بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية    وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    هجوم ماغدبورغ.. دوافع غامضة لمنفذ العملية بين معاداة الإسلام والاستياء من سياسات الهجرة الألمانية    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد    "سبيس إكس" الأمريكية تطلق 30 قمرا صناعيا جديدا إلى الفضاء    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء        تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع        مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة        اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص مسرحية
رثاء الفجر
نشر في طنجة الأدبية يوم 04 - 05 - 2009


تأليف
قاسم مطرود
[email protected]
تقديم
يوسف العاني
هذه هي المرة الأولى التي اكتب فيها مقدمة لنص مسرحي.والمرة الثانية لقراءتي مسرحية يكتبها" قاسم مطرود " بعد مسرحية " للروح نوافذ أخرى "
في قراءتي ولاسيما – للمسرحيات – تعجبني " عدم المسؤولية " عما اقرأ ! .. أن أضع نفسي محايدا كي أتلقى من خلال القراءة ما أراد أن يقوله أو يجسده الكاتب ثم أغلق الكتاب أو مسوداته فأما أنسى ما قرأت, إذا كانت القراءة لم تترك ذاك الأثر المهم في نفسي أو تثير الفضول عندي..!
وأما أن اجلس لفترة قد تطول أو تقصر,كي أتأمل ما قرأت فرحا أو مستثارا.. وأبدا باستعادة ما قرأت بروح المحبة, في كلتا الحالتين سيما اذا كان الكاتب شابا يحلم في بناء نفسه مساهمة في مسرح هو " الحلم " أيضا
في مسرحية قاسم مطرود الأولى " للروح نوافذ أخرى " كتب الأستاذ سامي عبد الحميد رجل المسرح الكبير والأكاديمي الضليع مقدمة المسرحية.. لم اقرأها إلا بعد انتهائي من قراءة المسرحية. ولكن ما أشار إليه الأستاذ سامي هناك عن ثيمة " الانتظار " التي يتناولها قاسم شان الكثيرين من الكتاب القدامى والمحدثين.. كان مصيبا بتشخيصيها.. وإنني اعتقد أن " الانتظار " صار سبيلا لقلق العصر.. وبابا لأمل جديد قد يأتي.
هنا في مسرحية"رثاء الفجر"صرت أمام مسؤولية في قراءتي, لهذا السبب فارقني استمتاع أحس به في قراءتي غير المسئولة – كما أشرت. فصرت اقرأ المسرحية مرتين.. المرة الأولى بمسؤولية والثانية بلا مسؤولية..وأقولها صادقا أني استمتعت بالحالتين,ذلك لان المسرحية تقودك إلى اكتشافات يملكها الكاتب الشاب. كما في مسرحيته الأولى " للروح نوافذ أخرى " وانه جعل هذه المرة انتظار الموت ثيمة مسرحية.. " فالدنيا كلها مقبرة " كما يقول الزوج أو روح الزوج. وتقول:
الزوجة: بل كلها أي الدنيا حياة " المقبرة منزل الأموات " ويرد
الزوج: يجئ اليوم الذي نكون فيه جميعا أمواتا وتكون الدنيا كلها ميتة ويقل الحزن ويجف الدمع. هذا الانتظار ليس الوحيد, بل أن الزوج كان ينتظر مجيء زوجته لتشاركه القبر. فتاتي وتقول زوجته له " وفيت بوعدي "
كثيرة هي الصور والمشاهد المرة والقاسية أحيانا بل إنها من التجريد الجميل والمؤسي في أن واحد.أن تدفن جثة فتاة فوق هيكل عظمي ليلملم الميت عظامه في زاوية ويتركها تمتد داخل القبر كله وصارا صديقين وأجمل لعبة كان يلعبانها بعد أن تحولا معا إلى هيكلين عظميين هي وضع عظم احدهما مكان الآخر أو تحويل جمجمة مكان الأخرى..
إن المسرحية ومنذ اللحظات الأولى وصف ورسم المنظر.تقدم لنا دلالات الشخصيات وأماكنهم فهم آتون حتما وان الأبواب ستفتح وكلهم أموات وان حفاري القبور الذين يذكرانك بحفاري القبور في هاملت. شخصيات جاهزة لانتظار الموتى أيضا.
"رثاء الفجر " بتقديري مسرحية مرة والمرارة فيها هي قسوة الحياة ذاتها و فجيعة الحروب وإذا كانت الشخصيات الرئيسية هي الزوجة والزوج وابنها الشاب فان شخصيات كثيرة أخرى تحضر عبر تداعيات الزوجة في مشاهد استذكارية كثيرة تقوم الزوجة بتمثيلها مع الزوج أحيانا.
نذكر منها على سبيل المثال
الزوجة: "وهي توزع الحساء يوم الخميس على الجيران والمارة " لم اترك شيخا أو صبيا أو فتاة إلا وطلبت منهم قراءة سورة الفاتحة "إلى الزوج " هل كانت تصلك ؟
كنت اصنع التمر بالدهن وألفه بالخبز الحار وأوزعه على الفقراء من اجل أن يترحموا على روحك الطيبة ولم انس الخبز بالسمسم. اخبز الرغيف بهذا الحجم أما هذه الأيام فلم استطع أن أوزع حتى النخالة
الزوج هنا يمثل دور المصور
الزوج: دع الموتى نائمين في قبورهم
الزوجة: عن أي موتى تتحدث. قلت لم أكن أتصور انك مت بالفعل
الزوج و الزوجة بانتظار ابنيهما
مشهد المواساة
مشهد الزواج
الزوج: ثوب عرسك كان ناصع البياض
الزوجة:" تضحك " أرعبني كثيرا حين صاح بي الشيخ "تقلد الشيخ " هل قبلت به زوجا ؟
تم تقول: خفت من لساني أن لا ينطق ما في قلبي
الزوج: ثم غيرتي ثوب العرس بثوب الحزن الأسود
الزوجة: كنت عرسي وفرحي... الخ
مشاهد جميلة أخرى تستعاد ليعودا الزوجة والزوج إلى حالتهما كما كانا لتدور في فلك الموت والأموات بإيجاز أقول إن مسرحية رثاء الفجر تحمل غرابتها وحيويتها في وقت واحد.
وإذا ما قدر بفهم وبعث الحياة عبر الموت المفروض فيها,يصار إلى حالة من الجد والإنسانية التي ترسم الحالة لكنها تبحث عن أمل آت يفرض الامشروع ويرسم قيمة الحياة ورحابتها .
ولو كنت مخرج المسرحية وأنا لست مخرجا لأخرجتها بثلاث صيغ :
الأولى :كما هي أي كما كتبها المؤلف
الثانية : أن أشرك كل الشخصيات المتصورة أو المستذكرة حية لتمثل شخصياتها كما هي
الثالثة : أن أحولها إلى مونودراما وتكون الزوجة هي الشخصية الوحيدة وقد تتداعى إليها الأصوات معبرة عن الشخصيات أو تروي ما كان لترسم الصور والحدث
حين أنهيت قراءة النص وجدتني اكتب قول : " أبو العلاء المعري " صاح هذي قبورنا تملا الأرض فأين القبور من عهد عاد
شكرا لقاسم مطرود على جهده الذي يستحق التقدير وآمل أن لا يظل في إطار انتظار طويل إلا من اجل الأمل والفرح القادمين

تأليف
قاسم مطرو
الشخصيات
________________________________________
الزوج
الزوجة
أصوات وشخصيات أخرى
المنظر : يمكن اعتماد هذا المنظر أو تغيره بالكامل.
عتمة تلف المكان .. في الوسط قبر كبير جداً . يمتد إلى عمق المسرح تحيط به عدت أبواب وشبابيك مصنوعة بطريقة غير مألوفة و موزعة بصورة غير منظمة..في العمق باب موصد وفي جزئه العلوي فتحة صغيرة يمكن مشاهدة مجريات الحركة التي قد تجسد خلف أبواب..مصدر ضوء يتحرك عبر فتحة الباب شيئاً فشيئاً يتكرر ضوء الشموع أو الفوانيس حتى يحيط في المكان كله..يندفع الدخان إلى خشبة المسرح من اتجاهات مختلفة..صوت بكاء امرأة ..صوت منبه سيارة ...صوت بكاء رجل..صوت دقات ساعة ..أغنيات متداخلة قادمة من بعيد ..يخترق جميع هذه الأصوات صوت الزوجة
صوت الزوجة: بسم الله الرحمن الرحيم يا الله . بسمك أتوكل وبسمك ادخل
عند كلمة ادخل تندفع الزوجة إلى خشبة المسرح و هي تتأبط كيساً صغيرا بعد أن تفتح احد الأبواب بهدوء و كأنها تخترقه اختراقاً و معه يندفع دخان يحمل رائحة البخور الذي يغطي الزوجة و كأنه ينفث منها.. تتقدم قليلاً تضع الشمع على القبر ..تبسط يديها ..تحرك شفتيها لتقرأ سورة الفاتحة .. "برهة" تمسح وجهها براحتيها .. تبحث عن المزيد من الشموع .. تخرج رزمة من خلف القبر .. تشعل شمعة .. تضعها إلى جانب باب علقت عليه بدلة عسكرية و بعض الأوراق . و رميت كتب و صحون فارغة هنا وهناك .. الأصوات الخارجية ما زالت مستمرة , إذ هي خليط كل الأصوات التي نسمعها في الحياة أليوميه و التي نتوهمها أيضا ... تشعل شمعة أخرى , تضعها أسفل باب علقت إلى جانبه عباءة و دشداشة بيضاء و كوفية و عقال و صورة كبيرة لرجل في العقد السادس من العمر و من أعلى الصورة تتدلى مسبحة .. يمكن كشف الأجزاء الأخرى من المنظر عبر سير الأحداث وهي باب متضمخ بالحناء على شكل اكف أو مسار أصابع وباب مشبك بالقضبان الحديدية وآخر مغطى بعباءة وثوب نسائي اسود وباب محطم أو مثقب و في العمق شيء له شكل غير محدد وله ملامح إنسانية و ليست إنسانية . هو شكل هلامي يتربع المكان و كأنه فيه منذ الأزل . أجمالا يمكن التصرف بالأبواب و الشبابيك و الشكل الضخم التعبيري والقبر الذي يلف المسرح كله و يمكن تحويل المكان إلى مزيج من الحياة و الموت معاً إذ يؤهل لتجسيد كل الطقوس والشعائر الراسخة في المخيلة العائمة في الفضاء " تجلس في واجهة القبر"
وأخيرا جئتك . لن ابكي هذه المرة تعذبت , تعبت كثيرا حتى وصلت إليك,المسافة بيني وبينك اختصرتها الوحشة , وددت لو أنني قاسمتك الحزن "برهة" لن ابكي أبدا "برهة " تدخل الأطباء والأصدقاء والأقارب للوقوف أمام رغبتي في المجيء وإشعال الشموع هنا ,وإحراق أعواد البخور لكنني جئت بلا دموع ,تركتهم في حيرتهم وحزنهم على ,طرت فوق حشود من الناس تملاني صرخاتهم وأنينهم الذي لا ينقطع ." ترمي أمام الشكل الهلامي الضخم مجموعة كبيرة من الأوراق تتطاير وكأنها تتحرك بفعل الريح ..فترة صمت ..ها أنني وفيت بوعدي أن نشم رائحة البخور معا .أن يصبح العيد بهيا بثوبه الأسود " برهة " جلبت معي الكثير من أعواد البخور " تخرج من كيسها حزمة من أعواد البخور" لأشعل بعضا منها . ونتأمل بصيص ضوئها , وكان رائحتها روحها الزكية التي ترتفع إلى السماء .
" تشعل عددا من أعواد البخور "
اعرف أن لدينا شموعا كافيه لكنني جلبت حزما أخرى " برهة " ستبقى الأبواب مقفلة ولا من زائر أو معني حتى تتكسر أقفالها بفعل الصدأ ورتابة الأيام .ولا بد من ضوء الشمعة ليزيل عنها وحشة الليل الطويل "برهة " تذكرني رائحة البخور الطيبة بحضرة الأخيار والأولياء الطيبين.
"تطوف وبيدها أعواد البخور" سيحل العطر محل الظلمة ورطوبة الجدران " تتوقف أمام الباب الذي علقت عليه البدلة العسكرية" أمازلت تئن يا ولدي؟ كنت ضوءا شمسا مشرقة ثم انطفأت فجأة كنت النبض . لم اعرف معنا للموت إلا بعد رحيلك كان حلمي إن أنام هنا " تشير إلى القبر الكبير الممتد" في قبري هذا كي احتضنك وأهدهدك وتنام على القصص التي أقصها عليك قصص الحياة التي لم تعشها وقصص الموت التي أبطالها من الريح " صوت الدفانين خلف الأبواب "
صوت الدفان الأول : اعتقد أننا وصلنا
صوت الدفان الثاني :حتى في مثل هذا اليوم لا نعرف الراحة
صوت الدفان الأول: هنا . بالضبط " ينظران من فتحة الباب العلوية "
صوت الدفان الثاني : افتح الباب
" يفتح الباب .. فترة صمت قصيرة .. يدخلان يؤديان التحية على الموتى "
الدفان الأول والثاني : السلام عليكم
الدفان الأول :"وهو يرمي حزمة كبيرة من الأوراق أمام الشكل الهلامي " سأضع المجرفة هنا " يثبت المجرفة على القبر "
الدفان الثاني :"يفرغ كيسا كبيرا مملوء بالورق أمام الشكل الهلامي " وهذا المعول معك
الدفان الأول : أتمنى أن تكون الأرض هشة
الدفان الثاني : هي كذلك
" فترة صمت قصيرة "
الدفان الأول : أحب المقبرة أكثر من بيتي
الدفان الثاني : وهل لك بيت ؟
الدفان الأول : عدنا ثانية
الدفان الثاني :حتما هي بيتك لأنك تنام فيها هربا من زوجتك وضرباتها الموجعة
الدفان الأول : أنام هنا لأنهم موتى ولا يسمعونني الشتائم وأستطيع أن امتد بالاتجاه الذي تقودني إليه قدماي
الدفان الثاني : لكنك تفزعهم بشخيرك
الدفان الأول : " بازدراء " يا لخفة ظلك " برهة " هل سيدفن موتاه في الصباح ؟
الدفان الثاني : اعتقد ذلك
الدفان الأول : منذ زمن وهو يدفن موتاه في الظلام . يقبرهم دون عيون الآخرين
الدفان الثاني : يقتنص الإنسان قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة
الدفان الأول : أنهم يقصدون بابه
الدفان الثاني : لأنه المصير
الدفان الأول : موتى . موتى . موتى . يا لحماسته وهو يهيل التراب ويشيد الحجر
الدفان الثاني : ياه . كيف سندفن هل نبتلع التراب أو نقضم الحجر .
الدفان الأول : اطمئن ستترك مكشوفا في العراء
الدفان الثاني : هذا ما تستحقه أنت
الدفان الأول : " يضحك " ما عليك إلا أن تنتظر
الدفان الثاني : وما عليك إلا أن تنتظر أيضا
الدفان الأول : دعنا نتهيأ
الدفان الثاني : هنا ؟
الدفان الأول : اجل نستقبله وهو يحمل جثته
الدفان الثاني : بل يجرها خلفه وكأنها تابعه المطيع
الدفان الأول : سأنتظره هنا
الدفان الثاني : أنت مجنون
الدفان الأول : لنجلس في الخارج إذا
الدفان الثاني : على اقل تقدير
"يخرجان "
الزوجة : " وقد راقبت المشهد .. تضحك .. فترة صمت "
أين ماء الورد " تبحث عن قنينة ماء الورد " ها هي الحمد لله . ما زالت ممتلئة " ترش الماء على جميع الزوايا"آن لك أن تكوني معطرة بالبخور وماء الورد,ويكون كل جزء فيك نظيفا ولا مكان للسكون والتراب بعد " يتحرك القبر الكبير شيئا فشيئا..يرتفع الزوج الموشح بالبياض وعلى ظهره كيس كبير من القماش الأبيض..يبتسم لزوجته . تبادله هي الأخرى الابتسامة نفسها..يتجه صوب الشكل الهلامي .. يركع على ركبتيه..تفرغ الكيس الذي يملئ المكان بالورق وقطع القماش البيضاء بعد أن يفكها لتأخذ حيزا من مساحة القبر . "
الزوج : أنا مزيج من الفرح والحزن معا"إلى الزوجة"بي رغبه لاحتضانك..تركتك تدخلين وتضعين لمساتك الطيبة .كان بودي أن استقبلك أحسن استقبال,ولأنه بيتك تركتك تنظفيه وتلبسيه ثوبه الجديد لكي نستقبل العيد معا .
الزوجة : سيجيء الصبح ومعه العيد ونضحك كثيرا " فرحة " نضحك . نضحك . نضحك
" فترة صمت "
الزوج : انتظرتك طويلا
الزوجة : تعطل فيّ كل شيء بعد أن صمت شهر رمضان وكان صياما صعبا
الزوج : اعرف ذلك
الزوجة :جئتك دون أن اخبر احد طرت بعد أن اختنقت وأنا اعد أيام الشهر وما انتهت ليلة القدر ,حتى كاد قلبي أن ينفجر حين سمعت المؤذن . وما أن لاحت بشائر الفجر تسارعت ضربات قلبي ورجوت نفسي الصبر إلى آخر الصيام,وبين هذا وذلك كان لابد أن يكون آخر إفطار هنا معك وفي حضرتك
الزوج : كنت معك
الزوجة : لم انس أبدا , كل يوم اقطع رغيف الخبز واضع نصفه أمامي والنصف الآخر في المكان الذي كنت تجلس فيه واراك وأنت تتناوله,كم كنت سعيدة وأنت تشاركني الأكل بعد صوم طويل
الزوج : كنت أزورك ,اجلس أمامك وأنت متشحة بالسواد تمضغين الأكل بعذاب . يملئ وجهك الشحوب والحزن
الزوجة : لم أجد ما اطبخه إليك حتى الخبر
" فترة صمت قصيرة "
أما يوم الخميس فقد كنت أوزع الحساء على الجيران "وهي تجمع الصحون المرمية على الأرض " واطلب منهم بل ارجوهم
" تجسد المشهد "
– مساء الخير أرجو أن تفرغي هذا الصحن وتتذوقي الحساء .
– أشكرك .روحه طيبة كل ما اطبخ ثوابا .له طعم خاص .. بالله عليك اقرئي سورة الفاتحة . "برهة "
- " تدق احد الأبواب وتتحدث مع طفلة وهمية " هل أمك في البيت يا صغيرة..أين ذهبت ؟ إذن خذي هذا الصحن وتذوقي هذا الحساء فان رضيت واستطعمت الأكل فسيرضى الله عنه خذي يا صغيرة .
- " تحاول إيقاف شخصا وهميا مارا في الطريق "
- مساء الخير يا حاج أجمل شيء أن تجلس هنا على لطريق وتتناول هذا الصحن .انه ثواب..اجل والله ثواب.اعرف انك تقدر جهدي "برهة وكأنها تنتظره يتناول الأكل " ها .كل بعد "برهة " هلا أسمعتني سورة الفاتحة"تعود إلى ما كانت عليه " لم اترك صبيا أو شيخا أو فتاة إلا وطلبت منهم قراءة سورة الفاتحة " إلى الزوج " هل كانت تصلك ؟
" الزوج يومئ برأسه بالإيجاب "
كنت اصنع التمر بالدهن وألفه بالخبر الحار وأوزعه على الفقراء من اجل أن يترحموا على روحك الطيبة ولم انس الخبز بالسمسم
اخبز الرغيف بهذا الحجم " ترسم بيدها دائرة كبيرة " أما هذه الأيام فلم استطع أن أوزع حتى النخالة
الزوج : رايتك وأنت تلوكين الخبز المعجون بالرمل والتراب
"يدخل رجل يتكئ على عكازه ويتأبط كتابين..يتجه إلى الباب المتضمخ بالحناء..يضع كفه على الباب ويحركه باتجاهات مختلفة..يتجه إلى الباب المشبك بالقضبان,يهزها .. يبكي "
الرجل : يا رب اعن عبدك بالوقوف أمامك خاشعا فاضاً ما بضميره من وجع الحياة ربي "يتجه إلى الشكل الهلامي يرمي كتابيه بين الأوراق التي تكاثرت وكبرت مساحتها "أرفق بشبابه ووجهه الطفولي.اسكنه فسيح جناتك . يا رب " وهو يخرج " يا رب. يا رب. يا رب .
الزوج : دعواتهم تلك تهون علينا وحدتنا وتسمعنا كلمات عذبة .
الزوجة : ها أنني جئت أنظف قبرك واصنع لك ما تريد"تدور حول القبر .. تتوقف أمام صور الزوج" للمرة الثانية أغير صورتك" تشير إلى الصورة الملصقة على احد الأبواب لا اعرف من أين تصلها الرطوبة "برهة " كم كان يحزنني و أنا أشاهدها تتشوه.اشعر أن قلبي ينهار و تتساقط الدنيا أمام عيني " برهة " ضحك علي كثيرا ذلك المصور حين طلبت منه أن يكبر صورتك قال:-
الزوج : " يجسد المصور " دعي الموتى نائمين في قبورهم
الزوجة : عن أي موتى تتحدث قلت " برهة " لم أكن أتصور انك مت بالفعل
الزوج : وما عرفت الموت إلا بعد الواقعة
الزوجة : كان يخيفني مجرد التفكير فيه وأستخفر ربي
الزوج : كلما تخيلت أن أكون وحدي في الحياة أقول لنفسي أهون علي الموت من فقدكما
الزوجة : ولكنكما تتركاني والحياة على ظهر السفينة حتى اختلطت خيوط الصبح وظلمة الليل من شدة دوار البحر
الزوج : قدري كان هكذا
الزوجة : وقدري صار هكذا
الزوج : أني انتظر
الزوجة : وأنا انتظر الصبح الذي يكشف ظلمة روحي
الزوج : ولدي الذي يزيح عن قلبي حزني ووحدتي سيجيء حتما . لقد تعود التأخير فهو كل يوم تجوب روحه ما يحلو لها.. أني انتظر
الزوجة : ما اشد انتظاري له والصبح الذي يعزز إفطاري وعهدي إليك
"من احد الأبواب يظهر رجل شيئا فشيئا,يلف جسده بقماش ابيض وكأنه في الحج وبيده قطعة قماش بيضاء..يتقدم.. تتساقط منه الأوراق بكميات هائلة تتوزع في كل مكان .. يفرش قطعة القماش ويرتبها أحسن ترتيب..يبتسم إلى الزوجة ثم إلى الزوج .. يختفي في المكان الذي خرج منه "
الزوج : هذا صديقي مات بعد موتي بعام ظل وحيدا في الدنيا بعد أن ماتت زوجته التي حزن عليها كثيرا.فمرض وهزل "برهة" جاءوا به إلى هنا .ضيفته.صرنا أصدقاء نجوب المقبرة ليلا . نتذكر ونتذكر .حتى ينتهي اليوم ثم يجيء اليوم الآخر فنتذكر أيضا و لا نحسن شيئا سوى الذكرى .
الزوجة : يسرني ما تفعل . لذا كان لمكانك المقام الذي تستحق . أن يملاْ فبرك الدنيا . وأنا شاخصك الحي ودليلك المستمر .
"فترة صمت "
ومثلما حرصت على إدامة قبوركم . شيدت قبري . " تجلس قرب الباب الذي علقت عليه عباءة وثوب اسود " وكما ضحك مصورك مني سخر حفار القبور ومشيد الحجر أيضا . اتهماني بالجنون وقال الحفار
" تذهب إلى العباءة المعلقة .. تريديها وتمثل شخصية حفار القبور "
- الأعمار بيد الله يا أمي
" تخلع العباءة " أخافني كثيرا حين وصف متوقعا موتي " تلبس العباءة "
- من قال انه قبرك قد تموتين في طريق خارجي أو على رصيف متسخ " تخلع العباءة "
- كلا " تلبس العباءة "
- أو تحت إشارة ضوئية
" تخلع العباءة " لكنني كابرت ولملمت نفسي أمامه " تمثل الكبرياء وتقف منتصبة "
- ما أنا التي تموت على رصيف متسخ . أنا احزم أمري واقدر مصيري
" تلبس العباءة "
- حرام يا أمي حرام أن تتدخلي بقدرة الخالق
" تخلع العباءة " قاطعته :
- لن ألقى في مزبلة العاصمة أبدا " برهة "ثم شيد قبري أحسن تشيد وطلبت منه أن يكون قبري أقل ارتفاعا من قبرك لأنني لا أطولك ولا أشبهك وأنا تعففت بك وجعلت أنفاسي تصعد إلى السماء لتلاقي روحي السحب والنور
الزوج : أنا فخور بك
الزوجة :حقا إنني فجعت كنت مبتسما لما داهمك الموت
الزوج : عرفت أن ساعتي قد دنت
الزوجة : بعد موتك بدأت أعيد إلى ذاكرتي كل ما حدث .استيقظت يومها حزينا وقلت لنفسي ربما حلم حلما مروعا وأحزنه ,ولم تتناول فطورك أيضا . نظرت إلى جميع زوايا المنزل كأنك لم تره من قبل أو تبحث عن شيء مفقود كنت عصبي المزاج. وقبل منصف الليل طلبت مني الجلوس قربك .وجلست, فسألتني
" يمثلان المشهد "
الزوج : هل رجع ابنك ؟
الزوجة : خرج مع أصدقائه ولم يعد بعد
الزوج : سأنتظره " يعود إلى ما كان عليه " تصوري إنني ما زلت انتظره
الزوجة :" تعود إلى ما كانت عليه " أتذكر ماذا طلبت مني وقتها
الزوج : أن تجلبي قدح ماء
الزوجة : ولم تشربه وقلت
" يمثلان المشهد "
الزوج : تأخر " برهة " الم يقل لكي ذهب
الزوجة : يتأخر كعادته
الزوج : سأنتظره
الزوجة : " تعود إلى ما كانت عليه " ولكنك لم تنتظر " برهة " وما أن أخذت منك قدح الماء انخفض راسك إلى أسفل ولم ترفعه
الزوج : وضعت يدك تحت راسي
الزوجة : لأنظر إلى عينيك
الزوج : ولكني قد مت
الزوجة : صرخت كثيرا وخفت خوفا لم االفه من قبل لم يبق احد لم يأت ويشاهد وحدتي
الزوج : هونت عليك ولكنك لم تتوقفي
الزوجة :ياه "برهة"لأول مرة اشعر بالوحدة والعزلة رغم جموع الناس المكتظة حولي والذين يواسونني خير مواساة
" تقف تجسد مشهد المواساة وتفترض وجود أشخاص "
- البقية في حياتك
- حياتك الباقية
- الله يكون في عونك
- أعانك الله
- تجلدي بالصبر
- الصبر سلوانا ولله البقاء
- لم يمت مادام ابنه في الوجود
- اشكر سعيكم
- كان مثال الرجل , وحقك أن تودعينه أحسن توديع
- اشكر تقديرك
- كانت ميتته أحسن ميتة. أحبه الله فلم يتعذب
- " إلى الزوج " حقا . هل تعذبت
الزوج : " برهة " كلا لأنني مت في حرب مجهولة
" فترة صمت "
الزوجة : لم يصدقني حفار القبور عندما قلت له : أنا التي اختار .. إن زيارتي لكم كانت محض اختياري . وان أكون معكم قبيل الفجر واصطبح بوجهك البهي وانظر إلى عيني ولدنا الطائر . والطيور التي تطوف بأجنحة الفجيعة قررت وإياكم استقبل عيد الفطر بعد صوم طويل عن الماء والأكل و الكلام " برهة " إننا نقترب من الفجر
الزوج : لم نعرف الأعياد منذ زمن .. ففي الدنيا ...
الزوجة : كان العوز يمنعنا عن الفرح
الزوجة : وفي المقبرة , يحرك البكاء تراب الموتى ويستفز سكينتهم
"برهة"سنبقى نتحدث حتى يتسلل العيد إلينا ونتبادل التهاني .
" يتطاير مجموع الورق المرمي على الأرض .. تفتح بعض الأبواب والشبابيك وتغلق وكأن الأوراق تبحث عن مخرج لها .. فترة صمت قصيرة "
الزوجة : أتعبتني كثيرا مسبحتك ذات الحبات السود المرصعة بالفضة "تتجه إلى المسبحة المعلقة على الصورة .. تأخذها " كنت أشمها واسبح بها واذكر الله واطلب عفوه " برهة " كلما سمعت صوت طقطقة حباتها اشعر انك قربي وأريد الإمساك بك .
الزوج : لازمتني طويلا .حتى عانقت أصابعي حباتها ونامت بأمان
الزوجة : كنت استغفر ربي إذا سقطت على الأرض , كأنها مقدسة
الزوج : لابد لقبرك أن يكون أكثر بهاء
الزوجة : أما فراشك . كنت افرشه لأيام طوال " تفرش عباءتها " منذ غروب الشمس فوق سطح الدار لكي يبرد وتنام عليه بعد عناء يوم طويل . اجلس " تجلس إلى جانب العباءة " جنب وسادتك وأتحدث معها حتى منتصف الليل لكنك لم تأت أبدا " برهة " كل شيء كان يعذبني . ولأيام لم أذق الطعام لأنني تعودت جلوسك قربي وتأكل قبلي . فكيف لي أن أمد يدي إلى الأكل وأنت لم تأكل بعد .. مرات و مرات اسخن الطعام
" تأخذ صحنا وتجسد مشهد تسخين الطعام "
وانتظره حتى يبرد وأعيده إلى المطبخ ثانية لأنك لم تأكل
"أصوات في الخارج, يمكن مشاهدة بعض المارة عبر فتحات الأبواب وقد يحمل احدهم فانوسا أو شموعا مشتعلة "
صوت الأب : لنرتح قليلا . تعبت من المشي
صوت الابن : من يرى المقبرة يشعر أن الدنيا خلت من الأحياء
صوت الأب :انزل الأغراض هنا يا ولدي
صوت الابن : اشعر أن أمي واقفة أمام قبرها تنظر وجوه المارة . تبحث عنك وعني
صوت الأب : أنا الذي ينتظر الساعة التي اصل القبر اشعر أني سأفيض بالدموع
صوت الابن : لم يبق إلا القليل و سنصل .
صوت الأب : سأقول لها أن بيتي صار قبري الذي امتد فيه كل ليلة بعد أن اقرأ الشهادة .و أن ردائي كفني . أقول لها انك مت عبثاً و عبثاً ابحث عنك.
صوت الابن: أريد أن اسكب الماء على قبر أمي إنها لم تشرب منذ الزمن
" تختفي الأصوات و الإضاءة الخارجية "
الزوجة: يا لقلبه الحي , يخشى أن تكون أمه الميتة لم تشرب الماء
" فترة صوت قصيرة"
تعودت الوحدة دونه منذ طفولته يلعب مع الأطفال و ما أن شب حتى أحب القراءة و الكتابة.
الزوجة : " تقترب من القبر .. تجلس .. تمسك كتابا من الكتب .. " كان مريضا . سألتني وأنت عائد من عملك ليلا."يقترب الزوج منها " اقتربت منه وهو يئن في فراشه . بكيت ولم تتحمل " يبكي الزوج " سمع بكاءك . طيبت خاطرك . وظللت تبكي حتى أجهشت بالبكاء .
- أنها حمى وستزول . فلم هذا البكاء
الزوج : انفجرت عيني كالبركان وانفطر قلبي ومنه خرجت حمم لما سمعته يئن ويرتجف تحت لحافه.
الزوجة : " مع نفسها " ماذا أقول أنا . لقد واجهت موته وحدي , كان بلا جسد ولا روح
الزوج : " ينهض " استيقظت في صباح اليوم التالي وذهبت إلى فرن الصموت مسرعا " يجسد مشهد ذهابه إلى الفرن " جلبت له الصموت الحار وبأسرع قليت البيض بالدهن وجلست قرب رأسه لأوقظه
" يجلس قرب القبر على ركبتيه وكأنه يصلي " قبلت جبهته
" يحني رأسه " وتلاْلاْت الدمعة في عيني وما أن استفاق من نومه مبتسما حتى أشرقت الشمس في روحي وتوهج في أعماقي كل شيء
الزوجة : أنت الجبل الذي لا يهتز
الزوج : انهار ساعتها
" فترة صمت "
الزوجة : ولأنني شاهدته مقطوع الساقين آمنت بموته
الزوج : كانا مصدر تعاسته
الزوجة : طرق الباب في ظلمة الليل طرقا مختلفا
" صوت طرق على الباب "
ارتجفت "تجسد المشهد" خفت.كنت وحدي انتظر .حاولت النهوض فلم استطع "تحاول النهوض لكنها تسقط على الأرض "يا رب اعن عبدك .المسافة بيني وبين الباب صارت عشر سنين . فتحت الباب " تفتح بابا " ومن ظلمة الليل ووجه العسكري الشاحب عرفت إن ابني في النعش
" تذهب إلى القبر "
أين ذهبت يا ولدي كان بودي سماع صوتك و أن تستقبلني بقدر الشوق الذي يحركني "إلى الزوج"أين تطوف روحه الطيبة الآن
الزوج : يتفقد أصحابه ممن شاركوه الحياة . احدهم مات بعد موته بعام لكنه بقي في الأرض الحرام حتى تفسخ جسده"برهة" أشهر طويلة وهما يلملمان ما تبقى من العظام ويبحثان عن الأجزاء المفقودة فقلبه في بطن نسر وعينه ابتلعها غراب وأطرافه تقاسمتها الكلاب وما تبقى كان من حصة ديدان الأرض
الزوجة : بعد أن مضى إلى الحرب من معسكره التدريبي . قلت لنفسي أنت هنا تتدفئين قرب المدفئة
" تجلس القرفصاء على الأرض وكأنها تتدفأ فرب المدفئة وتعاني من شدة البرد "
وابنك يمسك ببندقيته في العراء . نهضت " تنهض " ووقفت وسط الدار ممسكة بيدي عصا طويلة " تبحث عن عصا . تأخذ المجرفة تثبتها في الأرض " ووقفت هكذا " تقف في حالة الاستعداد " صدقني لست مجنونة ولكن هذا ما أملاه علي عقلي وقلبي . وظللت واقفة حتى آذان الفجر . وصليت ودعوت ربي " تصلي " يا رب . يا رب السموات والأرض أنت لم تخلقني عبثا إن ولدي معناي وسبب بقائي ولا اعترض على حكمتك . أحفظه يا رب . وتكرر الحال " تنهض " ولأكثر من أسبوع أعانق الليل البارد وسط الدار أخشى أن أتحرك
" تمسك ثانية المجرفة المثبتة على الأرض وتبقى منتصبة " من مكاني ويعاقبني ربي , انه الرقيب الوحيد على استعدادي وحبي له وصليت واقفة وقلت : يا رب أمانتك ولدي " برهة .. تضحك " لكنه نام وتركني وحدي في ساحة الحرب أتجرع البرد والجوع والتوسلات متوجه بموت ولدي ذلك الضوء الذي اختفى
" فترة صمت قصيرة "
لم اصدق للوهلة الأولى من في النعش . نظرت إلى جسده , لم يكن ذلك الطفل الوديع الذي حمله بطني تسع شهور , نظرت إلى فمه الذي كان يعض على لسانه .. تيقنت وصرخت بلا صوت , عرفت حينها حجم الألم وطعم الموت الذي تجرعه " تضرب بيدها على رأسها " ويلي عليه كان ينزف كان يموت كان يتألم كان يبكي كان يموت ويلي عليه
الزوج : نظر إلى ساقيه وهما يتطايران . لم يشعر بأي الم . تحسس قدميه فلم يجدهما.ظلت يداه على الأرض مبللتين بالدم والتراب والطين الحار ,
الزوجة ":تذهب إلى البدلة العسكرية.. تأخذها تجلس وسط المسرح وتضع البدلة في حضنها كأنها تهدد طفل " هي البدلة الوحيدة التي ارتداها . ذهب بها ولم يعد " برهة " تصور إني أرضعته من صدري حين انزلوه من النعش . شعرت انه جائع وعلي أن أطعمه . الناس جميعا منعوني من إطعامه . جارتي قالت " تجسد الشخصيات "
_ خافي الله
وأخرى سمعتها تكرر
_ حرام . حرام . حرام عليك
لكني ساعتها نسيت ما الحرام وما الحلال " يدخل رجل يحمل على كتفيه عصا ضخمة . علق بطرفها دلوين .. يتقدم وكأنه يجر خطاه بصعوبة .. ينزل حمله .. ينظر حوله .. برهة .. يخرج من احد الدلوين مجموعة كبيرة من الورق..يأخذ الدلو الثاني .. يتجه إلى احد الأبواب .. يأخذ الفرشاة الموضوعة ويغطسها بالدلو المملوء بالدهان الأسود..يطلي بابا ما..يرسم بعض الإشارات ثم يلصق عليها الورق..وهكذا يتكرر الحال في أكثر من باب "
الرجل : " قبل أن يخرج " سأصفهم صفا . وعلى الشجر انقر الكلمات . سأحرقهم حتما . "يخرج "
الزوج : "يضحك" لا نستطيع فعل أي شيء. هكذا هم يدورون الليل كله . يقتحمون القبور دون إذن . ويذهبون بعد أن يتركوني أدور وحدي .
الزوجة : عانيت منهم كثيرا . فقد طلب مني شيخ المسجد مبلغا ضخما عن كل سورة يقراها ثوابا وترحما عليك .وإذا أعاد قراءة السورة تضاعف الأجر طبعا . وأحيانا لا يكمل القراءة لكن الأجر كما هو أو يصرفني بالذهاب إلى منزلي مدعيا انه سيكمل قراءة الباقي في المسجد .
الزوج : وفعلت
الزوجة : طبعا
الزوج : ومن أين جئت بالمال
الزوجة : بعت الصحون والفراش . اجل الصحون الصينية المزركشة ألا تذكر صحون العرس . احتفظت بها حتى ساعة الثواب
الزوج : "يضحك " كنت حريصة جدا
الزوجة : كل ما ربطني بك كان يعني الحياة "برهة" لفترة طويلة اجلس في غرفتي وخلفي صورتك . وأنا متشحة وقلبي بالسواد
الزوج : ثوب عرسك كان ناصع البياض
" فترة صمت "
الزوجة : " تضحك " أرعبني كثيرا حين صاح بي الشيخ
" تقلد صوت الشيخ "
_ هل قبلت به زوجا لك ؟
كان يتوعدني بالوحشة داخل الروح إذا رفضت
الزوج :سمعت كلمة بلى , قبل أن يكمل الشيخ سؤاله . هل كنت خائفة ؟
الزوجة : خفت من لساني أن لا ينطق ما في قلبي
الزوج : تم غيرت ثوب العرس بثوب الحزن الأسود
الزوجة : كنت عرسي وفرحي
الزوج : ما خلقت وحدي أبدا . أول ما فكر الله في خلقي , فكر في خلقك أيضا .ومن طينة واحدة صورنا ثم فصلنا ومن روح واحدة اجتزأنا
الزوجة : " برهة " ها أنا معك في العتمة , والفجر اقترب
" صوت بكاء مؤثر يخرج من بعيد "
الزوج : هل سمعت شيئا
الزوجة : صوت بكاء
الزوج : هذا صاحبي الذي لم ينقطع بكاؤه أبدا
الزوجة : ولم يبك ؟
الزوج : شيدوا قبره في العراء . مياه الأمطار تصل عظامه وحر الصيف يحرق تربته وشاخص قبره تهدم
الزوجة : لهذا يبكي ؟
الزوج : بلا دموع ولا صوت
الزوجة: لكنني سمعته
الزوج : لأنه انفجر وفي الصبح يجيء العيد
" يدخل الدفان الأول وهو يجر كيسا كبيرا من القماش على هيئة تابوت مليئا بالورق "
الدفان الأول : سأبحث عنه هنا " يبحث في كيس الأوراق .. يدخل الدفان الثاني يحمل سلة كبيرة مليئة من الورق الذي يتساقط منها أثناء المشي "
الدفان الثاني : سأبحث عنه هنا " يبحث في سلته "
الدفان الأول : " يبعثر الأوراق .. يمسك ورقة " ولد.. كلا ليس هو
الدفان الثاني : " يبعثر الأوراق أيضا .. يمسك بورقة أخرى " توفي كلا ليس هو
الدفان الأول : كلا ليس هو . ولد . توفي
الدفان الثاني : توفي ثم ولد . ولد ثم توفي
الدفان الأول : وأخيرا " يقرأ الورقة " مات في معركة " يحاول القراءة " لقد أكل عليها الدهر إنها في القرن . الق..... ر ..... ن
الدفان الثاني : " يشير إلى ورقة بيده " التاسع إنها شهادة وفاة من ذلك القرن
" يتجهان إلى الأبواب ويلصقان عددا من الأوراق بسرعة وبطريقة غير مرتبة "
الدفان الأول : كيسي مملوء بشهادات الميلاد . إني ابحث عن شهادات الوفاة فقط
الدفان الثاني : كان عليك أن ترتب كل ما تسجله وان ترفق مع كل شهادة وفاة شهادة ميلاد .
الدفان الأول : حسنا " يرفع بيده كمية من الأوراق " هذه كلها شهادات وفاة . خذ إذن وزع بريدك المستعجل " يعطيه ورقة " مات في شبابه " يأخذ الدفان الثاني الأوراق ويضعها على الشبابيك وعلى الأرض ويمزق ويرمي بعضها "
الدفان الثاني : مات في شبابه
الدفان الأول : مات مسموما
الدفان الثاني : طعن بالرمح
الدفان الأول : طعن بالسكين
الدفان الثاني : مات غدرا
الدفان الأول : طعن بالسيف
الدفان الثاني : اعرفه
الدفان الأول : كلا
الدفان الثاني :اخترقت رأسه الرصاصة
الدفان الأول : اعرفه ؟
الدفان الثاني : كلا
الدفان الأول : مات مذبوحا
الدفان الثاني : اعرفه
الدفان الأول : كلا
" يعيدان الحوارات السابقة بما يحلو لهما وهما يوزعان الأوراق المتبقية على جميع زوايا المكان ثم يصفان الورقة صفا على القبر .. يخرج احدهما ورقة طويلة جدا ويضعها على القبر "
الأول + الثاني : مات في حرب مجهولة وهو في العقد السادس من عمره
" أصوات متداخلة .. عواء كلب .. خطوات مشي .. ضحك .. بكاء .. حديث غير مفهوم .. قراءة قران .. تتداخل جميع هذه الأصوات وبالكاد يفهم منها شيئا "
الزوج : ها هي المقبرة بكاء مستمر ودموع تملاْ الدنيا حزنا وما يهزنا ويقظ مضاجعنا إلا أنين أم صادقة _ وبكاء أب مكابر ووحدة فتاة في دنيا متوحشة . بكاء . بكاء مستمر . الدنيا كلها مقبرة
الزوجة : بل كلها حياة والمقبرة منزل الأموات
الزوج : يجيء اليوم الذي نكون فيه جميعا أموات وتكون الدنيا كلها ميتة ويقل الحزن ويجف الدمع
الزوجة : سيخترع حزن آخر ودموع لا تجف
الزوج : هنا مصيره وداره الأبدية
الزوجة :سعداء بهذا الوهم . وهم الحياة " تضحك .. تستمر بالضحك "
الزوج : لم تضحكين
الزوجة : " تستمر بالضحك " تذكرت
الزوج :شيئا يضحك
الزوجة : كلا . و لا اعرف ما يضحكني الآن ربما لأنني سمعتك تتحدث عن الموت والحياة
" فترة صمت "
تأخرت عن عادتك في المجيء إلى البيت , وأمام البيت ظللت واقفة وانظر الدرب . والبرد يلفني والريح والمطر. و من بعيد لمحتك تتكئ على جدران المنازل ولبست عباءتي و ركضت إليك وساعدتك بالوصول ودخلت البيت " تضحك "
الزوج : ليس في الأمر ما يضحك
الزوجة :أصبت حينها بنزلة برد , وقلت ...
الزوج : " يمثل الحالة " غطيني إني ارتجف
الزوجة : ووضعت عليك الأغطية كلها وأنت تصيح
الزوج : سأموت من البرد
الزوجة : أسنانك انطبقت ولم افهم ما كنت تريد
" تضحك "
الزوج : ثانية تضحكين
الزوجة " تتوقف عن الضحك " كنت تريد أن أشعل النار ولكنك قلتها بلغة أخرى " برهة " وما أن أشعلت النار وبدأت تفتح فمك قلت
الزوج : سأموت ووصيتي لك ......
الزوجة : أي موت
الزوج : الله يريد أمانته وإنا لله وإنا إليه راجعون
الزوجة : " تضحك " وعند الصباح استيقظت نشطا كديك مجتهد
الزوج : " يضحك أيضا " حقا خفت من الموت في ذلك اليوم
" يضحكان معا..يستمران بالضحك ..يتوقف الزوج عن الضحك "
لأنني أحبكما خفت كل هذا الخوف
الزوجة : ولان رسالتك لم تكتمل بعد
" فترة صمت "
الزوج : " يقترب من الزوجة "كنت في حيرة من أمري . هل اجعل قبرك خير مقام نظيفا بهيا أو اتركه مغطى بالتراب وهذا لا يليق بك
الزوجة : ولكنه نظيف
الزوج : شرعت بتنظيفه بعد انتهاء ليلة القدر وكانوا يتلصصون علي ولأنني أوقد الشموع فيه واتركها حتى تنتهي
الزوجة : و انتهت ؟
الزوج :انطفأ وضوؤها " صوت الفانين خارجا "
صوت الدفان الثاني : " لقد تأخروا "
صوت الدفان الأول :لابد إنهم يطوفون داخل الحضرة .. واليوم لا مكان في الحضرة للنفس
صوت الدفان الثاني : أريد أن أنام
صوت الدفان الأول : انتظر قليلا
صوت الدفان الثاني : معك سجائر ؟
صوت الدفان الأول : هذه آخر سيجارة . خذها . ومدنا بصبرك
الزوج : بعض الفانين لا يحترمون تربة الموتى على الرغم من معرفتهم بالمقبرة شبرا شبرا . يقلقون عالمنا بالحفر وبالسير بعرباتهم الخربة التي تجرها حمير هزيلة " برهة " كلما يجيئون بميت . نخرج جميعا من قبورنا نشاهد مراسيم الدفن . وما أن يذهب الدفانون بعد أن يلقوا التراب على الميت نحضر إلى جانبه نبعد عنه وحدته وحزنه "برهة " يحدث كثيرا حين يحفر الحفارون قبرا يظهر لهم هيكل عظمي فتارة يغيرون الحفر وأخرى يستمرون بنبش العظام برغم احتجاج الموتى " برهة " مرة أنزلت جثة إلى جانب هيكل عظمي , لم يحتج ذلك الهيكل العظمي بعد أن عرف أنها فتاة , بل اتاح لها النوم في قبره ولملم عظامه في زاوية وتركها تمتد داخل القبر كله . وصارا صديقين احدهما سال الآخر
- كأني شاهدتك من قبل
وأجمل لعبة كانا يلعبانها بعد أن تحولا إلى هيكلين عظميين . هي وضع عظم احدهما مكان الآخر أو تحويل جمجمة مكان الأخرى . كانا يضحكان وتمنيا لو أنهما ماتا من قبل
" أصوات في الخارج "
صوت احدهم : لنجلس قرب هذا القبر . أظنه قبرنا
صوت الآخر : كلا ليس هو
صوت احدهم : ها هي خيوط الصبح . بعد قليل يكشف الضوء كل شيء ونعرف.....
صوت الآخر :ما ترمي الوصول إليه على مقربة منا
صوت احدهم : من أين احصل على الماء
صوت الآخر : تشرب ؟
صوت احدهم : كلا لاْتوضاْ واصلي صلاة العيد
الزوجة : إذا سوف يجيء الصبح علي أن أسرع في الترتيب " ترتيب الكتب والصحون " سأنجز عملي قبل أن يؤذن المؤذن
" تضع الكتب إلى جانب القبر "
لم يسمعك احد في دنياك ولم نشاهدك في اخرتك
الزوج : لنختف سيقتحمنا ضوء الصباح
الزوجة : كل الصباحات بالنسبة لي تعني البداية والبداية هي أنت . بك أفكر ومنك انطلق
الزوج : ادخلي قبرك
الزوجة : " وهي تدخل القبر " سيلفنا العيد الصبح
الزوج : "وهو يدخل القبر أيضا " ونكون معا نورا أبديا
الزوجة : "وقد اختفت " اسمع أصوات
الزوج : " وقد اختفى " هل تسمعين صوتي في باطن الأرض
"أصوات كثيرة متداخلة..يدخل نفس الرجل الذي حمل على كتفيه عصا ودلوين..يتقدم حتى يبلغ مقدمة القبر..ينزل دلويه..يلملم بعض الأوراق المرمية على الأرض..يضعها في دلويه..يسكب الدهان الأسود فوقهما..يتم تجسيد هذا المشهد خلال سماع الأصوات الخارجية حتى صوت الآذان "
صوت احدهم : هل أحضرت الماء ؟
صوت الآخر : اجل
صوت احدهم : لنتوضأ إذا فسيؤذن المؤذن " صوت سكب الماء " .. بسم الله الرحمن الرحيم يا الله
صوت الحفار الثاني : انظر لقد جاءوا
صوت الحفار الأول : هذا ما قلته بالضبط
صوت احدهم : أين القبلة
صوت الآخر : صل في أي اتجاه إن الله يراك
صوت احدهم : الله اكبر
"صوت آذان يأتي من بعيد يقترب شيئا فشيئا حتى يملأ المكان .. أصوات كثيرة متداخلة "
- : افتحوا الأبواب
- : الأبواب مقفلة
- : الأبواب مفتوحة
- : افتحوا الأبواب
جميع الأصوات : لا اله إلا الله
"يخترق جميع الأبواب ضوء ليصنع خطوط متداخلة يعقبه الناس في هيئات مختلفة,دخول جميع الشخصيات الثانوية التي شاهدناها .. يتقدم الرجل المتكئ على عكازة
رجل العكازة : رحم الله من قرأ صورة الفاتحة على روح المرحومة
" يقرأون سورة الفاتحة "
الجميع : بسم الله الرحمن الرحيم "يحركون شفاههم دون صوت حتى نهاية السورة "
صدق الله العظيم
" يتقدم رجل يرتدي عباءة سوداء .. ينحني على ركبتيه .. يلتف الجميع حول النعش "
الرجل : ليرحم الله المرأة التي صامت شهر رمضان وماتت وهي واقفة يوم أمس .
" يرمي الجميع أوراقا حتى يغطى النعش بالورق "
**** تمت ****


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.