غادر المنتخب الجزائري لكرة القدم منافسات كأس العالم مروفع الرأس، وخرج بشرف بعد أن قدم عروضا رائعة،أمتع فيها الجماهير وجلب إليه وهو يداعب جابولاني ملايين المحبين داخل الجزائر وخارجها،لقد صفق الجميع لكتيبة الشيخ سعدان على ما بذلوه من جهد لأجل تقديم الأفضل والذهاب بعيدا في منافسات الكأس التي تجرى لأول مرة في القارة السمراء،لقد كان رايس امبولحي الذي دخل بديلا عن شاوشي ليتم اكتشافه بشكل رسمي بعد ذلك،وجميع اللاعبين “حليش،بوقرة،بلحاج،مطمور،زياني …”في مستوى الحدث العالمي ،وشرفوا الكرة الإفريقية أيما تشريف على الرغم من خروجهم المبكر،والمغادرة السريعة بعد الإقناع شرف ،ومكسب في حد ذاته ،وحين تمتع وتبدع وتقدم أفضل ما لديك لا تهم الخسارة،والأهم أنك قدمت ما عندك ولم تقصر،و”الخضر”قدموا عملا رائعا وأعطوا صورة جيدة عن الكرة الإفريقية وأكدوا على أن شمال أفريقيا،تزخر بالطاقات والمواهب،لكن شريطة أن يقود السفينة مدرب محلي تمنح له كامل الصلاحية،ويعمل باستقلالية ومن دون تدخلات من رئيس الجامعة أو غيره،وتوفر له كل الإمكانيات ،كي يعمل في جو مريح وفق البرنامج الذي يسطره،والأكثر من هذا كله عدم محاسبته وهو في بداية المشوار. لقد ذكرتنا العناصر الجزائرية،التي قاومت الإعصار الإنجليزي،بل وأربكت حسابات “كابيلو”وحاصرت ستيفان جيرارد وروني،وكادت أن تلحق بالبلد الذي إكتشف لعبة كرة القدم هزيمة قاسية،وعلى الرغم من الهزيمة أمام صلوفينيا وأمريكا فالخضر قدموا عروضا رائعة ولوحات فنية ،عبر المستطيل الأخضر في بلاد”مانديلا”الذي حولوه الى رسومات بالأخضر والأبيض،تذكرفعلا بأمجاد خيخون بإسبانيا82،مع “غندوز،سرباح،مادجر،بلومي وعصاد….”وأعادوا كذلك الى الأذهان ملحمة “كوادالاخارا”بمكسيكو86التي رسمها أصدقاء الظلمي بتفان وإخلاص،حيث برز الفريق الوطني المغربي من خلال التألق الباهر وصعوده الى الدور الثاني بعد أن قاوم بولندا بقيادة “بونياك”وحير إنكلترا،وزعزع البرتغال بعد ان تفوق عليها بثلاثة أهداف مقابل واحد،سجل منها خيري هدفين تاريخيين،وفي هذه الملحمة البطولية كان المنتخب المغربي يضم ضمن تركيبته عناصر مميزة،من طينة الزاكي،بودربالة،والبياز وخليفة والتيمومي…عناصر قدمت عروضا راقية في لعبة كرة القدم،جلبت إليها أنظار العالم،بعد أن حدث مالم يكن في حسبان المهتمين بمونديال مكسيكو.لقد ذكرتنا العناصر الجزائرية،بما تحقق في المكسيك وإسبانيا،وأعادت الينا الأمل من جديد،بعد العروض المميزة ليبدا وغزال وقديروعنتر يحيا..لقد ذكرنا الحارس الفذ رايس امبولحي بالحارس الكبير بادو الزاكي ،وذكرنا حليش وبوقرة وزياني بالبياز والحداوي وخليفة..وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد،رغم الفرق في النتائج ،إلا أن المنتخب الجزائري قدم ما عليه ولم يقصر،وحتى وأنه لم يسجل ولا هدف لكن بذل مجهود محترم وودع المونديال مرفوع الرأس،والمرء فوق طاقته لا يلام.شيخ المدربين “رابح سعدان”قال بأن فريقه تحسن وكان أحسن في اللقاء الأخيرأمام أمريكا بعكس اللقائين الأولين،وربح فريقا للمستقبل،وبالفعل لقد ربحت الجزائر فريقا سيقول كلمته في قادم الأيام،وستحسب له الفرق التي ستواجهه ألف حساب،خاصة وأن أغلب العناصر صغيرة في السن وبإمكانها أن تفعل الشيئ الكثير في المونديال القادم،فهنيئا للشقيقة الجزائر بهذا المنتخب الرائع ومزيدا من التألق والنتائج الحسنة.سيظل الجميع يردد أسماء الأبطال الأشاوس المشاركون في مونديال جنوب إفريقيا بكل فخر واعتزاز،وستنقش جميع الأسماء بأحرف من ذهب،في تاريخ كأس العالم بالرغم من الخروج السريع،سيبقى اسم بوقرة وحليش والحارس العملاق امبولحي،في الذاكرة الرياضية وهي تزاحم عند عشاق الكرة،أسماء من قبل ميسي وكرستيانو رونالد وكاكا،سنعتز بكم جميعا يأبطال الجزائر وتحية لكم على أدائكم المهمة بكل إخلاص واقتدار.