1-2010- شكلت دورة طرابلس سنة 1982 نقطة تحول في تاريخ كأس الأمم الإفريقية بالترخيص للجامعات الوطنية بإشراك لاعبيها المحترفين في فرقها الوطنية عوض الاقتصار على اللاعبين الهواة، كما كان الأمر في السابق وبانتصار الرياضة على السياسة ذلك أن رئيس (الكاف) الراحل الإثيوبي يادنيكاتشو تسيما أصر على إقامة الدورة على أرض ليبيا رغم الضغوط التي مورست عليه من قبل بعض البلدان الإفريقية. -- دورة 1982 .. رابع لقب قاري لغانا بقيادة عبيدي بيلي: لأول مرة في تاريخ كأس إفريقيا تحسم نتيجة مباراة نهائية بعد الإحتكام إلى الضربات الترجيحية وكان ذلك سنة 1982 بطرابلس. فقد اختتمت هذه الدورة التي بدأ فيها نجم عبيدي بيلي يلمع كما بدأت وانتهت بصراع ثنائي ليبي-غاني. فبعد تعادل المنتخبين سلبا في الدور الأول التقيا في المباراة النهائية، ولم يتمكن أي منهما من حسم المباراة لفائدته خلال الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين 1-1. فكانت الضربات الترجيحية هي الفاصلة بين المنتخبين ورجحت كفة الغانيين 7-6 الذين تألق في صفوفهم مجموعة من اللاعبين الموهوبين من أمثال عبيدي بيلي وكوفي أبرى والحارس أوسو. -- دورة 1984 .. الأسود غير المروضة تزأر في أبيدجان: كانت دورة 1984 في أبيدجان بدون منازع دورة المنتخب الكاميروني، الذي خرج من مونديال 1982 بإسبانيا مرفوع الرأس بعد مشاركته المشرفة بتحقيقه لثلاثة تعادلات. وكانت المواجهة النهائية كاميرونية- نيجيرية بعد إزاحتهما في نصف النهاية على التوالي للمنتخبين الجزائري والمصري بالضربات الترجيحية 5-4 و 8-7. وكانت الغلبة للكاميرونيين الذين أحرزوا يوم 18 مارس 1984 أول كأس إفريقية بعد تفوقهم على النيجيريين بثلاثة أهداف لواحد. -- دورة 1986 : منتخب الفراعنة يرفع الكأس بعد 27 عاما: بعدما طال انتظار المصريين مدة 27 سنة لم يفوتوا هذه المرة الفرصة أمام جمهورهم وكانت البداية متعثرة بهزيمة غير متوقعة أمام منتخب السينغال 0-1. ولولا الفوز على منتخب الموزمبيق المتواضع 2-0 ثم على منتخب الكوت ديفوار بنفس الحصة لحدثت المأساة في أرض الكنانة. ولم يكن الطريق مفروشا بالورود من أجل الظفر باللقب ذلك أن المنتخب المصري واجه في نصف النهاية حصانه الأسود المنتخب المغربي ولم يكن الفوز ليتحقق في ذلك اللقاء القوي لولا خطأ التحكيم بحيث أن الحكم أقر مشروعية الهدف القاتل الذي سجله طاهر أبو زيد في مرمى الحارس الزاكي من ضربة خطأ غير مباشرة، غير أن اللاعب المصري سددها مباشرة واحتسب الهدف وأقصي أسود الأطلس وتنفس منتخب الفراعنة الصعداء. وفي اللقاء النهائي لم تحسم النتيجة إلا بلجوء المنتخبين الكاميروني والمصري للضربات الترجيحية مع تضييع هذا الأخير لضربة جزاء من طرف اللاعب كانا بييك (5-4). -- دورة 1988 : المنتخب الكاميروني ينتزع الكأس الثانية في الدارالبيضاء : بعد الفوز بدورة 1984 في أبيدجان وخوض المباراة النهائية في دورة القاهرة 1986، شارك المنتخب الكاميروني في دورة الدارالبيضاء التي كانت مقررة أصلا في زامبيا، وكله عزم على استرجاع لقبه. وبلغ الكاميرونيون هدفهم المنشود بتفوقهم في المباراة النهائية بفضل حنكتهم وخبرتهم على منتخب نيجيري كان في طور الترميم بهدف مقابل لاشىء وقعه قلب الدفاع إيمانويل كوندي من ضربة جزاء. وكانت دورة الدارالبيضاء مخيبة للآمال بالنسبة للفريق الوطني المغربي، الذي أثار إعجاب وتقدير عشاق كرة القدم في مونديال مكسيكو 1986. فقد أقصي أسود الأطلس في نصف النهاية من طرف منتخب الكاميرون بهدف مقابل لاشىء في مباراة كانت متواضعة المستوى من كلا الجانبين. -- دورة 1990: رابح مادجر يقود منتخب الجزائر إلى الفوز بأول وآخر لقب: سجل المنتخب الجزائري بنجومه رابح مادجر ولخضر بلومي وجمال مناد إسمه في سجل المنتخبات الفائزة بكأس الأمم الإفريقية في دورة 1990 التي أقيمت في الجزائر. ومزج المنتخب الجزائري بين النتيجة واللعب الفرجوي التي بدأت تفقده الملاعب الإفريقية وقتها. وبدأ فريق الخضر المشوار بفوز عريض على منتخب نيجيريا 5-1 وأعقبه بثلاثية ضد منتخب كوت ديفوار ثم بفوز 2-0 على منتخب مصر الرديف 2-0. وكانت المواجهة النهائية مع منتخب نيجيريا حامل اللقب، الذي أبدى هذه المرة مقاومة شرسة لكن هدف الشريف الوزاني في الربع ساعة الأخيرة كان كافيا لتخليص المنتخب وتحرير شعب بكامله وتحقيق حلم طالما ظل يراوده. -- دورة 1992.. منتخب الفيلة يتوج بطلا لإفريقيا بفضل الحارس كواميني: لم يسبق في تاريخ كأس إفريقيا للأمم أن ساهم حارس مرمى في تتويج فريقه بالقدر الذي ساهم به حارس مرمى منتخب كوت ديفوار الآن كواميني، الذي كان يحرس أيضا مرمى فريق الرجاء البيضاوي. قليلون وقليلون جدا أولئك الذين كانوا يراهنون على فوز منتخب كوت ديفوار بالكأس القارية في دورة دكار عام 1992 رغم فوزه البين على حامل الكأس المنتخب الجزائري 3-0. فبعد ضمان التأهل لنصف النهاية على حساب منتخب زامبيا بقيادة كالوشا بواليا خاض الإيفواريون مباراة حاسمة أمام منتخب الكاميرون تميز خلالها وبشكل كبير حارسه العملاق ألان كواميني، الذي يرجع له الفضل في تأهل منتخب بلاده للمباراة النهائية بعد تألقه في الذود عن مرماه سواء خلال الوقتين الأصلي أو الإضافي أو خلال الضربات الترجيحية. وكرر كواميني نفس الإنجاز في مباراة النهاية ضد منتخب غانا (النجوم السود) الذي عاد إلى الواجهة بعد غيبة لم تكن بالقصيرة. وكما كان الشأن في مباراته ضد الكاميرون كان قرار الحسم لفائدة الإيفواريين بفضل الضربات الترجيحية 11-10. -- دورة 1994 .. النسور الخضر تحلق ثانية في سماء القارة: بعد فوزهم على أرضهم بالكأس الإفريقية عام 1980 لم يحقق النيجيريون نتائج باهرة ماعدا اكتفائهم بالمركز الثاني خلال دورتي الدارالبيضاء عام 1988 والجزائر عام 1990، لكنهم ظهروا بمظهر قوي في دورة تونس سنة 1994 لكون الفريق كان يضم في صفوفه لاعبين كبار من طينة أوكوشا وأموكاشي وكانو وأوليشي الذين نالوا الإعجاب والتقدير حتى من لدن المنتخبات الكبرى بلعبهم الذي يمزج بين القوة الإفريقية والصرامة الأوروبية والسحر البرازيلي. فخلال دورة تونس كان أصدقاء رشيدي يكيني واثقين من مؤهلاتهم في الفوز بالكأس الإفريقية وواجهوا في المباراة النهائية فريق زامبيا، الذي كان تحت تأثير صدمة فقدان الغالبية العظمى من لاعبيه في حادث تحطم طائرة شهورا قبل موعد تونس. ورغم صمود ومقاومة زملاء كالوشا بواليا كان أمونيكي رجل القرار الحاسم بتسجيله لهدفي المنتخب النيجيري 2-1. وكان اللقب الإفريقي بداية المسار الذهبي لمنتخب النسور الممتازة الذي رصعه بذهبية أولمبياد أطلانطا عام 1996 بعد تخطيه على الخصوص لمنتخبين عالميين كبيرين ويتعلق الأمر بالمنتخبين الأرجنتيني والبرازيلي بثنائيه الخطير ببيطو-رونالدو. -- دورة 1996 .. مرحبا بالبفانا بفانا: بعد وضعها حدا لنظام الميز العنصري تصالحت جنوب إفريقيا مع القارة السمراء باستضافتها الدورة أل20 في حلة جديدة باعتماد نظام أربع مجموعات من أربعة منتخبات وهو النظام الذي مازال معمولا به إلى اليوم. وأبان منتخب "البفانا بفانا" الذي بقي عشرات السنين في الظل عن مؤهلات كبرى وكفاءات تقنية عالية. وكانت مجموعة كليف باركر الأب الروحي لمنتخب البفانا بفانا تحذوها عزيمة أكيدة في معانقة الكأس لأول مرة وفي أول مشاركة ومنح جنوب إفريقيا ثاني لقب وهذه المرة قاريا بعد ما سبق لمنتخب كرة الريكبي (سبيرينغبوك) أن فاز بكأس العالم. وإذا كانت الفرحة قد عمت أرجاء جنوب إفريقيا وكان الفوز بالكأس وفي أول مشاركة مصدر فخر واعتزاز شعب بكامله وعلى رأسه الرئيس نيلسون مانديلا، فإن زملاء رياض البوعزيزي استقبلوا بدورهم لدى عودتهم إلى تونس إستقبال الأبطال. -- دورة 1998: كثيبة الجنرال الجوهري تظفر بالكأس في أدغال واغادوغو: على الرغم من الهزيمة الصغيرة التي مني بها المنتخب المصري في اللقاء الذي جمعه بأسود الأطلس 1-0 في الدور الأول تمكن الفراعنة من الفوز بلقب الدورة 21 ، التي أقيمت ببوركينا فاسو ليعادلوا الكفة مع المنتخب الغاني برصيد أربعة ألقاب. وجاء ترتيب أبناء النيل الذين فازوا بلقب كأس إفريقيا للأمم سنوات 1957 و1959 و1986 بقيادة المدرب محمود الجوهري الملقب ب "الجنرال" الذي كان قد ساهم كلاعب في فوز منتخب بلاده بدورة 1959 في المركز الثاني وراء المغرب، عقب إجراء الدور الأول واجتازوا بصعوبة مرحلة ربع النهاية بفضل الضربات الترجيحية أمام الكوت ديفوار 5-4 وتغلبوا على منتخب البلد المضيف ليواجهوا في النهاية منتخب جنوب إفريقيا حامل اللقب ويفوز عليه بنتيجة 2-0 . -- دورة 2000: منتخب الكاميرون يكسر أجنحة النسور الممتازة : أصاب الفوز الذي حققه منتخب الكاميرون (الأسود غير رالمروضة) على منتخب نيجيريا (النسور الممتازة) أزيد من 60 ألف متفرج بالذهول وحول صخب مدرجات الملعب الوطني سوريلير بلاغوس إلى صمت رهيب وحرمهم من نشوة الفوز وبدد أمل الملايين من محبي المنتخب النيجيري الذي خاض المباراة النهائية وخسر ثالث نهاية أمام منتخب الكاميرون بعد نهايتي 1984 في أبيدجان و1988 في الدارالبيضاء. وكانت مباراة النهاية التي انتهت بفوز الكاميرون 4-3 بالضربات الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 قمة في الإثارة واللعب الفرجوي اعتبارا للمؤهلات الكروية والبدنية والتقنية العالية التي يتوفر عليها لاعبو الفريقين. وفاز المنتخب الكاميروني، في الدورة التي أقيمت في كل من غانا ونيجيريا، بلقبه الثالث ودائما على حساب المنتخب النيجيري واحتفظ بذلك بالكأس بصفة نهائية. -- دورة 2002 .. رابع تاج قاري لمنتخب الكاميرون: كانت دورة باماكو (مالي) قمة في الإثارة وتألقت فيها العديد من الأسماء وكرست نجومية لاعبي منتخبي الكاميرون والسينغال، مفخرة إفريقيا في مونديال كوريا واليابان. واستأسد الكاميرونيون في باماكو فتصدروا ترتيب مجموعتهم بثلاثة انتصارات على كل من الكونغو الديمقراطية 1-0 والكوت ديفوار 1-0 والطوغو 3-0 ليزيحوا منتخب مصر في ربع النهاية 1-0 ثم منتخب البلد المضيف 3-0 في نصف النهاية قبل خوض غمار النهاية، التي لم يكن الحسم في نتيجتها إلا عن طريق الضربات الترجيحية التي رجحت في الأخير كفة الكاميرونيين الذي فازوا 3-2. وإذا كانت هناك منتخبات أقنعت وأمتعت فهناك منتخبات خيبت آمال جماهيرها ومن بينها المنتخب المغربي الذي حزم حقائبه مبكرا كما في الدورة الماضية بعد تعادله مع منتخب غانا بدون أهداف وفوزه على منتخب بوركينا فاسو 2-1 وخسارته أمام منتخب جنوب إفريقيا 3-1. -- دورة 2004 : أول نهاية عربية- مغاربية بين نسور قرطاج وأسود الأطلس: شكل الإنجاز الرائع لأسود الأطلس في كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم بتونس أبرز الأحداث التي طبعت مسار الرياضة المغربية في سنة 2004. ففي تونس حقق الأسود إنجازا كبيرا ببلوغهم المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم التي خسروها أمام منتخب البلد المضيف 2-1. وإذا كانت نسور قرطاج قد توشحت بالتاج بعد خسارتها لنهايتي 1965 بتونس أمام غانا و1996 في جوهانسبورغ أمام منتخب جنوب إفريقيا، فإن أسود الأطلس قد انتزعوا الإحترام والتقدير والتنويه وخرجوا مرفوعي الرأس في بطولة لم يكن أشد المغاربة تفاؤلا يتوقع أن يحقق فيها أصدقاء العميد نور الدين النيبت هذا الإنجاز. -- دورة 2006: مصر تكسب رهان التنظيم وترفع الكأس للمرة الخامسة. ضرب المصريون أكثر من عصفور بحجر واحد بكسبهم رهان تنظيم الدورة الخامسة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، التي كانت ناجحة بكل المقاييس، واعتبرت أقوى وأفضل الدورات على الإطلاق من جهة، وتتويج منتخب الفراعنة بطلا لإفريقيا للمرة الخامسة، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ هذه المسابقة الكروية الإفريقية منذ انطلاقتها عام 1957 في السودان من جهة أخرى. فبعد مخاض عسير ومن رحم معاناة الشوطين الإضافيين والضربات الترجيحية توج الفريق المصري بطلا لإفريقيا للمرة الخامسة مسجلا بذلك رقما قياسيا في تاريخ الكأس الإفريقية للأمم إثر فوزه في مباراة النهاية على منتخب كوت ديفوار بالضربات الترجيحية 4-2 (0-0). وعرفت دورة القاهرة تواضع المنتخب المغربي وخروجه من الدور الأول لسادس مرة في تاريخ مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بعد دورات 1972 في الكاميرون و1978 في غانا و1992 في السنغال و2000 في غانا ونيجيريا و2002. -- دورة 2008: المنتخب المصري الأكثر تتويجا على الإطلاق: احتفظ المنتخب المصري بلقبه القاري في دورة غانا 2008 عقب فوزه في المباراة النهائية 1-0 على المنتخب الكاميروني بقيادة نجمه صامويل إيطو هداف الدورة برصيد 5 أهداف والذي بات أفضل هداف على الإطلاق في تاريخ الكأس الإفريقية بمجموع 16 هدفا. وكان الفريقان قد التقيا في الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة وحسم الفريق المصري نتيجة المباراة لصالحه 4-2 ليتصدر المصريون المجموعة بينما اكتفى الكاميرونيون بالمركز الثاني. وفي طريقهما للمباراة النهائية فاز المنتخب المصري في دوري ربع ونصف النهاية على منتخبي أنغولا (2-1) وكوت ديفوار الذي واجهه في نهاية الدورة السابقة (4-1)، في حين أقصى المنتخب الكاميروني منتخبي تونس (3-2) وغانا (1-0). وفي مباراة نهائية مثيرة كرس الفريق المصري تفوقه القاري بفوزه على المنتخب المصري بفضل هدف محمد أبو تريكة الذي لم يترك أي حظ للحارس كاميني (د 78) بعد خطأ فادح للمدافع الصلب ريغوبير سونغ. وهكذا يتوج منتخب "الفراعنة" بطلا لإفريقيا للمرة السادسة، وهو إنجاز غير مسبوق ، بعد إحرازه اللقب سنوات 1957 و1959 و1986 و1998 و2006، وحرم بذلك المنتخب الكاميروني من معادلة رقمه القياسي بعد تتويجه في دورات 1984 و 1988 و 2000 و2002. وسجلت دورة 2008 رقما قياسيا في عدد الأهداف الذي بلغ 99 هدفا أي بمعدل 09ر3 أهداف في المباراة الواحدة.