لا يزال إطلاق سراح الراهن الإسبان الذين كانت قد اختطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يثير ردود فعل غاضبة من بعض الجهات الأمنية المكلفة بمحاربة التطرف والإرهاب في دول المنطقة، خاصة تجاه الطريقة التي جرت فيها عملية الإنقاذ مقابل دفع فدية مالية ثمينة، كما ذكرت مصادر إسبانية اليوم الأحد. وفي هذا الإطار ابدت الشرطة الجزائرية عن امتعاضها الشديد بالطريقة التي تم بها إطلاق سراح الإرهابي المسؤول عن الإخطتاف، عمر الصحراوي والتي تقول مصادر أنه عضو في جبهة البوليساريو الانفصالية، وكذا دفع فدية بنحو ثمانية ملايين يوور للقاعدة في المغرب الإسلامي من أجل الإفراج عن الرهينتين الإسبانيين. وذكرت صحيفة "لا بانغوارديا" أنه إضافة إلى ذلك تمر العلاقات البوليسية والإستخباراتية، ولو لم ولن يظهر ذلك رسميا، بين الجزائر واسبانيا بظروف حرجة يسعى البلدان لإعادتها إلى مجراها خاصة لما لها من أهمية في تضييق رقعة الإرهاب العالمي. هذا وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر إسبانية لمكافحة الإرهاب أن قوات الأمن الوطني الجزائري التي تتعرض بشكل مستمر لهجمات المجموعات الإسلامية المسلحة، غاضبة من إطلاق سراح عمر سيد أحمد ولد حمى الملقب بعمر الصحراوي في اغسطس الماضي والذي يعتبر العضو البارز في القاعدة في بلاد المغرب والمنفذ الفعلي لعملية اختطاف المتعاونين الإسبان والذي كان قد أدين بالسجن من قبل العدالة الموريتانية. هذا وكانت الجزائر تعارض دائما أن تقوم الدولة الاسبانية بدفع فدية مليونية مقابل تحرير الرهائن، بل وأكثر من ذلك أن تتوسط لان يطلق سراح إرهابي محكوم من قبل المحكمة لكي يكون عملة تداول لانقاذ الرهائن الاسبان، وفقا لمصادر الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أن لغز سوء التفاهم بين البلدين يكمن في أن النظام الجزائري الذي يواجه حربا لا هوادة فيها منذ عام 1991م مع المنظمات الإرهابية، يعتبر عمر الصحراوي، حجر الزاوية في تنمية الفرع المغربي للقاعدة كونه معروفا بتجارة السلاح والسجائر والاتجار بالبشر ويعرف جيدا مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر حيت كان عضوا في جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء عن باقي التراب المغربي. ويشار إلى أن موريتانيا اتهمت في يوليو الماضي عمر الصحرواي بالمرتزقة الذي يعمل لحساب القاعدة من أجل خطف الاسبان الثلاثة على الطريق السريع الذي يربط بين نواكشوط مع نواديبو في 29 بوفمبر 2009م. لكن الجزائر تختلف في تصنيف "المرتزقة" وترى فيها بدعة جديدة، لان المتطرفين لا يقبلون في صفوفهم سوى بالفكر الإسلامي الراديكالي.