تمكنت قوات الأمن والجيش الموريتانيين من قتل ثلاثة أشخاص واعتقال 18 آخرين على الحدود الشمالية لمالي. وحسب وسائل إعلام موريتانية رسمية، فإن معلومات استخبارية دقيقة قادت إلى نصب كمين على الحدود لمجموعة تنشط في ترويج المخدرات القوية (الكوكايين) برعاية مجموعة مسلحة على رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وجهات سميت بالخارجة عن القانون، في إشارة الى مسلحي جبهة البوليزاريو . وحسب نفس المصادر، فإن مواجهات عنيفة، استعملت فيها الأسلحة الثقيلة من الجانبين، انتهت بأسر 18 فردا وقتل ثلاثة آخرين. وتجري مصالح الأمن الموريتانية تحقيقات مكثفة لتحديد ملابسات هذا الحادث الذي يعد، حسب ذات المصادر، انتصارا للجهود الموريتانية في تصيد مهربي المخدرات والأسلحة على الحدود الشاسعة مع مالي التي يعد شمالها المضطرب منطقة آمنة لنشاط مافيا المخدرات وتهريب البشر والأسلحة وكذلك ملجأ لعصابات متعددة خارجة عن القانون. وتزامنت هذه العملية مع الانباء التي تحدثت عن قرب اطلاق سراح الرهائن الاسبان الثلاثة الذين اختطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أواخر نونبر الماضي . وكان مسؤول مالي بارز قد أعلن أن الرهائن الاسبان قد يتم اطلاق سراحهم الاحد (أمس) غير أن مصادر رسمية اسبانية طالبت بضرورة التعامل بحذر مع مثل هذه الانباء مشددة على أنه ليس هناك معلومات مدققة حول موعد اطلاق سراح الرهائن مما يرجح أن هناك مفاوضات سرية قائمة مع القاعدة برعاية من السلطات المالية وتبقى المنطقة تحت مجهر باريس ومدريد, دون إغفال واشنطن , بالنظر إلى التهديد الذي أصبحت تشكله القاعدة والجماعات الأخرى الخارجة عن القانون والتي تنشط في المنطقة الشاسعة للساحل مما يهدد استقرار المنطقة. فالانباء التي تحدثت عن اختراق القاعدة للبوليساريو ليست وليدة اليوم وانضافت إليها المعلومات التي كشف عنها مسؤولون أمريكيون في الأسابيع الأخيرة عن تحالف القاعدة مع حركات التمرد في كولومبيا وعلى الخصوص «القوات المسلحة الثورية في كولومبيا « فارك, من أجل تهريب المخدرات من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا عبر الساحل, في استلهام إجرامي خطير لتجربة « فارك « التي تخوض حربا ضد الحكومة الكولومبية منذ 45 سنة وتمول حربها من خلال تهريب الكوكايين . وكانت وسائل إعلام دولية منها الموقع الإلكتروني «يوتوب» تداولت شريطا نسب إلى سرية من الجيش الجزائري، اعتقلت شخصا يظهره الشريط في وضعية صعبة، حيث كسرت رجلاه رميا بالرصاص ومصفد اليدين والرجلين ويجري استجوابه وهو على هذه الحالة، حيث أقر، حسب الشريط، بأنه قادم من مالي ومتاجر في «الدخان»، في حين يصر المحققون معه على أنه يتاجر في مادة الكيف وتظهر ملامح هذا الشخص على أنه من سكان المخيمات بلباس صحراوي، ويتحدث بلكنة صحراوية.