أفرجت القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي عن الرهينتين الاسبانيين اللذين كانت تحتجزهما منذ نوفمبر الماضي و ذلك -حسب بعض المراقبين- مقابل فدية بملايين الاوروات و في هذا الصدد افادت صحيفة الموندو الاسبانية الثلاثاء ان الحكومة الاسبانية دفعت سبعة ملايين يورو مقابل افراج تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عن الرهينتين الاسبانيين مما يطرح إشكالية التعامل مع المنظمات الإرهابية بالفدية عاد اسبانيان من عمال الاغاثة كان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي احتجزهما كرهينتين الى مدينة برشلونة الاسبانية بعد أن أفرج عنهما أول أمس الاثنين لتنتهي عملية خطف واحتجاز استمرت قرابة تسعة أشهر. وكانت القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي خطفت الاسبانيين البيرت بيلالتا وروكوي باسكوال أثناء سفرهما عبر موريتانيا ضمن قافلة اغاثة في نوفمبر في أحدث عملية خطف يعلن التنظيم وهو جناح القاعدة في شمال افريقيا مسؤوليته عنها. ووصل الاثنان الى مطار البرات في برشلونة حوالي الساعة الحادية عشر ليلا بتوقيت جرينتش حيث كان في استقبالهما أفراد أسرتيهما وأصدقائهما وزملائهما وبينهم أليثيا جاميث التي كانت خطفت معهما لكن أطلق سراحها في مارس . وقال بيلالتا في تصريحات للصحفيين في المطار «انه يوم عظيم بالنسبة لروكوي ولي. انه يوم مهم بحق بالنسبة لنا لاننا احتجزنا لمدة تسعة أشهر في ظروف شاقة لكننا الان نتمتع بالحرية. أنا سعيد جدا. عاملونا جيدا .. كنا نعيش كما يعيشون ونأكل مما يأكلون وننام مثلهم. لكن الظروف كانت شاقة للغاية في وسط الصحراء.. هم اعتادوها لكن نحن لم نعتدها ». وكان رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري استقبل الاسبانيين اللذين يعملان لدى جماعة برثلونا أثيو سوليداريو للاغاثة. وكومباوري لاعب مهم في جهود انهاء عمليات خطف سابقة. وقال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو في مؤتمر صحفي بمدريد يوم الاثنين «انهما سالمان وبخير بعد268 يوما من وجودهما في أيدي الخاطفين و بعد268يوما من قلق الحكومة الاسبانية وجهودها للافراج عنهما. » وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي قال ان اسبانيا من الدول المستهدفة لانها حليفة للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الاطلسي. وجاء في بيان صوتي أرسل في وقت متأخر من مساء أمس الى صحيفة الباييس الاسبانية أن التنظيم قال ان اسبانيا استجابت لبعض مطالبه مقابل اطلاق سراح الرهينتين الاسبانيين وان موقف مدريد يجب أن يصبح درسا لاجهزة المخابرات الفرنسية. وفي الشهر الماضي قتلت القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الرهينة الفرنسي ميشيل جيرمانو، 78عاما، بعد ان شاركت قوات فرنسية في غارة فاشلة في الصحراء لتحريره. وقالت كريستالينا جورجيفا مفوضة الاغاثة في الاتحاد الاوروبي أمس ان عمال الاغاثة مستهدفون بشكل متزايد اذ قتل منهم102 العام الماضي أي أكثر من عدد قتلى جنود حفظ السلام التابعين للامم المتحدة. وأضافت«لا يمكننا المضي في هذا الطريق» وتعهدت بأن يقدم الاتحاد الاوروبي مسودة قرار الى الجمعية العامة التابعة للامم المتحدة في سبتمبر بشأن سلامة وأمن عمال الاغاثة. وذكر محلل أمني أوروبي ان الافراج عن الرهينتين له صلة فيما يبدو بقيام موريتانيا في وقت سابق من الشهر الحالي بتسليم متشدد أدين بخطف بيلالتا وباسكوال وجاميث. افادت صحيفة الموندو الاسبانية الثلاثاء ان الحكومة الاسبانية دفعت سبعة ملايين يورو مقابل افراج تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عن الرهينتين الاسبانيين اللذين كان يحتجزهما. واكدت الصحيفة ان القسم الاول من المبلغ وقدره8 ,3 ملايين يورو دفعتها مدريد في يناير، لكن قسما كبيرا من هذه الاموال اخذها وسطاء ولم يصل في النهاية الا مبلغ5,1 مليون يورو الى الخاطفين الذين كانوا يطالبون ب8 ،3 ملايين يورو. ودفع مبلغ جديد قدره نحو ثلاثة ملايين يورو (3 ,2 ملايين للخاطفين و770 الفا للوسطاء) بين ابريل و مايو, ليصبح بذلك المبلغ المدفوع للخاطفين 8 ،3 ملايين يورو مقابل افراجهم عن روكي باسكوال وألبرت فيلالتا, كما افادت الموندو. ولم تتحدث الحكومة الاسبانية الاثنين عن اي فدية عندما اعلنت رسميا الافراج عن المتطوعين في منظمة اكسيو سوليداريا الاسبانية واللذين كان يحتجزهما تنظيم القاعدة منذ نوفمبر. واكتفى رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو في تصريح مقتضب بشكر اجهزة الاستخبارات الاسبانية لما انجزته وكذلك ««الحكومات الافريقية في منطقة» احتجازالرهائن. وقد نفت الحكومة بشدة في مارس ان تكون قد دفعت فدية للافراج عن اليسيا غامث المتطوعة الاخرى في نفس المنظمة غير الحكومية والتي خطفت مع زميليها في نوفمبر في موريتانيا. واكد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الاثنين في رسالة صوتية انه افرج عن الرهينتين الاسبانيين مقابل تلبية بعض مطالبه دون مزيد من التوضيح، كما افادت صحيفة الباييس. واكد التنظيم ان الافراج عن الاسبانيين يشكل «درسا لاجهزة الاستخبارات الفرنسية» بعد فشل هجوم فرنسي موريتاني في22 يوليوز كان يهدف الى الافراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو الذي تبنى تنظيم القاعدة اعدامه في25 يوليوز.