استيقظت هذا الصباح بشعور جديد جميل، صلاة الفجر في وقتها جنة، توجهت نحو الثلاجة لأشرب عصير البرتقال لإنعاش جسمي، والحصول على كفايتي من فيتامين سي لهذا اليوم، قبلت رأس أمي، وتنفست أنفاساً عميقة، وأخذت أوراقاً وكتاباً لشحن عقلي، والاستعداد لورشة “كتابتك، شخصيتك” التي سأقدمها لتلذذ الإثارة، فعندما تضع نفسك في دائرة الإنتاج، تصبح جميع أفعالك مثيرة ومدهشة لنفسك، ولمن هم حولك. أحب المغامرة في اختبار نفسي في كل ما هو جديد، غير عادي، وخارج نطاق المعقول، لتشعر بأنك ما زلت حياً كالقصيدة الخضراء، التي تُنبت أزهاراً بألوان جذابة، ليجتمع الناس حولك، فأنت تروي نفسك في هذا العالم، أنت المسؤول عن أزهارك في حديقة عقلك، أليس كذلك؟ لأنني لا أعتقد أنك تستطيع أن توظف عاملاً ليسقي بستانك بداخل ذهنك. الساعة التاسعة صباحاً، اشتريتُ دفتراً للملاحظات من محل تجاري، وعند طابور الدفع، كانت أمامي إمرأة يابانية، انتهت من الحساب وأتى دوري، كان مزاجي حينها ما زال لم يستيقظ بعد، دفعتُ الحساب، وذهب لشرب قهوتي، وكالعادة، تقتل القهوة باكتيريا عقلي، يستيقظ ذهني من رائحة البن، استمتعت وأنا مع نفسي، التي جاملتها بقراءة من كتاب، وتسجيل بعض الملاحظات، حتى قفزت قصة في رأسي لمزارع اكتشف أن هناك بقرب الوادي القريب من كوخه ألماساً، فكتبت القصة الخيالية، حتي جرتني لأربع صفحات، فابتسمت، وقررت الرحيل من المقهى، والعودة لشراء حاجة من نفس المحل. تشير الساعة للثانية عشرة ظهراً، وعند طابور دفع الحساب، وجدتُ المرأة اليابانية نفسها، بتنورتها الإسكتلندية الطويلة، فتعجبت، غادرت المرأة، وجاء دوري، وقلتُ للبائع اللبناني: - نفس المشهد بوقت مختلف، أليس ذلك رائعاً؟ - وما الرائع في ذلك؟ - أن تلتقي المشاهد بنفس الأماكن، لكن الأوقات تختلف. - وما المثير في ذلك؟ - الحالة المزاجية سيدي، فعندما كنت هنا لأول مرة، كان مزاجي نائم، أما الآن، فمزاجي مرتفع وإيجابي، ومتحمس لإنهاء هذا اليوم بجدارة! - (يبتسم) جميل، ومالذي أيقظ مزاجك؟ - فعل ما تحب ابتسمنا ورحلتُ، نعم الحب، أن تفعل ما يجعلك سعيداً، ويضيف لك بهجة في تفاصيل ودقائق يومك، يغير من مزاجك، ونظرتك للأمور من حولك، فهمها كنت حزيناً، مهموماً، متشائماً، وفعلت شيئاً تحب فعله، ويغري مشاعرك، ويشحن عقلك، تتحول تلك الطاقات السلبية إلي إيجابية، وهذا ما كنت أقصد به، عندما كتبت مقالة “اشحن نفسك”. لا بد أن ما هي الأمور والأشياء التي تشحن، روحك، عقلك، قلبك، وجسدك، كقراءة كتاب، ككتابة يومياتك، كأداء صلاتك في وقتك، كسماع لحن كلاسيكي هادئ، شرب قهوة، أو أن تستمتع ببوظة. اكتب مما يسعدك فعله، لتفهم نفسك أكثر وأعمق، خذ ورقة وسجل الأشياء التي إن فعلتها تجلب لك حالة مزاجية جميلة، واشحن نفسك، واسعد نفسك والآخرين، فهذا حقٌ عليك، هيا افعل شيئاً جميلاً عوضاً عن فعلا لا شيء. ابتسم الآن.. *كاتب محفز