نصيب إفريقيا من كأس العالم ثمانون سنة من الإنتظار والترقب إبتداء من يوم الجمعة 11 يونيو 2010، ستحبس أنفاس العالم وذلك بإعطاء إشارة إنطلاق أول مونديال في القارة السمراء في كرة القدم، حيث سيتابع العالم على إمتداد شهر كامل فوق المستطيل الأخضر سحرة البرازيل، وهم يرقصون الصامبا فوق الملاعب الإفريقية، وسنستمتع بطلعة أسطورة كرة القدم المعاصرة الأعجوبة والمعجزة الأرجنتينية ليونيل ميسي، وسنشاهد الكثير من الدروس في الروح الجماعية مع القوة التكتيكية لدى الإنجليز، إضافة إلى القوة والإرادة لدى الألمان، حيث يطلق الألمانيون على منتخبهم الآلة التي لا تصدأ، وسنتابع الواقعية الدفاعية لدى الإيطاليين مع كثير من الترقب والإنتظار من الإسبان لتأكيد إستحقاقهم للقب الأروبي وسيطرة النوادي الإسبانية على الكؤوس القارية الأروبية، وإبراز الإنسجام الكاطالوني في المنتخب الإسباني حيث التشكيلة الرئيسية للماتادور الإسباني تضم لأول مرة في تاريخ المشاركات الرسمية بنهائيات كأس العالم أكبر عدد من اللاعبين من صفوف البارصا، حيث يقودهذه التشكيلة المدرب الداهية "فيسينتي ديل بوسكي" وهي بالمناسبة عصية عن التطويع والترويض، وقد تأتينا طبعا المفاجآت وهي عادة من عادات المونديال من منتخبات القارة الآسيوية مع اليابان وكوريا الشمالية، أما الكرة الإفريقية التي أبدعت في أكثر من نهاية كأس العالم مع منتخبات المغرب والكاميرون والسينغال ونيجيريا، فستترك لمنتخبات الكوديفوار وغانا والجزائر لتكمل المشوار خلال نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا حيث أول فرصة للمنتخبات الإفريقية للإنقضاض على أول لقب عالمي كأس العالم أم المنافسات وأغلى الكؤوس على الإطلاق والتاج المصنوع من الذهب الخالص والتي ينقلها جيش من الحراس، ستشد أنظار العالم وتحبس الحركة والرواج في كل أرجاء المعمور حيث تختلط المعارك السياسية والإقتصادية على هامش مباريات كرة القدم إذ تمتزج رائحة المال والإقتصاد بمعجون السياسة، وفي المقابل سيستمتع عشاق اللعبة وهواة الكرة المستديرة بمهارات روبينيو البرازيلي، وفنيات الساحر ليونيل ميسي مع إفتقادنا للظاهرة الكروية البرازيلي رونالدينيو الذي أقصاه الإختيار النهائي الغبي للناخب البرازيلي دونغا، ويكفينا تذكيرا لنموذج إختلاط السياسة بالكرة عندما وقفت أمريكا عدوة الشعوب إحتراما وتقديرا لعزف النشيد الوطني الإيراني في المونديال الفرنسي، وكم تدخل من رؤساء الدول والحكومات للدفاع بقوة عن الإختيارات التكتيكية للمدربين الوطنيين عند حصرهم للتشكيلات النهائية التي ستخوض المونديال في جنوب إفريقيا كما هو الشأن للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء دفاعها عن مدرب الفريق، والرئيس البرازيلي لولا عندما دافع بحدة عن الإختيارات الفنية لمدرب الصامبا دونغا الذي توالت الإنتقادات له بسبب إقصائه للمايسترو الساحر رونالدينيو من طرف الصحافة البرازيلية لعبة كرة القدم في البرازيل والأرجنتين هي ديانة جديدة، يعبدها الملايين وهواء يتنفسه الأرجنتينيون والبرازيليون، إذ قد يأتي الإفلاس على كل مناحي الحياة السياسية والإقتصادية إلا على لعبة إسمها كرة القدم إنها فرجة بلا حدود لاتتوقف على إمتداد شهر كامل فيها شيء من الكرة، وكثير من السياسة والإقتصاد والأهازيج الإفريقية، وللأسف الشديد مرة أخرى سنكون فيها محايدين كمغاربة لأن كرتنا عجزت عن الوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا في أول تشريف للقارة السمراء المغاربة ومونديال جنوب إفريقيا: مرة أخرى سيكتفي المغاربة بالحياد عند إنطلاق أم المنافسات كأس العالم لكرة القدم في جنوب إفريقيا، حيث أول مونديال تحظى القارة السمراء بشرف تنظيمه بعد طول إنتظار ناهز ثمانون سنة كاملة فيها الحيف والإقصاء والإستغلال والنهب والإستعمار والعنصرية، هذا مصير أغنى قارة في العالم، هذا كله لأن المنتخب المغربي لكرة القدم عجز عن حجز تذكرة المشاركة في أكبر محفل عالمي للفرجة والمتعة والتشويق والإثارة والحماس حيث تحبس أنفاس ملايير المشاهدين في مختلف أنحاء العالم، للمرة الثالثة إذن على التوالي يغيب المغرب عن المونديال، ثالث مونديال بالتتابع لن نكون فيه ضمن قائمة كبار اللعبة في العالم حيث كانت آخر مشاركة مغربية في مونديال فرنسا سنة 1998، لنغيب في مونديال كوريا واليابان سنة 2002، ثم في مونديال ألمانيا سنة 2006 إن للمغاربة مع مونديال جنوب إفريقيا 2010 قصة غريبة الأطوار، حيث كان المغرب من المرشحين لإحتضان هذا الحدث العالمي وأعددنا العدة لذلك، وإنخرطت البلاد في هذا الورش العملاق الذي سميناه "حلم قارة ومشروع أمة"، قبل أن يفاجئنا الداهية السويسري جوزيف بلاتير بطبخ القرار النهائي بمنح جنوب إفريقيا الحق في التنظيم للحفاظ على الإمتيازات المالية للشركات المتعددة الجنسيات التي يمتلك فيها أسهما تجارية كبرى، وبدل من أن نعوض هذا الإقصاء من التنظيم بالمشاركة ضيعنا كل شيء بل سنكتفي بالحسرة على هذا الغياب، ولن يجد المغاربة من ملاذ غير شاشات التلفزيون لنعلن مساندتنا وتضامننا وتعاطفنا مع منتخبات نشترك معها في إحدى الخاصيات، حينما يتعلق بمنتخبات إفريقية أو عربية كالجزائر أو أمريكولاتينية، فيما يشبه التعويض وكلما سقط منتخب في منتصف الطريق عوضناه بمنتخب آخر قادم لا لغة تعلو في جنوب إفريقيا في هذه الصيفية على لغة كرة القدم، إنه الحدث الذي ينتظره خمسة ملايير من ساكنة الأرض على الرغم من أن المنافسة ستكون محصورة بين 32 منتخبا فقط، جنوب إفريقيا بلد نيلسون مانديلا وأورلاندو بيراتس يراهن فيها الساسة على كرة القدم لإصلاح حال البلاد التي تمزقها العنصرية، وحالات الجريمة المتفشية، وإنتشار الأمراض المستعصية، وعدم إستقرار الطبيعة المناخية الشيء الذي سيؤثر على المشاركين في الدورة، رغم أن جنوب إفريقيا توصف بأنها عبارة عن إنجلتيرا إفريقية، حيث في نهائيات كأيس العالم غالبا ما تعلن الهدنة بين المقاتلين هنا وهناك وإستراحة المحاربين، ليجمع الصراع بين الحكومات والمتمردين إلى أجل غير مسمى للإستمتاع بلحظات جميلة من الإبهار والمتعة يصنعها أبطال من عالم آخر مثل ميسي، وروبينيو ورونالدو وتشافي وإنييستا مونديال جنوب إفريقيا بلغة الأرقام: تمثل القيمة المالية لمجموع لاعبي منتخبات المونديال ما يقرب عن 5،6 ملايير أورو، وهي القيمة المالية الإجمالية لأزيد من 736 لاعبا يمثلون المنتخبات ال 32 المشاركة في المونديال الجنوب إفريقي، إذ يرجح المحللون والخبراء أن القيمة المالية للاعبي كل منتخب تظهر حظوظه في نيل لقب كأس العالم، فكلما كانت القيمة المالية مرتفعة إلا وتضاعفت حظوظ هذا المنتخب أو ذاك في إحراز كأس العالم، ويعد المعجزة الأرجنتينية لاعب البارصا الإسباني ليونيل ميسي الأغلى عالميا في مونديال جنوب إفريقيا حيث تصل قيمته المالية إلى حوالي 80 مليون أورو، بالرغم من أن قيمة إنتداب الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشيستر يونايتد الإنجليزي إلى ريال مدريد الإسباني هي الأغلى، لكن التقييم يأتي من أمور أخرى تعود إلى أداء اللاعب هذا العام، وأيضا إلى عائداته المالية، أما كريستيانو رونالدو فيساوي 67 مليون أورو، وروني الإنجليزي تقدر قيمته في البورصة المالية العالمية ب 53 مليون أورو، اما ظاهرة خط الوسط في كرة القدم العالمية الإسباني تشافي هيرنانديز فيساوي حوالي 65 مليون أورو إن أقدام كل نجوم مونديال جنوب إفريقيا التي ستخطف الأضواء وتحرز الأهداف وتصنع الإنتصارات وترسم الصور الرائعة في ملاعب جنوب إفريقيا على مدى ثلاثين يوما بالكمال والتمام تقدر بحوالي 5،6 ملايير أورو وهي بالمناسبة قيمة ال 736 لاعبا الذين يمثلون ال32 منتخبا في مونديال جنوب إفريقيا ويأتي منتخب الماتادور الإسباني على رأس القائمة المالية بحوالي 565 مليون أورو، متبوعا بمنتخب الصامبا البرازيلي بما قدره 515 مليون أورو، ثم منتخب الديكة الفرنسي ثالثا حيث بلغت القيمة المالية الإجمالية للاعبيه حوالي 450 مليون أورو، أما قائمة أجور المدربين فحسب إحصائيات الفيفا الرسمية المنشورة على موقع سوير، مباشرة مع قرب إنطلاق أكبر عرس جماهيري كروي فيتصدر القائمة المدرب الداهية الإيطالي فابيو كابيلو مدرب المنتخب الإنجليزي بحوالي 8،8 مليون أورو، متبوعا بإيطالي آخر هو مارتشيليو ليبي مدرب المنتخب الإيطالي بفارق كبير إذ يتقاضى حوالي ثلاثة مليون أورو سنويا، فيما ذيل القائمة ال 32 مدربا، المدرب الكوري الشمالي إذ لا يتجاوز راتبه السنوي حوالي 170 ألف يورو، أما المرتبة الثالثة فيحتلها مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف بمبلغ سنوي قدره 2،5 مليون أورومتبوعا بمدرب المنتخب الهولندي ب 1،8 مليون أورو، والسويسري أوتمار هيتزفيلد مدرب المنتخب السويسري ب 1،75 مليون أورو، امام المنتخب الأغلى من حيث القيمة المالية للاعبيه المنتخب الإسباني فيقدر دخل مدربه فيسينتي ديل بوسكي حوالي 1،5 مليون أورو سنويا، متبوع بمدرب المنتخب البرتغالي كارلوس كيروش بحوالي 1،35 مليون أورو سنويا، اما الدخل السنوي لمدرب المنتخب العربي الوحيد في المونديال المنتخب الجزائري فيتقاضى الشيخ رابح سعدان حوالي 245 ألف أورو سنويا في الرتبة 27 في اللائحة المحصورة في 32 مدربا وللإشارة فإن معظم المنتخبات يدربها مدربون وطنيون عدا ثمانية منتخبات وهي إنجلتيرا، جنوب إفريقيا، اليونان، الكاميرون، كوديفوار، غانا والهندوراس ونيجيريا، وكل المنتخبات الإفريقية يدربها مدربون أجانب بإستثناء المنتخب الجزائري الذي يشكل الإستثناء الوحيد والذي يدربه مدرب وطني جزائري الإصابات عائق نجوم العالم قبل إنطلاق كأس العالم: تعززت لائحة النجوم الكبارالتي كانت تعول عليهم منتخباتهم وجماهير بلدانهم لصنع اللوحات الفنية الرائعة في اجمل تظاهرة كونية في العالم، حيث لن يشاركوا في منافسات المونديال الإفريقي بسبب تعرضهم للإصابات خلال تحضيرات منتخبات بلدانهم، وتلقت منتخبات إنجلتيرا وألمانيا وإيطاليا وكوديفوار والجزائر والبرازيل وهولندا صفعات قوية على بعد أيام من إنطلاق المونديال في جنوب إفريقيا، حيث نجم التشيلسي الإنجليزي دروغبا الإيفواري سيكون أكبر خسارة لمنتخب ساحل العاج، والمدافع الإنجليزي ريو فيرديناند الذي تعرض لضربة قاسية في الركبة، مما عجل بتعويض القائد بلاعب نادي توتنهام الإنجليزي مايكل داوينسون، ناهبك عن دايفيد بيكهام، والمهاجم الإيطالي أندرياس بيرلو الذي تعرض لتمزق طفيف الأمر الذي يعني غيابه عن المباراة الأولى أمام منتخب الباراغواي، ثم نجم ليون الفرنسي ميشيل باستوس الذي يواجه نفس الإحتمال بالغياب عن المباراة الأولى أمام منتخب كوريا الشمالية، وقد إنضاف إلى هذه اللائحة الطويلة التي تشكل حسب خبراء الكرة العالمية منتخبا كاملا يمكن إن صح التعبير إذا شارك في منتخب موحد الفوز بكأس العالم، لاعب آخر إنضم إلى هذه اللائحة يتعلق الأمر بنجم المنتخب الهولندي وصانع ألعاب نادي باييرن ميونيخ الألماني أريين روبن، ناهيك عن الجزائري مراد مغني لاعب خط وسط نادي لاتسيو الإيطالي الذي أبكى غيابه عن المونديال الطاقم الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان في الندوة الصحفية عندما أعلن عن مغادرة مغني لمعسكر المنتخب الجزائري، واللائحة طويلة لا يمكن تعدادها وحصرها بالنظر إلى حجم اللاعبين ودورهم الأساسي في منتخباتهم، ولكون اللائحة لازالت مفتوحة كل يوم لإنضمام لاعبين آخرين من المصابين ومن جهة أخرى أكدت إنجلتيرا أنها مهد كرة القدم العالمية بدون منازع إذ إستحوذت على أكبر عدد من اللاعبين المحترفين المشاركين في مونديال جنوب إفريقيا، وأظهرت الإحصائيات أن عدد اللاعبين المشاركين في المونديال يبلغ736 لاعبا من بينهم 119 لاعبا محترفا يلعبون في أندية الدوري الإنجليزي بدرجاته المختلفة، 96 لاعبا محترفا أجنبيا، و23 لاعبا لمنتخب إنجلتيرا أي أن مهد كرة القدم إنجلتيرا تستحوذ على سدس لاعبي المونديال، ثم تأتي ألمانيا في المرتبة الثانية ، ثم إيطاليا ب 80 لاعبا، ثم إسبانيا ب 59 لاعبا، متبوعة بفرنسا ب 44 لاعبا، إن بلاد مانديلا الزعيم التاريخي للسود في جنوب إفريقيا والذي سيحتفل في هذا المونديال بعيد ميلاده ال 92 أكد أنه سيحضر مباراتين فقط مبارة الإفتتاح لمنتخب بلاده أمام المكسيك ثم مبارياة النهاية، وبالمناسبة فإن مباراة إفتتاح المونديال سيقودها حسب الفيفا في جوهانسبورغ الحكم الأوزباكستاني "إيرماتوف رافاشان" لأول مرة في التاريخ ملاعب جديدة بمميزات، تحف هندسية ومعمارية: من بين الملاعب الخمسة الجديدة التي بنيت خصيصا لإستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا، أثبت ملعب موزيس مابيدا بمدينة دور بان أنه تحفة معمارية نادرة وهو المتواجد في ثالث أكبر المدن الجنوب إفريقية، وهو يحمل بالمناسبة إسم ناشط سياسي راحل مناهض لسياسة الميز العنصري، وسيتسع لأزيد من 70 ألف متفرج روعيت في هذا الملعب جميع المقاييس والمعايير الهندسية، وما زاده رونقا وجمالا هو القوس الذي يتمتع به وهو صنع فريد من نوعه، إضافة إلى ملعب نيلسون مانديلا، وسوكر سيتي، وأليس بارك بجوهانسبورغ، إضافة إلى ملاعب أخرى كغرين بوينت بمدينة كيب تاون، ودوربان وملاعب أخرى عملاقة بمواصفات معمارية وهندسية عملاقة تليق بجنوب إفريقيا وضيوفها الطبيعة المناخية سلاح جنوب إفريقيا الذي لايقاوم: إضافة إبى إنتشار الأمراض وتكاثر عمليات النصب والسرقات المتعددة والهجوم على الأجانب حذر مسؤولوا الإتحاد الدولي لكرة القدم مرافقي المنتخبات بإتخاذ الحيطة والحذر وتجنب التجوال بدون إحتياطات امنية، هناك عوامل طبيعية أخرى تعتبر سلاح جنوب إفريقيا لا تقاوم، كالعلو على سطح البحر إذ يحتمل أن تعاني المنتخبات مثل فرنسا مثلا التي ستقيم على شاطئ البحر في مونديال جنوب إفريقيا في المباريات التي ستقام على إرتفاع 1700 متر عن سطح البحر، في حين قد يكون ذلك عاملا مساعدا لبعض المنتخبات كمنتخب جنوب إفريقيا مثلا الذي يقوده المدرب البرتغالي كارلوس ألبيرتو باريرا، حيث كلما زاد الإرتفاع عن سطح البحر كلما قلت نسبة الأوكسجين في الجو، وتدني إستهلاك الأوكسجين المرتبط مباشرة بأداء الشخص على المستوى الجسدي، ويؤكد خبراء الشؤون المناخية أن تأثير الإرتفاع على سطح البحر عن أداء اللاعبين بنسبة خمسة إلى عشرة بالمائة، وهذا العامل ليس نفسه على الجميع حيث التكيف مع الإرتفاع عن سطح البحر عامل حاسم على صعيد الأداء، إن الحاجة إلى فترة للتأقلم حتى يتمكن الجسم من تكييف تسارع نبضات القلب والتنفس ومن إنتاج المزيد من الكريات الحمراء لتعويض النقص الحاصل في الأوكسجين إن منتخبات فرنسا واليابان والدانمارك والجزائر ونيجيريا واليونان والكاميرون والكوديفوار، إختارت البقاء على مستوى البحر حيث يمكن إجراء تمارين قصوى أكثر، وإيجاد التوازن شيء صعب جدا، حيث من المتوقع أن يكون القيمون على المنتخبات تأثير كبير على هذا العلو الذي يعتبر معتدلا، ولكن لا يجب الإهتمام والمبالغة الشديدة في أهمية عامل الإرتفاع عن سطح البحر في هذه المنافسة العالمية، فلو كانت هذه المباراة تجري في لاباز، مثلا حيث 3500 متر على سطح البحر لكان هذا العامل حاسم لكن على إرتفاع 1700 متر فإن هذا العلو معتدل إضافة طبعا إلى عوامل أخرى تؤثر في الأداء مثل تقنية اللاعبين والتكتيك واللياقة البدنية 250 مليون أورو القيمة المالية الإجمالية للمواهب الغير مرغوب فيها في كأس العالم بجنوب إفريقيا: إذا كانت أسماء بعض اللاعبين قد أبعدتهم لعنة الإصابات، فإن البعض الآخر جنت عليهم الإختيارات التقنية للمدربين، حيث كانت بعض اللوائح النهائية رحيمة بالبعض وقاسية في حق الآخرين، إذ كانت هناك مفاجآت كبرى إرتبطت أساسا بإختيارات بعض المدربين إما لأسباب تقنية أو تكتيكية، أو لأسباب عدم الجاهزية والإصابة وخيانة اللياقة البدنية كما هو الشأن لنجم البافانا بافانا ماكارتيالذي خذلته الزيادة في الوزن فكان مصيره الإبعاد وبالتالي الغياب عن أول تظامهرة كروية تحتضنها بلاده، أما مدرب المنتخب الفرنسي رايمون دومينيك فإستبعد اللاعب الواعد سمير نصري لاعب الأرسنال الإنجليزي، وكريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني، وحاتم بن عرفة لاعب أولمبيك مارسيليا الفرنسي، وهي إختيارات تكتيكية لاقت الكثير من الإنتفادات خصوصا وأن المدرب دومينيك لايبالي بأقوال الصحافة، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين والمواهب وسحرة الكرة المستديرة يتقدمهم الفنان والمبدع البرازيلي رونالدينيو لاعب ميلان الإيطالي، حيث لاقت لائحة الناخب الوطني البرازيلي دونغا إستهجانا وغليانا شعبيا كبيرين في الصحافة البرازيلية دون تقديم أية مبررات تذكر للإقناع إلا ما هو داخل في إطار تصفية الحسابات الضيقة إن الإعلان النهائي عن القوائم التي ستخوض نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا فقد على إثرها الكثير من اللاعبين ممن كان ينتظرهم عشاقهم لتمثيل بلدانهم، في الوقت الذي غاب فيه لاعبون يقدرون بملايين اليورويات من جنسيات مختلفة، وقد قدرت القيمة المالية لغير المرغوب فيهم في المونديال الإفريقي حوالي 250 مليون أورو وهم على الشكل التالي، الموهبة البرازيلية الشابة ذو العشرين سنة لاعب ميلان الإيطالي ألكسندر باتو الذي تقدر قيمته المالية ب 60 مليون أورو، والفرنسي كريم بنزيمة لاعب ريال مدريد الإسباني الذي يساوي ما قدره 35 مليون أورو، حيث استبعد المدرب رايمون دومينيك المهاجم الموهوب من تشكيلة الديكة الشيء الذي أحدث بلبلة رياضية داخل الفريق وذلك بعيدا عن حسابات رايمون دومينيك إضافة إلى زميله سمير نصري لاعب الأرسنال الإنجليزي بمبلغ 20 مليون أورو الذي يتذرع المدرب الفرنسي بعذر إصابته في مباراة إرلندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، أما المدرب الغريب الأطوار والمتقلب المزاج دييغو أرماندو مارادونا فقد إستبعد من صفوف المنتخب الأرجنتيني اللاعب فيرناندو غاغو لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني الذي تقدر قيمته المالية ب 20 مليون أورو حيث فضل عليه المخضرم سيباستيان فيرون باعتباره يتوفر على التجربة والخبرة في الميدان، ثم تخلى أيضا عن نجم برشلونة الإسباني غابرييل ميليتو الذي يساوي 18 مليون أورو في بورصة إنتقالات اللاعبين، وذلك نظرا لمحبة مارادونا لبديله فابريسيو كوليتشيني، ثم لاعب الإنتر الإيطالي إستيفان كامبياسو الذي تناهز قيمته المالية في السوق مبلغ 15 مليون أورو، حيث لم يشفعه تتويجه بالثلاثية هذا العام في أي شيء،إضافة طبعا إلى العملاق البرازيلي وملهم الصامبا الساحر رونالدينيو لاعب الميلان الإيطالي بمبلغ 20 مليون أورو، ناهيك عن أنطونيو كاسانو الذي إستبدله المدرب الإيطالي مارشيليو ليبي بسبب خلاف شخصي بينهما ويساوي مبلغ 12 مليون أورو، زدذ إلى هذه القائمة لاعب البارصا بويان كريكيتش ب 10 مليون أورو، وراوول غونزاليس بلانكو ب 3 مليون أورو، والهداف الهولندي فان نيسترلوي لاعب هامبورغ ب 5 مليون اورو، وزانيتي ب 5 مليون أورو، وباتريك فييرا ب 3 مليون اورو، وديل بييرو ب 2 مليون اورو، ولاعب روما الإيطالي توتي ب 4 مليون أورو وقد رصدت الدول المشاركة في المونديال الإفريقي مكافآت وإغراءات مالية كبيرة للاعبين والمدربين المشاركين تتقدمهم إسبانيا في المرتبة الأولى ثم فرنسا والبرازيل والأرجنتين وألمانيا بإغراءات لا تقاوم ومع تأكد غياب اللاعب الإيفواري ديدي دروغبا عن المونديال حتى الآن يحتل نادي التشيلسي الإنجليزي المركز الثاني في قائمة الأندية صاحبة أكبر عدد من اللاعبين في المونديال، وكان التشيلسي على رأس القمة متساويا مع نادي برشلونة الإسباني برصيد 13 لاعب لكل منهما، وكان نادي التشيلسي بإمكانه أن يعادل رقم نادي الأرسنال الإنجليزي الذي حققه في مونديال 2006 عندما شارك منه 15 لاعبا في صفوف المنتخبات المنافسة في مونديال 2006 بألمانيا، لكن لعنة الإصابات خصوصا الألماني مايكل بالاك، والغاني مايكل إيسيان، والنيجيري أوبي حرمت التشيلسي من ذلك الرقم القياسي، وسيشارك عشرة لاعبين من الأرسنال في مونديال جنوب إفريقيا وهو نفس العدد من المشاركين من نادي إنتر ميلانو الإيطالي ويضم المنتخب الدانماركي بين صفوفه أصغر لاعب في البطولة وهو كريستيان إيريكسن حيث يبلغ من العمر 18 عاما وأربعة شهور، بينما سيكون ديفيد جيمس حارس مرمى المنتخب الإنجليزي هو الأكبر سنا بين كل اللاعبين، حيث يتجاوز ضعف سن إريكسن، ولايزال الرقم القياسي في حوزة لاللاعب نورمان وايتسايد لاعب منتخب إيرلندا الشمالية الذي يعتبر أصغر لاعب سنا شارك في تاريخ بطولات كأس العالم، حيث شارك في مونديال إسبانيا سنة 1982 وكان عمره آنذاك 17 سنة وشهرا واحدا، بينما الأسطورة الكاميرونية روجي ميلا فتسجل سجلات الفيفا أنه الأكبر على الإطلاق من اللاعبين المشاركين في تاريخ النهائيات في سن 42 سنة وشهر واحد بمونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن المفارقات العائلية والغريبة في هذا المونديال الإفريقي هو أنه أول مونديال يشهد مواجهة بين شقيقين في تاريخ بطولات كأس العالم، إذ دفع المنتخب الألماني بلاعبه جيروم بواتينغ، والمنتخب الغاني بلاعبه كيفن برانس بواتينغ، إذ عندما يلتقي الفريقين الألماني والغاني في تاريخ 23 يونيو الجاري ضمن منافسات المجموعة الرابعة من الدور الأول للبطولة، وولد كيفن بألمانيا وقرر اللعب لمنتخب غانا لأنه لم يرى لنفسه مستقبلا في المنتخب الألماني، رغم مشاركته مع منتخب الناشئين بألمانيا الوجه الآخر لكأس العالم بجنوب إفريقيا، إختلاط المال والجنس والسياسة: إن لعبة كأس العالم لعبة مالية أولا وقبل كل شيء حيث يأتي المال على رأس قائمة إهتمامات المنظمين بإعتباره المحرك الأول والأخير للبطولة، أما كرة القدم فتظل شيئا ثانويا بإمتياز حيث لعبة المراهنات على نتائج المباريات تنتعش حسب التقارير الإقتصادية، إذ ترتفع هذه الأرباح من المراهنات منذ أول مباراة لكأس العالم بشكل جنوني، بينما تمويل الكأس الغالية من أمول الرعاة الرسميون، حيث يؤكد خبراء التسويق الرياضي للبطولات العالمية الكبرى ككأس العالم لكرة القدم يمكن تمويلها فقط من خلال الأموال التي تدفعها الجهات الراعية للبطولة بالإضافة إلى عائدات حقوق البث التلفزيوني، كما تختلف أرباح الفرق المشاركة في كأس العالم حيث سيتلقى كل فريق مشارك مبلغ 8 ملايين دولار، بينما الفرق التي ستعبر إلى الأدوار الثانية مبلغ 9 ملايين دولار، بينما الفرق التي ستصل إلى دور الربع النهائي ستحصل على مبلغ 18 مليون دولار، أما الفرق التي ستصل إلى المربع الذهبي، نصف النهائي ستحصل على مبلغ 20 مليون دولار، وسيحصل الفريق الذي سيصل إلى النهائي ويخسر المباراة مبلغ 24 مليون دولار، أما البطل المحظوظ الذي سيحمل الكأس الغالية والثمينة فسيحصل على مبلغ 31 مليون دولار أما إعلاميا فقد برزت قنوات الجزيرة الرياضية كغول إعلامي جديد بعد الصفقة الخيالية التي أبرمتها القناة عندما أقدمت على شراء كامل حقوق البث التلفزيوني التي كانت تمتلكها شبكة راديو وتلفزيونات "أرتي" في الدورات السابقة، ويعتبر الجنس لذة الكرة، حيث يشكل هذا النشاط الطبيعي والبيولوجي بالنسبة لأكبر تجمع بشري بعد الألعاب الأولمبية مسألة بديهية، حيث كأس العالم هي بمثابة لحظة مفضلة لعالم الجسد هذا لكي يكشف عن نفسه حيث الرواج بدون إنقطاع على صناعة الجنس التي يتوقع ان تخطف الأضواء بشكل كبير وأن تحظى بإقبال شديد من قبل مشجعي المنتخبات المشاركة الذين سيتوافدون بأعداد كبيرة على بلاد مانديلا، وسيبحثون بكل تأكيد عن متعة شخصية إلى جانب مؤازرتهم لفرقهم أما سياسيا فإن كأس العالم هي مناسبة كبيرة للتنافس بين رؤساء الدول حول من سيأتي في الختام لكي يشهد تألق بلده على حساب الدول الأخرى، ومن تجليات ربط السياسة بالرياضة نقتصر على إستعداد المنتخب الجزائري لتمثيل الجزائر والعرب والمسلمين في أكبر محفل كروي في العالم، حيث تزداد الإرهاصات السياسية الواضحة خلف هذا التمثيل، ومعها تتداخل المصالح والحسابات والتوضيفات الغير البريئة إذ انه إذا كانت إسرائيل العدو الأول للأمة لا يحتاج إلى سبر الأغوار لمعرفة رغبتها الجامحة في هزيمة الخضر الذين يصرون على حمل العلم الفلسطيني معهم جنبا إلى جنب مع العلم الجزائري، فإن ما تفعله وتعلنه صراحة بعض الجهات المصرية الحاقدة من آمال وصلوات لحصول فضيحة كروية للجزائر في المونديال، إنه أمر يدعو للعجب والإستغراب إذ ان الفريق الجزائري، ليس فقط ممثلا كرويا للجزائر دولة وشعبا وتاريخا وثقافة ومعها كل القضايا العادلة في هذه الأمة المترامية الأطراف، وما يدل على أن السياسة تتسلل إلى كرة القدم خصوصا وأن دورة هذا العام تنظم في بلاد البافانا بافانا، التي إشتهرت في العالم بإسره بكونها البلد الذي حارب الإظطهاد العنصري وأهدى الكرة الأرضية زعيما كبيرا إسمه نيلسون مانديلا