يحق لمدرب المنتخب المصري حسن شحاتة أن يقف شامخ الرأس، بعد أن ساهم في صنع تاريخ كرة القدم وتشكيله من جديد، بحصول المنتخب المصري على كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي. هناك في لواندا، كان شحاتة يستحق دخول التاريخ، كيف لا وهو أحد بنائيه، وأحد عرابي الجيل المقبل من المدربين العرب، فابن البحيرة التي أبصر فيها النور عام 1947، أصبح مضرب مثل لكل مدربي كرة القدم، وهو الذي يأتي من بعيد دائما، وبكل هدوء ليرفع الكأس الإفريقية، في وقت يستبعد الكثيرون فيه أن يكون لمصر حظوة في اللقب. مشوار شحاتة التدريبي بدأ في بداية ثمانينات القرن الماضي، ولم يحق له الفخر به إلا مؤخراً، فمروره على 15 فريقا، قبل استلام تدريب المنتخب المصري الأول، كان مجالا خصبا اكتسب منه خبرة منحته القوة ليفرد عضلاته على كل أنحاء القارة السمراء. قابل المدرب المصري، الذي تُوّج أخيراً بلقب أفضل مدرب عربي، في جائزة الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي عام 2009، كل أنواع المدربين، وأعتى الأسماء من مختلف المدارس التدريبية، إلا أنهم في الأخير يتجهون لفتى البحيرة ليباركوا له بالانتصار، فيما يقف صاحب «الشارب الكث» بهدوئه المعهود مبتسماً ابتسامة التواضع بالنصر. وربما كانت أكثر اللحظات سعادة في تاريخ شحاتة (62 عاما) هي الحصول على كأس إفريقيا الأخيرة في أنغولا، بعد أن تمكن من الفوز على غانا في اللقاء الختامي بهدف النجم الصاعد محمد ناجي «جدو»، من تمريرة زيدان الذكية (85)، إلا أن مسيرته كلها فرح، كيف لا وهو الذي تمكن من تحطيم كل الأرقام القياسية السابقة، ووضع بدلاً عنها أرقاماً جديدها، صفرها «حسن» وعددها «شحاتة». ويدين الجمهور المصري ل «المعلم» بالفضل الأكبر في أن يتوج باللقب الأخير، وهو الذي ذهب إلى أنغولا بخيبة عدم الوصول للمونديال، وبأسماء كانت محل انتقادات جماهيرية كبيرة، بعد أن اختارها شحاتة مفضلا استبعاد عدد كبير من النجوم إما للإصابة، أو لأسباب فنية أو «سلوكية». كرة القدم أنصفت هذا المدرب، فأعطته الحق في أن يفرح في الحدود الإفريقية، إلا أن عدم الذهاب إلى المونديال سيبقى الأمر الأصعب، الذي لن يفارق مخيل شحاتة قريباً، حتى يتمكن من تحقيقه. وأثبت الاتحاد المصري لكرة القدم ذكاءه بعد أن جدد مع شحاتة حتى نهاية كأس الأمم الإفريقية المقبلة، الأمر الذي يعني أن المدرب الستيني سيقف على دكة البدلاء من جديد في التصفيات الإفريقية التي ستنطلق قريباً، في وقت لن يكون شحاتة وأبناءه مطالبين بالحصول على كأس النسخة 28، التي ستحتضنها غينيا الاستوائية مناصفة مع الغابون، فالحلم الذي يداعب مخيلة 80 مليون مصري، هو أن يشاهدوا «الفراعنة» في «بلاد السامبا» صيف 2014. وهو يؤكد ذلك بقوله في تصريحات صحافية «الجيل الحالي من اللاعبين من الصعب أن يتكرر في تاريخ الكرة المصرية على مر العصور، خاصة أن هذا الجيل ضرب مثالاً في الرجولة والأخلاق، لم يكن يتوقعه الجهاز الفني على الإطلاق، في ظل صعوبة المنافسة على اللقب الإفريقي مع المنتخبات الخمسة الكبيرة، التي صعدت إلى نهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا، وهي الكاميرون والجزائر ونيجيريا والكوت يفوار ومنتخب غانا». نيجيريا تطلب التعاقد مع «المعلم» تلقى المدرب المصري حسن شحاتة عرضا من نائب الرئيس النيجيري لتولي تدريب المنتخب النيجيري لكرة القدم خلال نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. ويبحث الاتحاد النيجيري لكرة القدم عن مدرب جديد للفريق بدلا من المدرب الوطني شايبو أمادو، الذي قاد الفريق خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية، التي اختتمت فعاليتها يوم الاحد بأنغولا. وتأتي الرغبة في التعاقد مع حسن شحاته في ظل الإنجاز التاريخي الذي حققه مع المنتخب المصري، عبر الفوز بلقب كأس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي. وتستهدف نيجيريا التعاقد مع شحاته في ظل عدم مشاركة الفريق المصري في مباريات رسمية، بعدما فشل في التأهل لكأس العالم. وكشف شحاتة أنه تلقى عرضا لتدريب المنتخب النيجيري بشكل مؤقت خلال كأس العالم، موضحا شحاته «ترغب عدة أندية ومنتخبات في التعاقد معي، وسأبحث جميع هذه العروض عقب عودتي إلى مصر».