"" إن سجلات التاريخ هي خزينة الذاكرة لمن أراد أن يتذكر أو يتعظ أو يستعد لقادم الأيام.. وهي تفضح دائماً كذب المزورين و إن التاريخ المعاصر، باعتباره السجل الحاضن بصدق لكل حدث أليم ، يبقى شاهداً على جرائم الصهيونية في أيامنا هذه ، و يشهد بالأرقام والوثائق بأن اليهود ارتكبوا في فلسطين وفي لبنان وبعض الدول العربية المجاورة العديد من المجازر والجرائم ، كان آخرها مذبحة أو محرقة «غزة» . ومن هنا فإن سلسلة المجازر التي ارتكبها الصهاينة خلال تاريخهم الأسود في حق العرب لم تكن عفوية أبداً، وسجلهم في هذا الصدد متخم وللتدليل فقط نقف على أهم المجازر، التي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى ويتعلق الأمر بالجرائم التالية: ̈ مجزرة قرية سعسع في الجليل :وقعت في 15 فبراير 1948، وتم خلالها قتل عدد كبير من المواطنين بعد تدمير ونسف منازلهم فوق رؤوسهم، وكانت حصيلة هذه المجزرة استشهاد حوالي 60 مواطناً من أهالي القرية، معظمهم من النساء والأطفال. ̈ مجزرة دير ياسين في 9 أبريل 1948 ووقعت بالقرب من القدس، واستشهد خلالها أكثر من (254) مواطناً على أيدي عصابة "شتيرن" اليهودية المتطرفة. ̈ مذبحة (نصر الدين):وقعت في أبريل 1948 و أبيدت القرية بأكملها ولم يبق إلا 40 فلسطيني هم من تمكنوا من الفرار. ̈ مجزرة اللجون وقعت في 13أبريل 1948 وهي قرية عربية فلسطينية من قرى قضاء جنين، حيث هاجمتها عصابة الهاجاناة الصهيونية وقتلت 13 شخصاً من أهلها. ̈ مذبحة (صالحة): وقعت في ماي 1948 حيث استشهد خلالها 75 مواطن فلسطيني. ̈ مجزرة أبو شوشة ووقعت في 14 ماي 1948 بالقرب من قرية دير ياسين، وراح ضحيتها (50) مواطناً من النساء والرجال والأطفال والشيوخ. ̈ مجزرة بيت دراس شمال شرق غزة وقعت في 21ما ي 1948 وكانت حصيلتها 260 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال. ̈ مجزرة الطنطورة وقعت في 22 ماي 1948، بمدينة حيفا المحتلة، وراح ضحيتها نحو (200) شهيدا. ̈ مجزرة اللد وقعت في 12 يوليوز 1948 بمدينة اللد المحتلة، وأسفرت عن استشهاد نحو (500) مواطنا من بينهم (150) مواطناً، استشهدوا داخل المسجد الكبير بالمدينة، ولقد قام الصهاينة برمي الكثير منهم في آبار البلدة أحياء. ̈ مجزرة الدوايمة في 29 أكتوبر 1948 وقد وقعت حينما هاجمت كتيبة من منظمة " ليحي" الإرهابية التي يقودها موشي ديان، القرية ثم بدأت تفتيش المنازل وإطلاق النار على سكانها، وقد أبيدت عائلات بأكملها في المجزرة، التي أسفرت عن مقتل 200 من الذكور والنساء والأطفال. ولم تتوقف المجازر الصهيونية بعد نكبة عام 1948 بل تزايدت وتيرتها وحدتها ووحشيتها في ظل استخدام أسلحة أكثر فتكاً وتدميراً، ومن أبرز تلك المجازر نذكر : ̈ مذبحة (شرفات): والتي وقعت في فبراير 1951 حيث استشهد فيها 11 شهيدا، وشرد باقي أهالي القرية. ̈ مذبحة (بيت لحم): وقعت في يناير 1952 استشهد فيها 10 شهداء. ̈ مجزرة (قبية) في 14 أكتوبر 1953 والتي وقعت في قرية قبية شرقي القدس، واستشهد خلالها (67) شهيدا معظمهم من النساء والأطفال وقد دمر خلالها 56 منزلا. ̈ مذبحة (غزة): وقعت في فبراير 1955 وقد استشهد خلالها 26 شهيدا. ̈ مجزرة ( قلقيلية) : وقعت في 10 أكتوبر 1956 حينما هاجمت قوات الاحتلال المواطنين في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، حيث استشهد خلالها نحو سبعين مواطناً. ̈ مجزرة كفر قاسم: وقعت في 29 أكتوبر 1956 واستشهد فيها 49 مواطناً، من بينهم 11 طفلاً، حينما كانوا جميعهم عائدين إلى بيوتهم من العمل. ̈ مجزرة خان يونس، والتي وقعت يومي 3 و12 نوفمبر 1956، وراح ضحيتها أكثر من خمسمائة شهيدا. ̈ مذبحة ( قرية السموع) : وقعت في نونبر 1956و استشهد فيها أكثر من 200 شهيدا . ̈ وفي عام 1956 احتل العدو الصهيوني مدينة غزة وشارك في العدوان الثلاثي على مصر، و قاموا بضرب مدن بور سعيد والإسماعيلية والسويس، وتشريد أهلها ̈ مجزرة القدس والتي وقعت في 05 يونيو 1967 ، حيث شنت فيها قوات الاحتلال الصهيوني هجمة شرسة على مدينة القدس وسكانها بالقنابل المحرقة، جواً وأرضاً، وبموجات من رصاص الرشاشات، ودمرت البيوت على قاطنيها، مما أسفر عن استشهاد 300 من المدنيين. ̈ وفي 15 يونيو 1967 قام الصهاينة بالاعتداء على الأراضي المصرية والسورية والأردنية ،وضموا الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان ، واستشهد اثر ذلك أكثر من 4000 جندي على الجبهة المصرية وحدها، ̈ ما بين 1967 و 1968 قتلت إسرائيل حوالي 1000 أسير مصري، وقامت بدفن الكثير منهم أحياء في صحراء سيناء ̈ وفي 21 غشت 1969 قام الصهاينة بإحراق المسجد الأقصى. ̈ وفي عام 1970 قام الطيران الإسرائيلي بضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية ومصانع أبو زعبل، واستشهاد أكثر من 150 تلميذ وعامل مصري ̈ خلال أعوام 71-72-73-1979 تمت عمليات تصفية و اغتيال مجموعة من القيادات الفلسطينية على يد الموساد الإسرائيلي ، في بيروت ورما وباريس ، ومنهم : وائل زعيتر - غسان كنفاني - محمود الهمشري - كمال ناصر - كمال عدوان - محمد النجار "أبو يوسف" - على حسن سلامة ، وغيرهم ̈ وفي عام 1980 قامت منظمة كاخ" اليهودية المتطرفة بمحاولة لنسف المسجد الأقصى ،كما تم اكتشاف شحنة متفجرات زنتها 120 كجم. ̈ و في عام 1980وقعت مذبحة (داراس) وقد دمرت القرية بأكملها وسقط فيها أكثر من 60 شهيدا . ̈ وفي نفس السنة وقعت مذبحة (دير أيوب والرملة) اذ استشهد فيها 111 شهيدا. ̈ وفي شهر يونيو من عام 1981 قامت اسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي ̈ مجزرة صابرا وشاتيلا وقعت في شتنبر 1982 وقد استمرت هذه المجزرة ثلاثة أيام، ورغم أن منفذيها المباشرين كانوا من قوات الكتائب اللبنانية، إلا أن مخططيها ومصمميها والمشرفين عليها والمشاركين في بعض مراحلها كانوا قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، وعلى رأسهم أرييل شارون، حيث اقتحمت قوات من الكتائب المخيمين، وأعدموا الأطفال والشيوخ، وكان نتيجة هذه المجزرة البشعة استشهاد ما يزيد عن 3500 منهم. في شهر أبريل 1986 قامت إسرائيل بالاعتداء الوحشي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال "أبو جهاد ". . ̈ مجزرة عيون قارة في 20 ماي 1990 ووقعت قرب مستعمرة ريشون لتسيون في تل أبيب، عندما أقدم جندي احتياط إسرائيلي على فتح نيران بندقيته الرشاشة، على مجموعة من العمال الفلسطينيين قرب مستعمرة ريشون لتسيون، وذهب ضحية هذه المجزرة سبعة عمال. ̈ مجزرة الأقصى وقعت في 8أكتوبر1990، حيث حاول متطرفون صهاينة وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث في ساحة الحرم، فهب أهالي القدس دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، فتدخلت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية، وأطلقت النار على جموع المواطنين دون تمييز، وأسفرت هذه المجزرة عن استشهاد 21 مصلياً وأكثر من 150 جريح ، وتم اعتقال 270 مواطن فلسطيني. ̈ مجزرة الحرم الإبراهيمي في 25فبراير1994 ووقعت عندما أقدم متطرف يهودي يدعى "باروغ جولدشتاين" على اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وأطلق الرصاص والقنابل على المصلين، وأسفرت هذه المجزرة عن استشهاد 29 فلسطينياً. ̈ وفي نوفمبر 1994 استشهد د. هاني العابد ، عضو حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد الإسرائيلي . ̈ وفي 2 أبريل 1995 قام الصهاينة باغتيال "كمال كحيل" أحد أعضاء حركة حماس ، في انفجار بغزة استشهد على أثره هو وأسرته. ̈ مذبحة (قانا ) وقعت في 18 أبريل 1995 و استشهد خلالها 150 شهيدا رغم احتماؤهم بمكاتب الأممالمتحدة بلبنان. ̈ خلال عام 1995 استشهد "فتحي الشقاقي" أحد زعماء الجهاد الإسلامي على يد الموساد. ̈ وفي 5 يناير 1996 استشهد "يحيى عياش" مهندس العمليات الاستشهادية في حركة حماس على يد الموساد . ̈ وفي شتنبر 1996 تم اكتشاف نفق أسفل المسجد الأقصى حفره اليهود عن عمد لهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم. ̈ وفي عام 1997 قامت اليهودية المتطرفة "نتانيا" بتوزيع ملصقات تسيء إلى الإسلام، وتسخر من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن القرآن الكريم. ̈ وفي مارس 1998 استشهد "محيي الدين الشريف" أحد زعماء حركة حماس على يد الموساد الإسرائيلي. ومنذ بدء انتفاضة الأقصى في نهاية شهر شتنبر من العام 2000 ، ارتكبت قوات الاحتلال عشرات المجازر خلال عمليات التوغل والاجتياح المتواصلة للمدن والمحافظات الفلسطينية، وعاثت في الأرض تقتيلاً ودماراً واسعاً، لم يسبق له مثيل في التاريخ، ومن أبرز تلك المجازر التي يصعب حصرها نذكر : ̈ مذبحة (جنين): وقعت في 29 مارس وحتى 9 أبريل 2002 وقتل فيها أكثر من 200 فلسطيني حسب الروايات الإسرائيلية. ̈ مجزرة حي الدرج في غزة وقعت في 22 يوليوز 2002 وذلك في ساعات الليل المتأخرة، حينما ألقت طائرة حربية إسرائيلية من نوع «أف 16» قنبلة تزن 100 رطل على بيت بدعوى وجود الشيخ صلاح شحاذة فيه، وهو القائد الأبرز لكتائب الشهيد عز الدين القسام، مما أدى إلى تدمير كامل لعشرات البيوت المجاورة، وكان نتيجة هذه المجزرة البشعة استشهاد 17 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال. ̈ مجزرة بني نعيم في الخليل والتي وقعت في 01شتنبر 2002، حيث اعترض جنود حاجز عسكري إسرائيلي سيارة كان يستقلها خمسة عمال فلسطينيين، وبعد أن أوقفهم جنود الاحتلال فتحوا النار عليهم بصورة مكثفة، مما أسفر عن استشهاد أربعة عمال وإصابة الخامس بجروح خطرة. ̈ في 15 فبراير 2004 وقع انهيار في محيط المسجد الأقصى بسبب أعمال الحفر الصهيونية. ̈ وفي مارس 2004 استشهد الشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس، ̈ وفي 17 أبريل 2004 استشهد د. "عبد العزيز الرنتيسي" زعيم حركة حماس بعد الشيخ "أحمد ياسين" . ̈ مجزرة رفح : في 18ماي 2004، ولقد وقعت عند توغل قوات الاحتلال الصهيوني، مصحوبة بغطاء جوي في الأحياء الجنوبية من مدينة رفح، وتم خلالها تدمير مئات المنازل، وتدمير البنى التحتية ، ̈ مجزرة تل السلطان والبرازيل والسلام : على مدى ثلاثة أيام اقترف الصهاينة مجازر بشعة، راح ضحيتها 51 فلسطينياً، من بينهم 19 طفلاً، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح. ̈ مجزرة الشجاعية: وقعت في 06شتنبر 2004، حيث أطلقت مروحيات إسرائيلية خمسة صواريخ على مخيم تدريبي في ملعب رياضي، يقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد 16مواطناً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة. ̈ مجزرة شمال قطاع غزة، وبدأت في 28 شتنبر 2004 إلى15أكتوبر 2004 في عملية عسكرية دموية، اجتاحت خلالها قوات الاحتلال الصهيوني مدن محافظة شمال غزة مطلقة الصواريخ والرصاص الحي على المواطنين من الجو والبر، وجرفت مئات الدونمات الزراعية وآبار المياه، وأسفرت تلك المجزرة عن استشهاد 127 مواطناً من مختلف الأعمار، وإصابة ما يزيد عن 500 فلسطيني بجروح متفاوتة. ̈ مجزرة بيت لاهيا شمال قطاع غزة في 04 يناير 2005 وقد وقعت إثر إطلاق دبابة صهيونية قذيفة مسمارية في اتجاه مجموعة من المواطنين والمزارعين، جلهم من الأطفال، فقتلت ثمانية ( ثلاثة منهم أشقاء، وخمسة من عائلة واحدة)، وأصابت حوالي عشرة مواطنين آخرين بجروح متفاوتة. ̈ مجزرة عائلة غالية على شاطئ بحر غزة في 09يونيو 2006، حينما استهدفت الزوارق الحربية بقذائفها الرشاشة الثقيلة عائلة فلسطينية (أبو غالية)، كانت تصطاف على شاطئ بحر غزة في منطقة السودانية، مما أدى إلى استشهاد سبعة من أفراد العائلة المذكورة «بينهم الأب والأم»، وإصابة باقي أفراد العائلة، «أربعة أفراد»، بجروح خطيرة. ̈ مجزرة شارع صلاح الدين في غزة في 13 يونيو 2006، ووقعت حينما أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخاً في اتجاه سيارة فلسطينية، كانت تسير في شارع صلاح الدين بالقرب من مستشفى الشهيد محمد الدرة، شرق مدينة غزة، وكان نتيجة هذه المجزرة استشهاد 11 مواطناً فلسطينياً، منهم أربعة أطفال، وأربعة من أفراد الطواقم الطبية، الذين هرعوا إلى المكان لإسعاف الجرحى. ̈ مجزرة عائلة أبو سلمية في 12 يوليوز 2006، عندما ألقت طائرة حربية إسرائيلية من طراز «إف 16» قنبلة ضخمة، زنتها طن واحد على منزل عائلة الدكتور نبيل أبو سلمية في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، مما أودى بحياة تسعة من أفراد عائلة الدكتور نبيل أبو سلمية، هم الأب والأم وسبعة من أبنائه. ̈ مجزرة بيت حانون في 8 نونبر 2006، ووقعت حينما أطلقت المدفعية الإسرائيلية أكثر من عشر قذائف على مبنى سكني في بيت حانون شمال قطاع غزة ، والمباني المجاورة له، وهم نائمون، فأوقعت 18 شهيداً، جميعهم من عائلة العثامنة، باستثناء شهيد واحد، وكان معظم الشهداء من النساء والأطفال. ̈ وفي يوليو 2006 تم اجتياح جنوب لبنان ، ومواجهة إسرائيل وحزب الله في 34 يوم دمرت فيها معظم المدن اللبنانية الكبرى وقتل ما يزيد على 1200 ̈ وفي 27 دجنبر 2008 قام الكيان الصهيوني بقصف غزة ، والذي أسفر عن أكثر من 350 قتيلا ، وأكثر من 1500 جريح فى أربع أيام فقط . ̈ وفي 4 يناير 2009 قام الكيان الصهيوني الاجتياح البري لغزة ، وارتفاع عدد القتلى لأكثر من 1312 من بينهم 410 طفل و795 امرأة وبلغ عدد الجرحى إلى أكثر من 5340 كما قدرت خسائر هذه الحرب بأكثر من مليار ونصف دولار، واستعملت فيها أسلحة محرمة دوليا. فهذا كل ما استطعت جاهدا جمعه من جرائم و مذابح اليهود الصهاينة على مدار تاريخ دولتهم الأسود ، والذي استأنفوه بالمذبحة الأخيرة في غزة تلك المذبحة التي اعتبرها المحللون والمتتبعون بأنها الأبشع على الإطلاق، وهذه الجرائم هي عبارة عن محطات سريعة من سجل المجازر الصهيونية، ولا يمكن للتاريخ، وعلى امتداد السنوات والقرون الآتية، أن يسقط من بين أوراقه صورهذه الجرائم التي ارتكبتها الصهيونية ولا تزال ترتكبها اليوم بحق الإنسانية، من دون أن يرف لمجرمي الحرب بين قادتها الحاليين جفن. فمسلسل العدوان الإجرامي مستمر، وكل يوم يسجل الاحتلال الصهيوني رقما قياسيا جديدا في الوحشية والهمجية والإرهاب والدموية، ليُشهد العالم على حب الصهاينة للقتل، لمجرد القتل، والتلذذ بمنظر الأشلاء الممزقة والدم المتناثر من أطفال ونساء ورجال الشعب الفلسطيني المظلوم و المقهور، ولسان حالهم يقول: "أنا أقتُل .. إذن أنا موجود". وتجدر الإشارة إلى أن جريمة المجازر الكبرى التي ارتكبها ويرتكبها الكيان الصهيوني على امتداد التاريخ لا تقف عند حد القتل، وإنما تمتد إلى التشفي على قاعدة إبادة الحياة، أي حياة في أي أرض يحل بها اليهود.. إنها ليست أخطاء حرب ولا ضرورات قتال في معركة بين جيشين، وإنما هي طبيعة بشرية جبلت على الخسّة، وتشبعت بالوحشية. .. وحتى يكون الأمر أكثر جلاء أتوقف أمام ذلك البيان الذي بثته القناة السابعة في التلفاز الصهيوني يوم 17-7-2006، والصادر عن مجلس الحاخامات في الضفة الغربية ، ويدعو فيه الحكومة الصهيونية إلى إصدار أوامرها بقتل المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين ، مؤكداً أن التوراة تجيز قتل الأطفال والنساء في زمن الحرب، وقال بيان الحاخامات: «إن الذي يترحم على أطفال فلسطين ولبنان، فإنه يقسو بشكل مباشر على أطفال إسرائيل»! الشئ الذي يؤكد على أن الفكر الديني الذي يحكم يهود إسرائيل اليوم هو الفكر المستمد من التلمود، الكتاب الموضوع على يد بعض حاخامات اليهود في القرون الميلادية الأولى، وهو كتاب مليء بالعنصرية والحض على كراهية الأمم غير اليهودية، حتى أنه يدعو صراحة إلى استحلال دماء وأموال ونساء تلك الأمم، أما العهد القديم، أو التوراة، فلا وجود له في الثقافة اليهودية المعاصرة. وهذا المسلسل الإجرامي المتواصل، من ارتكاب جرائم التعذيب والقتل والتدمير، والتلذذ بارتكابها ونشر صورها، ليس عملا فرديا أو اعتباطيا، وإنما يأتي في سياق التدمير النفسي المنهجي والمنظم للإنسان العربي والمسلم، واهنة كرامته الإنسانية، بل هي رسالة موجهة إلى كل الشعوب العربية والإسلامية، بأن تلك الجرائم ستحل بكل من يقف في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني، الذي يهدف إلى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وتغيير هوية شعوبها الثقافية ومحاربة الإسلام . ولاشك أن لكل مجزرة من المجازر السالفة الذكر مجرمها الأكبر، الذي تم تسجيل اسمه في تاريخ الكيان الصهيوني بنوع من الفخر، وتمت مكافأته، إما بترقيات عسكرية أو مواقع سياسية متقدمة، وفي نفس الوقت فإن هؤلاء القادة المجرمين سجلهم التاريخ الإنساني في صفحات العار، هكذا كان الحال منذ حرب العام 1947 حتى الآن ، وغني عن البيان، فإن كل القادة الصهاينة الذين ارتكبوا المجازر في حق الشعب الفلسطيني أو اللبناني يتفاخرون بها، وينالون في الوقت نفسه جوائز قيمة من المجتمع الصهيوني، إذ يخرجون من الجيش ليصبحوا قادة سياسيين للأحزاب أو للدولة، مثل بيجين وشارون وبيريز وباراك وغيرهم، واليوم فإن ما يقترفه أولمرت وليفني وباراك من مجازر هي محاولة لشق الطريق إلى حكم الكيان الصهيوني على أشلاء أهلنا في غزة ! واللافت في قادة تلك المجازر أنهم ليسوا فقط من الموصوفين بالتطرف من اليمين أو من الأصوليين أو من حزب الليكود، بل ساهم فيها بإصرار وتصميم زعماء موصفون بالاعتدال من اليسار، ومن العلمانيين، ومن حزب العمل، من ديفيد بن جور يون إلى آخر تلامذته شمعون بيريز . ومن هؤلاء المجرمين نذكر أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس اللذان ارتكبا مجزرة تدمير الأحياء السكنية في ضاحية بيروت، وبينهما مجزرة قانا اللبنانية الثانية،ثم شيمون بيرز، الموصوف بأنه رجل الاعتدال والسلام، والذي ارتكب مجزرة قانا الأولى، وأرييل شارون الذي يحمل عن جدارة لقب «رجل المجازر»، فقد ارتكب سلسلة من المجازر عبر حياته، منذ كان ضابطاً إلى أن أصبح رئيساً للوزراء، أهلته لأن يحمل هذا اللقب. ومن أبرز تلك المجازر: مجزرة صابرا وشاتيلا التي اقترفها شارون في ضاحية بيروتالجنوبية، بعد انتهاء المعركة العسكرية عام 1982، ومجزرة مخيم جنين (2002)، التي ارتكبها الجيش الصهيوني خلال اجتياحه للمدينة، وقوبل بمقاومة عنيفة، ولم يخرج من المدينة إلا بعد أن حولها إلى كومة من التراب، وتركها مدينة أشباح، وبقي الضحايا من المدنيين تحت أنقاضها أشهراً عدة . أما بنيامين بن اليعازر قائد وحدة شاكيد في الجيش الإسرائيلي فهو يتقدم إلى واجهة المجازر، أيضاً، بقيادته لمجزرته الشهيرة في سيناء ضد الأسرى، المصريين بعد انتهاء معارك حرب عام 1967. وقتل فيها ما لا يقل عن 250 أسيراً مصرياً وفلسطينياً (يعمل تحت إمرة الجيش المصري)، بعد استسلامهم، وبعد نزع السلاح منهم، مسجلاً بذلك جريمة حرب كاملة الأوصاف والمعايير. القصة قديمة ومعروفة، لكنها عادت إلى الأضواء مجدداً بعد فيلم وثائقي أذاعه التلفزيون الصهيوني، وجاء متضمناً شهادات لجنود وضباط عايشوا تلك المجزرة.كما أصدر المؤرخ الإسرائيلي (أوري ميليشتاين) كتاباً عن المجزرة في عام 1994، استند فيه إلى العديد من شهادات الضباط والجنود. وفي 16/8/1995 تحدث المؤرخ الإسرائيلي آرييه إسحاقي عن تلك المجزرة في الإذاعة الإسرائيلية، ذاكراً بعض تفاصيلها. وفي العام 1995، وفي لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين والرئيس المصري حسني مبارك، فاتحه الرئيس مبارك في شأن تلك المجزرة في سيناء، وأقر رابين بوقوعها. وأخيراً، جاء فيلم التلفزيون الإسرائيلي الوثائقي تحت عنوان «روح شاكيد»، وأخرجه الإسرائيلي (ران أدرليست)، وعرض الفيلم لأول مرة يوم 25/2/2007. حيث قدم شهادات جديدة عن المجزرة، وليعيد إحياء وقائع الجريمة، وليحدد مسؤولية بن أليعازر عنها، والغريب والمؤلم في الوقت نفسه أن بن أليعازر إنبرى للدفاع عن نفسه، وبلور في هذا الدفاع جريمة عنصرية جديدة، وذلك حين قال إن القتلى لم يكونوا من المصريين، بل من الفلسطينيين، وإذا كان ذلك صحيحاً، فهو لا ينفي الجريمة، بل يؤكدها على لسان صاحبها.وقد أصبح هذا الرجل بعد ذلك وزيراً للبنية التحتية في الكيان الصهيوني في وزارة إيهود أولمرت (2007)، وسابقاً هو وزير الدفاع في وزارة آرييل شارون، التي تشارك فيها حزبا الليكود والعمل (2001)،وقد أشرف، وهو وزير، للدفاع على مجزرة مخيم جنين، في الضفة الغربية، حيث قام الجيش بأوامر منه، بهدم البيوت على أصحابها بالجرافات، وحيث قام الجيش بأوامر منه بقتل الأسرى في ساحة المخيم عقاباً لهم على أنهم قاتلوا الجيش الإسرائيلي، وحيث قامت إسرائيل بتوجيهات منه، ومن رئيسه شارون برفض استقبال لجنة التحقيق التي شكلتها الأممالمتحدة في شأن مجزرة مخيم جنين، أما في قطاع غزة فقد ارتكب بن اليعازر مجزرة أخرى في 1/7/2002، حين قامت طائرة من نوع (إف 16) بإلقاء قنبلة تزن طناً على عمارة سكنية بهدف اغتيال المسؤول في حماس صلاح شحاذة، يومها استشهد صلاح شحاذة، وقتل معه 15 شخصاً، منهم 9 أطفال و3 نساء ورجلان طاعنان في السن، وجرح 150 شخصاً، كان 15 شخصاً منهم في حالة الخطر، يومها اعترف بن اليعازر بجريمته علناً، وقال مبرراً، «إن المعلومات التي استخدمت للتخطيط للعملية لم تكن دقيقة»، وقال «حسب المعلومات التي جمعناها لم يكن من المفروض وجود مدنيين في الموقع»، و«الموقع» الذي يتحدث عنه هو عمارة سكنية، فماذا يوجد في عمارة سكنية غير السكان المدنيين؟ ألا تستحق هذه الجرائم الصهيونية إحياء العالم لذكراها، أسوة بإحياء ذكري المحرقة ؟! نحن إذن أمام كيان لا يحترم آدمية الآدميين، كيان لا يعرف القيم الإنسانية، نحن إذن أمام شعب لا يعرف من القيم الإنسانية إلا النزر اليسير.. و نحن أمام كيان تديره عصابة دولية، تضم شرار الخلق على الأرض، كل وظيفتها تسليط حمم إجرامها وحقدها على كل من تقع عليه أعينها من بني البشر، لايقبلون شريكاً لهم في أرض فلسطين ، ولا يطيقون أن يروا على مرمى البصر عربياً أو مسلماً.. ولا نبالغ إذا قلنا: إن تلك هي طريقتهم، وتلك هي طبيعتهم وخصالهم التي تحولت إلى عقيدة يزعمون أنهم بتطبيقها يطيعون ب الرب. وفي الوقت نفسه، يقيمون الدنيا ولا يقعدوها بشأن مزاعمهم لما جرى لهم على يد هتلر، حتى أنه لا يستطيع أي ألماني أو أي شخص في العالم ذكر محاسن هتلر ، وإلا اتهم بالعنصرية، ولعلنا تابعنا ماجرى للمفكر الفرنسي المعروف رجاء جار ودي، عندما شكك في المحرقة . وتأسيسا على ما ورد ذكره يمكن القول، إن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني في فلسطين تلك الجرائم البشعة ضد الأبرياء والعزل هي سياسة رسمية منهجية وعمل متأصل في الثقافة الصهيونية، وهي ثقافة مجبولة على كثير من العنف والإجرام وجوهرها ينطوي على الكثير من الشر والعنصرية، إنها الثقافة التي تجعلهم يتلذذون بالقتل والتعذيب، وتبيح لهم المتاجرة بأعضاء المصابين والقتلى، وتسمح لهم باستخدام صور الأشلاء الممزقة لجني الربح وجلب الشهرة، فأي ثقافة وحشية هذه التي يسعون لفرضها على البشر؟!! ويمكن القول في ذات السياق بأن «غزة» لن تكون المذبحة الأخيرة، وذلك كلما بقي صهيوني بأرض فلسطين وكلما بقي بيننا المنهزمون والمنبطحون من دعاة الانكسار والتطبيع و كلما بقي بيننا المهرولون وراء طيف السلام ! [email protected]