بعد أن دخلت البطولة الوطنية عالم الاحتراف، انتظر الجميع أن يصب هذا المشروع بارتقاء كل الفاعلين في عالم المستديرة ، لاعبين و مدربين و مسيرين وجماهير إلى مستوى الاحتراف، لكن لعنة الهواية على ما يبدو تسكن شراييننا. كنا نحلم مع بداية هذا الموسم بجيل ينبذ العنف، جيل متشبع بأخلاق الآباء و الأجداد، جيل لا يحمل معه السكاكين للمدرجات، لا يسكنه هوس التخريب في الملك العام و الخاص، ويجعل من الشوارع ساحة للمعارك وفوضى و فتنة في قلوب الناس.جيل كنا نحلم معه في أن يساهم في رفع مستوى الكرة الوطنية و تسويقها في أحسن صورة عن المعتنى الحقيقي للاحتراف ..لا في تخلفها و عودتها لزمن الهواية . قمة الكلاسيكو بين فريقي الرجاء البيضاوي و الجيش الملكي، ليست بتلك القمة التي سوف تكشف هوية البطولة مباراة عادية بين فريقين شقيقين، و لو أنهم يتنافسا بشكل كبير على لقب البطولة الوطنية. جحافل من الجماهير عقدت العزم على الرحيل، صوب الملعب لمساندة فريقها المفضل لكن بطريقة أشعلت نار الفتنة و كسرت جيوب الكثير من المواطنين الذين لا ذنب لهم. أضرار بالجملة في ممتلكات العامة و والخاصة أسفرت عن عملية تخريب ثماني قاطرات (ترامواي الحديث العمل و الذي كلف الدولة ميزانية كبيرة ) و زيادة على سبع حافلات نقل و 13 سيارة و تكسير واجهات 15 محلا تجاريا. عدد الذين تم اعتقالهم فاق 193 شخصا أغلبهم من القاصرين، من مشجعي الجيش لملكي و في حوزتهم أسلحة بيضاء و مواد محظورة قابلة للاشتعال ...مشاهد خلفت نتائج كارثرية و خسائر مادية غسيلها منشور في كل الجرائد الوطنية و الخارجية . أتساءل من حول عشق الكرة إلى غواية التخريب باسم عشق الكرة؟ متى سوف تنتهي هده السيبة التي تتكرر من حين إلى اخر ؟ من سوف يقينا شر هؤلاء المتهورين الذين يبعثون الرعب و الخوف و الدمار للآخرين؟ أسئلة كثيرة نبحث عن إجابة تشف الغليل، فالمشكلة كما يقال في كل وسائل الإعلام لا تقتصر على ما حدث في الدارالبيضاء و حسب. الآن من يصنع الشغب صنع لنفسه رقعة جغرافية بلا حدود لها بداية و ليس لها نهاية و هنا تكمن الخطورة. ومع العلم أن هناك قوانين مسطرة جاءت مع الاحتراف منها قانون الشغب،الذي لم يطبق لحد الساعة سوى في الأوراق من طرف الجامعة الوطنية لكرة القدم . فمن يتحمل المسؤولية إذن؟ في انتظار الإجابة أو البدء في تنفيذه فلن ننتظر قبل ذلك سوى خراب و دمار و شتات للشارع المغربي المحب و العاشق و المدمن على أفيون الشعوب كرة القدم.