تقريبا سنة كاملة ، بشتائها وصيفها ببردها وحرها ، والمتشردة جمعة مرابطة بشارع سيدي عثمان بزايو . لا أحد من أقاربها زارها طوال هاته المدة ، جمعة التي تعاطف معها الكثير ممن يمر من ركن الشارع الذي تتخذه سكنا لها ، والذي كثيرا ماتربصت بها الذئاب البشرية محاولة منهم التحرش جنسيا بها . مطالبها بسيطة بأن يتكلف أحد المحسنين بعلاجها ومناشدتها السلطات بان يضعوها بأحد دور الرعاية الاجتماعية . جمعة الأرملة حسب الشريط ، يتيمة الأب ، وأم لابنة وإبن تخلت عنهما لظروفها المرضية ، توفي زوجها منذ 17 سنة وهي من مواليد عين الحمراء بإقليم تازة ، تعاني من مرض نفسي وعصبي يتطلب العلاج . هذا وسبق وأن خضعت لفترة من العلاج في كل من الحسيمة ،وجدة وفاس ، لكن حالتها مازلت غير مستقرة ، جمعة التي لاتهدأ إلا بإبتلاع حبتين من الأسبرين ” مخذر ” حسب الشريط ، وفي حالة نفاذه تتحول إلى حالة أخرى من الهيجان ، تستلقي بالشارع وتعرقل حركة السير و تطلق العنان للكلام الساقط الذي أحرج جزء لايستهان به الساكنة المتواجدة بالقرب منها ، الشيئ الذي دفعهم إلى توقيع عريضة وضعوها لدى باشوية زايو والبلدية للتحرك العاجل لأخذها إلى أحد المستشفيات النفسية والعصبية ، كما أن حياتهم تحولت إلى جحيم جراء تصرفاتها وهيجانها المتكرر وبدون سابق إنذار بالليل والنهار . هذا ولم تفوت جمعة التركيز عن تعاطفهم معها من خلال مدها بالمأكل والمشرب من حين لآخر ، وتحكي جمعة أن مراكز العلاج التي وضعت بها سرعان ماتخلت عنها ، الشيئ الذي دفعها إلى الاستسلام لمصيرها واتخاذ الشارع حضنا لها . فصل الشتاء على الأبواب ولياليه القاسية ملتها ” جمعة ” لذلك تناشد بان يوضع حد لماساتها وتشردها ، بعلاجها ووضعها في احد الملاجئ ومن تم تعلمها القراءة . للقصة بقية