذ كمثال قضية الشاب الذي زعمت الجماعة أنه كان ضحية أعمال عنف في أسفي فإلى الآن لا يزال مصير دراجة النارية التي تعتبر قرينة من بين وسائل الإثبات مجهولا. والسبب في ذلك أنه تم السطو عليها لإتلاف وسيلة الإثبات التي تؤكد أن الضحية تعرض لحادثة سير على متن دراجته. وفي غياب هذه القرينة التي عمل المحققون تحت إشراف القضاء على جلبها قصد المعاينة والتوقف أمام آثار الحادثة التي تفند كل المزاعم، يصعب الإقرار بحقيقة ما حدث. لكن الجماعة عوض أن تنتظر خلاصات التحاليل الطبية والمعاينة الملموسة لدراجة الهالك المعني، تلقفت الحدث و أضفت عليه من الأوصاف والخلاصات ما يتماشى ورغبتها في أن يكون هناك ضحايا تزايد بأسماهم. مع أن الضحية الأكبر في هذه القضية هي الحقيقة المفترى عليها. لنأخذ أيضا حالة الفتاة التي يعرف أن لها مشاكل مع أسرتها أدت إلى طردها من بيت الأسرة. فقد أبت الجماعة إلا أن تجعل من مشاكلها الأسرية قضية سياسية، والأدهى من ذلك أن محاولة إقدام المعنية على الانتحار ، وهو سلوك ينهى عنه الإسلام و تسجبه السماء التي تحرم قتل النفس بغير حق، بررته الجماعة التي تتصدق بمرجعتها الدينية. لا لشيء سوى لتمرير مزاعمها حول وجود ضحايا في حركة 20 فبراير. وقد غاب عن جماعة العدل والإحسان أن اكبر ضحية، من جراء ممارساتها غير الديمقراطية هي روح تلك الحركة التي حولتها إلى تابع بلا شخصية أو نفوذ. وقديما قيل: الطريق قبل الرفيق. لكن الجماعة استنسخت المقولة في شكل مغاير مفاده: الحريق قبل الرفيق وقبل الطريق. الرغبة الجنونية في إيجاد ضحايا والشهداء أدت بجماعة عبد السلام ياسين إلا تبني خمسة لصوص فحموا داخل وكالة بنكية في الحسيمة وهم يحاولون سرقة إيداع البنك. لم تعد هيمنة الفصيل العدلي على الحركة خفية على أحد. ولم تعد محاولات توجيه الحركة على هذي من تكتيكات العدل والإحسان تحتاج إلى دليل و مع ذلك فإن الجماعة استبدلت منطق الهيمنة الفاضحة بأسلوب الترهيب وبث الأضاليل، كي لا يتم اكتشاف أمرها. ليس من قبيل الصدف أن كل الحركات الاحتجاجية التي عرفتها الساحة العربية أبدت المخاوف من سرقة ثمار نضالها. لكن المشكلة أن العدل و الإحسان لم تسرق الثمار. لانها لسبب بسيط زرعت أشواك البلبلة والفتنة. ولا أدل على ذلك من فتنة تستخدم حرمات الشهداء في مواجهات خاسرة. وقد أثبتت البراهين أن كل ما يعنيها هو ممارسة الخداع وتزييف الحقائق. وليس أسوء من سلوك يستهتر بوعي الشعب، ولتنتظر أضاليل أخرى. فمن يخسر كل المعارك لا شك انه يلوذ في النهاية إلى خسارة نفسه. وتلك سنة الحياة، إلا لمن لا يعتبر. فأين أولي الألباب؟