بلغت الجزائر الدور نصف النهائي بفوزها على كوت ديفوار 3 - 2، بعد التمديد (الوقت الأصلي2 - 2)، يوم الأحد في كابيندا في الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم. وسجل كريم مطمور (40) ومجيد بوقرة (90 +2) وعامر بوعزة (93) أهداف الجزائر، وسالومون كالو (4) وعبد القادر كيتا (89) هدفي الكوت ديفوار. وهي المرة الأولى التي تتأهل فيها الجزائر إلى نصف النهائي منذ 20 عاما، بعد أن حققت فوزها السادس على كوت ديفوار، مقابل 6 هزائم و7 تعادلات. وقدمت الجزائر أفضل عرض لها في البطولة، وظهرت بمظهر المنتخب المتأهل إلى نهائيات المونديال، وتفوقت على كوت ديفوار على مدى 100 دقيقة، بعد أن تحررت من الخوف والارتباك، اللذين ميزا أداءها في ثلث الساعة الأول خصوصا في الخط الخلفي. وحقق المنتخب الجزائري إنجازا تاريخيا ببلوغه الدور نصف النهائي لكأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى منذ20 عاما. فلم يكن الفوز على كوت ديفوارمفاجأة أو مجرد صدفة وضربة حظ، بل كان مستحقا لأن المنتخب الجزائري كان الأفضل في أغلب فترات المباراة، وكان بإمكانه حسمها في صالحه بغلة أوفر لو نجح مهاجموه في ترجمة الفرص الكثيرة، التي سنحت لهم سواء في الوقت الأصلي أو في الوقت الإضافي. ولقن المنتخب الجزائري نظيره الإيفواري درسا في الواقعية والتركيز، لأن معنويات «ثعالب الصحراء» لم تهتز على الرغم من تخلفهم في مناسبتين، ونجحوا في العودة فارضين التعادل وقاهرين نجوم «الفيلة»، في مقدمتهم هداف تشلسي الإنكليزي ديدييه دروغبا، الذي ضل الطريق إلى مرمى فوزي الشاوشي وسالومون كالو ويايا توريه وجيرفينيو وأرونا ديندان وعبد القادر كيتا وغيرهم. وهو الفوز السادس للجزائر على كوت ديفوار في19 مباراة جمعت بينهما حتى الآن، فعادلت عدد انتصارات كوت ديفوار عليها، وكان آخرها للفيلة 2 - 1 في بواكي في 22 يونيو1997 في إياب تصفيات كأس الأمم الافريقية التي استضافتها بوركينا فاسو، علما بأنها المباراة الأخيرة بين المنتخبين قبل مواجهة أول أمس. ومرة أخرى نجح المدرب رابح سعدان في صنع ملحمة جديدة للكرة الجزائرية، بعدما قادها إلى المونديال للمرة الأولى منذ 24 عاما، فتمكن من قيادتها إلى الدور نصف النهائي للكأس القارية للمرة الأولى منذ 20 عاما. وبات سعدان ورجاله على بعد فوزين من تكرار إنجاز جيل التسعينيات رابح ماجر وموسى صايب والشريف الوزاني وجمال مناد، الذي نجح حتى الآن في منح اللقب القاري الوحيد للجزائر وكان ذلك عام 1990 في الجزائر بالذات. ويمكن اعتبار العامل الأساسي في انجاز الجزائريين هو اكتمال صفوفهم بمشاركة قطب دفاعه، نجم بوخوم الألماني، عنتر يحيى مسجل هدف التأهل إلى المونديال في مرمى مصر، في المباراة الفاصلة بينهما في السودان، وصانع ألعاب لاتسيو الإيطالي مراد مغني، بعدما تعافيا من الإصابة التي ارغمتهما على الغياب عن جميع مباريات الدور الأول. يذكر أنها المرة السادسة التي تبلغ فيها الجزائر الدور نصف النهائي بعد الأولى عام 1980 عندما حلت وصيفة لنيجيريا المضيفة، و1982 عندما حلت رابعة و1984 و1988 عندما أنهت البطولتين في المركز الثالث و1990 عندما توجت باللقب. ومن جانبها، بخرت غانا حلم أنغولا وبلغت الدور نصف النهائي بفوزها عليها1 - 0 يوم الأحد على ملعب « 11 نوفمبرو»، في لواندا أمام50 ألف متفرج، تقدمهم الرئيس الأنغولي جوزيه إدواردو دوس سانتوس. وسجل أسامواه جيان هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 16. وكانت أنغولا تمني النفس ببلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخها، لكنها فشلت للمرة الثانية على التوالي بعد الأولى في النسخة الأخيرة في غانا بالذات، عندما خسرت أمام مصر 1 - 2، علما بأنها تشارك في النهائيات للمرة الخامسة بعد أعوام 1996 و1998 و2006 و2008.