سطر المصريون اسمهم في تاريخ كرة القدم الأفريقية مجددا بإحرازهم لقب كأس أمم أفريقيا للمرة السادسة معززين رقمهم القياسي الذي حققوه في البطولة السابقة على أرضهم عام 2006 عندما فازوا بالبطولة للمرة الخامسة. ونجح منتخب مصر في تتويج مسيرته الرائعة بالنسخة السادسة والعشرين التي اختتمت مساء الأحد في غانا، بفوز ثمين على أسود الكاميرون في المباراة النهائية التي جرت على ملعب أوهيني دجان بالعاصمة أكرا، بحضور 45 ألف متفرج تقدمهم رئيسا الاتحادين الدولي والأفريقي للعبة السويسري جوزيف بلاتر والكاميروني عيسى حياتو، فضلا عن عدد من الشخصيات الرياضة والسياسية من مختلف أنحاء العالم. وأكد المصريون استحقاقهم للقب بالفوز على المنافس القوي في المباراة النهائية بهدف نظيف للنجم محمد أبو تريكة، ليؤكدوا تفوقهم عليه في هذه البطولة حيث تغلبوا عليه 4-2 في أولى مباريات الفريقين ضمن المجموعة الثالثة للنهائيات. وكانت الكاميرون تطمع في معادلة الرقم المصري بالفوز بالبطولة لمرة خامسة لكنها ظلت على ألقابها الأربعة، لتشترك مع غانا في المرتبة الثانية من حيث عدد البطولات الأفريقية. واستحق منتخب مصر الفوز بعدما تفوق على منافسه في المباراة النهائية لكنه أهدر فرصا عديدة لحسم الفوز في الشوط الأول، خاصة عن طريق عماد متعب ومحمد أبو تريكة علما بأن الأخير نجح في النهاية بتسجيل هدف فريقه وهدف المباراة الوحيد إثر تمريرة من زميله محمد زيدان. وكما في المباريات السابقة نجح المصريون بفضل روحهم العالية وأدائهم القوي وعدم الاستهانة بالمنافسين فضلا عن الانضباط الذي فرضه المدرب الوطني حسن شحاتة، الذي نجح في الفوز بلقبه الثاني على التوالي ليسكت الانتقادات التي روجها بعض خصومه في الفترة التي سبقت انطلاق النهائيات. المدرب الوطني وأكد شحاتة تفوق المدرب الوطني في هذه البطولة، حيث حقق إنجازه في مواجهة مدربين من أصحاب الأسماء الكبرى، مثل الألماني أوتو بفيستر الذي قاد الكاميرون والفرنسيين الثلاثة كلود لوروا الذي اكتفى بتحقيق المركز الثالث لغانا المضيفة، وروجيه لومير الذي لم تظهر بصمته على منتخب تونس الذي خرج من ربع النهائي، وهنري ميشال الذي قاد المغرب لخروج مبكر من الدور الأول رغم كوكبة النجوم التي يحفل بها فريقه. وكان المصريون اجتازوا أكبر عقبة في طريق احتفاظهم باللقب عندما حققوا فوزا كبيرا على منتخب ساحل العاج الذي كان مرشحا فوق العادة بنتيجة 4-1، علما بأن الفريق اجتاز ربع النهائي بالفوز على أنغولا 2-1 بعدما كان أنهى الدور الأول بالفوز على الكاميرون 4-2 والسودان 3-صفر والتعادل مع زامبيا. ولم يقتصر التفوق المصري في نهائيات غانا على إحراز الكأس حيث فاز نجم الوسط حسني عبد ربه بجائزة أفضل لاعب، ليخلف قائد فريقه أحمد حسن الذي فاز باللقب في البطولة الماضية 2006. كما اختارت اللجنة الفنية للاتحاد الأفريقي خمسة لاعبين مصريين للانضمام لمنتخب القارة الذي ضم أفضل اللاعبين في النهائيات، وهم بالإضافة إلى عبد ربه زميله في خط الوسط محمد أبو تريكة والمهاجم عمرو زكي والمدافع وائل جمعة والحارس عصام الحضري، فضلا عن اختيار المدافعين أحمد فتحي وهاني سعيد في التشكيلة الاحتياطية لمنتخب أفريقيا.