على الرغم من كل محاولات الحكومات الإسبانية المتواصلة لكسب تأييد الرأي العام لتواجد القوات الإسبانية في الخارج، فإن المعارضة الشعبية ما تزال معتبرة، ويمكن أن تكون أكبر في حال حصول حوادث تؤدي إلى إصابة أو مصرع الجنود الإسبان. فبالتزامن مع زيارة روبالكابا إلى القوات المرابطة في أفغانستان، كشف استطلاع للرأي عن أن 48% الإسبان يؤيدون قيام بلادهم بسحب قواتها المنتشرة في أفغانستان بسبب عدم الأمن الذي تعانيه البعثة والتشاؤم حيال فرص تحقيق نظام ديمقراطي في البلد الآسيوي. وأشار الاستطلاع إلى أن نفس النسبة من الإسبان يؤيدون سحب قوات البلاد أيضا من لبنان، حيث تترأس إسبانيا قوات المساعدة المنتشرة فيها. ويعكس الاستطلاع الذي أعلن معهد (إلكانو) نتائجه مؤخرا زيادة النسبة الرافضة في المجتمع الإسباني لاستمرار بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، والتي تشارك إسبانيا فيها منذ عام 2002. وأجري الاستطلاع خلال الفترة بين 28 أكتوبر و10 نوفمبر الماضيين، أي قبيل قمة حلف الناتو التي انعقدت في العاصمة البرتغالية لشبونة بعد ذلك بأيام، والتي اتفق خلالها على بدء نقل مهام السلطة في أفغانستان في ربيع 2011 والانتهاء منه في عام 2014. وأمام المطالبين بالانسحاب العسكري من البلد الآسيوي، يميل نحو 30.3% من المشاركين في الاستطلاع تجاه إبقاء القوات في أفغانستان، ونحو 14.4% يعولون على تقليل قوام البعثة. واختار 3.4% فقط، في الاستطلاع، زيادة عدد القوات المشاركة في بعثة الناتو بأفغانستان، والتي تبلغ حاليا ما يقرب من ألف و500 جندي موزع أغلبها في قاعدتي حيرات و كلا إيناو، غربي البلاد. وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت خلال قمة الناتو أن نقل مهام الأمن للسلطات الأفغانية سيكون خلال الفترة بين عام 2011 ونهاية عام 2012 ، دون أن يعني هذا الإجراء سحب القوات.