لجم مدرب المنتخب المصري لكرة القدم، حسن شحاتة، منتقديه عندما نجح في قيادة الفراعنة للدور نصف النهائي من نهائيات كأس الأمم الإفريقية، وبات على شفير إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة المستديرة في القارة السمراء، وهو إحراز اللقب الثالث على التوالي. وهي المرة الثالثة على التوالي التي ينجح فيها شحاتة في قيادة الفراعنة إلى دور الأربعة، علما بأنه دخل تاريخ كرة القدم المصرية والإفريقية من الباب الواسع في النسخة الأخيرة، عندما توج مع مصر باللقب الثاني على التوالي والسادس في تاريخها، وبات أول مدرب مصري يقود منتخب بلاده إلى لقبين قاريين متتاليين، وأول مدرب في القارة السمراء يفوز بلقبين متتاليين منذ الغاني تشارلز غيامفي، الذي قاد منتخب بلاده إلى لقبي 1963 و1965. وكعادته، لا يسلم شحاتة من الانتقادات في بلاده قبل أي بطولة قارية يدخل غمارها، وذلك منذ تعيينه على رأس الإدارة الفنية عام 2004، لكنه في كل مرة يثبت بأنه دائما على حق سواء في اختياراته التكتيكية أو الفنية أو تشكيلة اللاعبين، وما يفعله في النسخة الحالية ليس سوى دليلا واضحا على ذلك، من خلال اعتماده على لاعبين مخضرمين وواعدين. وأسكت شحاتة منتقديه من خلال المشوار الرائع للفراعنة في البطولة الحالية، والتي حقق فيها 4 انتصارات متتالية حتى الآن، أبرزها على نيجيريا والكاميرون وبنتيجة واحدة 3 - 1، علما بأن فريقه تخلف 0 - 1، في المباراتين ونجح في العودة وتحقيق الفوز. وواجه «المعلم» صعوبات كثيرة في مرحلة الإعداد بدء من المعنويات المهزوزة للاعبيه بسبب نكسة الفشل في التأهل إلى المونديال، بالسقوط في المباراة الفاصلة أمام الجزائر، التي ستكون منافسته على بطاقة النهائي يوم غد الخميس، أو ناحية الغيابات المؤثرة في خط الهجوم. لكن شحاتة وب«ضربة معلم» أثبت العكس ونجح في مواصلة نتائجه الرائعة مع الفراعنة في العرس القاري، رافعا رقمها القياسي في السجل الخالي من الخسارة إلى17 مباراة متتالية. وشارك شحاته مع المنتخب المصري في بطولات إفريقيا إعوام 1974 في مصر بالذات و1976 في إثيوبيا و1978 في غانا و1980 في نيجيريا، إلا أنه لم يحقق حلمه بالفوز باللقب الإفريقي. وانتظر شحاتة عام 2003 ليعانق اللقب القاري كمدرب في بوركينافاسو، عندما قاد منتخب الشباب.