دخل المدرب المصري حسن شحاتة تاريخ كرة القدم المصرية والافريقية من الباب الواسع عندما قاد منتخب بلاده حامل اللقب اليوم الاحد الى احراز اللقب السادس في تاريخه بالفوز على الكاميرون 1-صفر على ملعب "اوهيني دجان" في اكرا في المباراة النهائية للنسخة السادسة والعشرين لبطولة امم افريقيا لكرة القدم التي استضافتها غانا. "" وبات شحاتة الملقب ب"المعلم" اول مدرب مصري يقود منتخب بلاده الى لقبين قاريين متتاليين واول مدرب في القارة السمراء يفوز بلقبين متتاليين منذ الغاني تشارلز غيامفي الذي قاد منتخب بلاده الى لقبي 1963 و1965، علما بانه المدرب الوحيد الذي نال ثلاث مرات بعدما قاد غانا الى لقبها الرابع عام 1982 في ليبيا. وكان شحاتة حقق انجازا رائعا عندما قاد مصر الى اللقب القاري قبل عامين وعوض بالتالي فشله في معانقة الكأس القارية عندما كان لاعبا متألقا في صفوف المنتخب المصري في السبعينيات، وعادل انجاز مواطنيه مراد فهمي عام 1957 ومحمود الجوهري عام 1998. واعرب شحاتة عن سعادته الكبيرة بالتتويج القاري وقال "انها ثمرة عمل شاق ودؤوب وجدي" مضيفا "هذا هو المنتخب المصري الذي شكك البعض في قدراته قبل انطلاق البطولة، انه افضل منتخب في القارة السمراء للنسخة الثانية على التوالي". واشاد شحاتة بجميع اللاعبين، وقال "انه انجاز ساهم فيه اللاعبون والطاقم الفني والطبي والاداري، نحن سعداء بهذا اللقب وهو اقل شىء يمكن تقديمه الى الشعب المصري". وشارك شحاته مع المنتخب المصري في بطولات افريقيا اعوام 1974 في مصر بالذات و1976 في اثيوبيا و1978 في غانا و1980 في نيجيريا الا انه لم يحقق حلمه بالفوز باللقب الافريقي حيث خرج منتخب بلاده من دور الاربعة في البطولات الاربع. يذكر ان مصر عززت الرقم القياسي في عدد الالقاب القارية واصبح 6 القاب بعد 1957 و1959 و1986 و1998 و2006. وأسكت شحاتة منتقديه من خلال المشوار الرائع للفراعنة في البطولة الحالية وهو الذي واجه صعوبات كثيرة في مرحلة الاعداد من خلال اصابة محمد بركات واحمد حسام الملقب ب"ميدو" وتخلي حسام غالي عن الدفاع عن الوان منتخب بلاده لتفضيله التعاقد مع دربي كاونتي الانكليزي بالاضافة الى غياب القائد احمد حسن عن المباراة الاولى بسبب الايقاف. ونجح شحاتة في توجيه انذار شديد اللهجة الى منتقديه ومنافسي منتخب بلاده من خلال الفوز الكبير على الكاميرون 4-2 في المباراة الاولى، وجدد سعيه بالاحاظ باللقب لقن ساحل العاج وصيفته درسا في فنون اللعبة وسحقها 4-1 في الدور نصف النهائي. ويؤكد شحاتة ان ما حققه المنتخب المصري في البطولة الحالية "هو ثمرة العمل الجاد والشاق لجميع مكونات الفريق من لاعبين وجهاز فني وطبي واداري". واعرب عن سعادته الكبيرة بالتأهل الى المباراة النهائية وقال "هذا هو وضعنا الطبيعي، نحن ابطال افريقيا وجئنا الى هنا للدفاع عن لقبنا وها نحن في المباراة النهائية لنتخطى اخر عقبة في طريقنا الى اللقب السادس في التاريخ". وعانق شحاتة اللقب القاري كمدرب مرة واحدة عام 2003 في بوركينا فاسو عندما قاد منتخب الشباب. وتألق شحاتة كلاعب في صفوف الزمالك والمنتخب واحترف في صفوف كاظمة الكويتي اواخر الستينيات قبل ان يعتزل اللعب منتصف الثمانينيات. ودرب شحاتة اندية مصرية عدة ابرزها الاتحاد السكندري الذي كان بوابة تألقه في العمل الفني، والزمالك والشمس والسويس والمينيا والمقاولون العرب قبل ان يعينه الاتحاد المصري مدربا للمنتخب الاول خلفا للايطالي ماركو تارديللي. وجاء قرار الاتحاد بعد عدم توصله الى اتفاق مع الفرنسي الجنسية البولندي الاصل هنري كاسبارجاك والبرتغالي هومبرتو كويليو اللذين غاليا في طلباتهما المادية ورفض اللجنة الفنية لاقتراح الالماني ثيو بوكير. وقرر الاتحاد المصري الاعتماد على المدرب الوطني ومنحه الفرصة للقيادة فاختار شوقي غريب وحماده صدقي معاونين لشحاتة. ويعد شحاته (57 عاما(المدرب التاسع عشر في مسيرة المنتخب المصري الذين يتقدمهم حسن حجازي ومراد فهمي ومحمد الجندي وفؤاد صدقي ومحمد عبده صالح الوحش وحمادة الشرقاوي وعبد المنعم الحاج ومحمود الجوهري وطه اسماعيل ومحسن صالح وفاروق جعفر وانور سلامة. اما المدربون الاجانب فهم الالمانيان كرامر وفايتسا واليوغوسلافي بوبوفيتش والويلزي مايكل سميث والفرنسي جيرار جيلي والايطالي ماركو تارديللي. وكان الاتحاد المصري اعلن امس السبت عن تجديد عقد مدربه شحاتة حتى عام 2010. في المقابل، حقق كل من غريب وصدقي اللقب القاري الثاني كمدربين بعدما كانا ضمن الجهاز الفني قبل عامين والثالث لهما بعد الاول كلاعبين عندما توجا بالكأس عام 1986.