بعد طول انتظار، استمر مدة أربعة وعشرين سنة، حقق الجزائريون حلم الوصول إلى المونديال، بعد قذيفة صاروخية لمدافع بوخوم الألماني عنتر يحيى، وصلت سرعتها 100 كلم في الساعة، في المباراة الفاصلة التي جمعت الطرفين بملعب المريخ بالسودان، ليلة أول أمس الأربعاء، وأمام حضور جماهيري كبير، ليصبح منتخب الخضر ممثل العرب الوحيد في هذا المونديال الذي تحظى القارة الإفريقية وبالضبط جنوب إفريقيا، لأول مرة بشرف تنظيمه، صيف السنة القادمة. وانتصر النهج التكتيكي الجزائري بقيادة شيخ المدربين رابح سعدان، على نظيره المصري، الذي لم يستطع مجاراة القوة البدنية الجزائرية، وبدا مهزوزا من الناحية البدنية، وارتكب أخطاء بالجملة، لخصها المصريون في التشكيلة التي ذخلت المباراة والمغايرة عن التي لعبت مباراة السبت، وهو الأمر الذي اعتبره مجموعة من المحللين المصرين خطأ لايغتفر من طرف شحاتة، وهي كلها عوامل استغلها الجزائريون، الذين سيطروا على وسط الميدان مستفيدين من أخطاء مباراة السبت الماضي بالقاهرة، وبهذه المباراة استمر الجزائريون في صدارة عدد الانتصارات سواء في المباريات بين الطرفين ذهابا وإيابا أو خلال المباراة الفاصلة. ومباشرة بعد نهاية المباراة، احتشد الآلاف من الجزائريين بمدينة الخرطوم احتفالا بهذا النصر الثمين، الذي اعتبره رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد راوروة، عصارة مجهودات كل الجزائريين، وأن الخضر استحقوا هذا التأهيل، لأنهم كانوا الأقوى طيلة مشوار التصفيات، وعفا راوروة عما سلف، من أحداث تعرض لها الجزائريون في القاهرة. وإذا كانت الفرحة قد غمرت جزائريي العالم فإن الحزن غلب على المصريين، خاصة الجمهور المصري الذي تحمل عناء السفر برا وجوا لمساندة منتخب الفراعنة بل إن أغلبية الجمهور المصري تشكل من فنانين تحولوا من ممثلين إلى مشجعين، لكن القدر والحظ عاكس منتخب الساجدين مرة أخرى في الوصول إلى المونديال، الذي ظل الشعب المصري يترقب أن تطأ قدماه منذ مونديال إيطاليا 1990 الذي يبقى آخر مونديال لعبه الفراعنة. وشنت القنوات المصرية الخاصة والرسمية هجوما عنيفا على الحكم السيشيلي وحملته مرارة الإقصاء، حيث وصف الحكم الدولي المعتزل الغندور الحكم بالمنحاز، وانتقد الكاف باعتبارها عينت حكمت هو نفسه الذي سيقود ذهاب نهائي كأس الاتحاد الإفريقي بين وفاق سطيف و استاد مالي، معتبرا هذا التعيين عامل ضغط على الحكم السيشيلي. بل إن الأمر زاد إلى حد إسرار المصريين على أن الجمهور المصري المتواجد بالسودان تعرض لهجومات عنيفة من طرف الجماهير الجزائرية، وأن الجمهور المصري محاصر، ولم يجد من يحميه، وهو الأمر الذي نفاه رئيس اللجنة المنظمة لتلك المباراة الفاصلة. وبانتصار أول أمس يحقق المنتخب الجزائري مروره الثالث عبر التاريخ إلى نهائيات كأس العالم، ومن غريب الصدف أن حضور ثعالب الصحراء في المونديال . وبانتصار أول أمس يحقق المنتخب الجزائري مروره الثالث عبر التاريخ إلى نهائيات كأس العالم، ومن غريب الصدف أن حضور ثعالب الصحراء في دورات المونديال كان قاسمه المشترك المدرب رابح سعدان. ووعد الاتحاد الجزائري لكرة القدم جميع اللاعبين الذين ساهموا في هذا المشوار الإقصائي المظفر بكسب بطاقة الرشح إلى مونديال جنوب إفريقيا، بمنحة مالية قدرها 200 ألف دولار أمريكي.