تخطت شعبية المسلسلات التركية في المغرب حدود الانبهار بأبطالها، وجاذبية شخصياتهم التلفزيونية، إلى تقليد أزيائهم وطلاتهم، وقصات شعرهم. فبقدر ما يتم التركيز على الأحداث المشوقة لحلقاتها، تتجه الأنظار أيضا إلى أزياء أبطالها، والتركيز على أدق التفاصيل فيما يتعلق بالألوان والأقمشة وتصميمات المعاطف والتنورات والفساتين بالنسبة للنساء، والبنطلونات والبدلات والقمصان بالنسبة للرجال، حتى أضحت معاطف «لميس» بطلة مسلسل «سنوات الضياع»، وفساتين «شهرزاد»، وكنزات «عاصي» الصوفية، وبدلات «الأسمر» السوداء، في مسلسل «وتمضي الأيام»، عنوانا للأناقة لدى شريحة عريضة من الفتيات والشبان في المغرب. واستغل التجار هذه الموجة من الانبهار لطرح تشكيلة من المعاطف الشتوية، أطلق عليها معاطف لميس، تحاكي إلى حد كبير ما كانت ترتديه بطلة المسلسل، وذلك باختيار نفس القصات العصرية والأقمشة التي تتميز بألوانها الفاتحة. تقول إلهام وهي طالبة جامعية «بعدما كنا نعتقد أن فصل الشتاء لا تلائم أجواءه الباردة سوى الألوان الداكنة والحزينة، أصبحنا نشاهد أزياء الخريف والشتاء بنكهة ألوان الربيع». وتتابع إلهام «من كان منا يتخيل ارتداء معطف زهري في عز المطر، قبل أن نرى «زينب» بطلة مسلسل «لحظة وداع»، ترتديه بأناقة جعلت عددا من الفتيات وأنا منهن، يغيرن رأيهن في قضية الألوان تماما». بدورها تعلق أحلام، وهي طالبة جامعية أيضا، قائلة: بالنسبة لي أعجبت كثيرا بذوق «ليلى» بطلة مسلسل «لحظة وداع»، حيث كانت أزياؤها تجمع بين الطابع «العملي» والبسيط، الذي يصلح لكل الأوقات، مثل ال«تي شيرتات» التي كانت ترتديها، لا سيما أنها تتميز بلمسات شبابية ومحافظة في الوقت نفسه. وتضيف أحلام «كم كنت أحب أشكال حقائب يدها حتى إني عندما أذهب للتسوق أبحث عن أشكال تشبهها؛ لأني أعرف أن تلك الحقائب من ماركات غالية لا تسمح إمكانياتي بشرائها». من جهته يقول صلاح، وهو صاحب محل تجاري لملابس النساء بدرب السلطان بالدار البيضاء، إنه «في الآونة الأخيرة أصبحت جل زبوناتي يسألنني عن أشكال معينة من المعاطف الشتوية، والأقمصة الصوفية، وكنت عندما أسألهن إن كان لديهن نموذج منها، يجبنني بأن الأمر يتعلق بأزياء ترتديها بطلات المسلسلات التركية، فخطرت لي وشريكي في المحل فكرة السفر إلى تركيا؛ لاقتناء تلك الألبسة، وكنا نجلب بعض القطع بكميات محدودة تلبية لطلبات الزبونات الحريصات على التشبه بالبطلات، اللواتي لم يكن يهمهن سعرها الغالي، ولم يقف عائقا أمامهن». ويضيف صلاح «بصراحة لقد أصبحت بدوري أتابع حلقات تلك المسلسلات لأتابع من خلالها آخر صيحات الموضة حتى ألبي طلبات زبوناتي». الملاحظ أيضا أن تقليد بطلات وأبطال المسلسلات التركية لم يقتصر على الأزياء فقط، بل تعداه إلى قصات الشعر وألوانه. فبعد أن كان الأصفر الذهبي هو لون الشعر المفضل لدى شريحة كبيرة من الفتيات، بسبب تأثرهن سابقا بالمسلسلات المكسيكية، أصبح الشعر البني الداكن والمتماوج بنعومة يتقدم صيحات الموضة، والفتاة التي كانت تسدل شعرها الطويل على كتفيها بطريقة تقليدية روتينية، أعطتها «أيلول» بطلة المسلسل التركي «موسم المطر» فكرة شعر طويل متماوج يمنح صاحبته مظهرا ديناميكيا، فيما أعطت «شهرزاد» بطلة مسلسل «ويبقى الحب» أفكارا مختلفة ومتنوعة لتسريحات الشعر الخاصة بالشعر الأسود الطويل. وكان للشباب نصيب من هذا التأثر، خاصة في الجامعات والمدارس، حيث أصبح عدد منهم يقلد مظهر «مهند» و«الأسمر»؛ من يحب أن يضفي على شخصيته بعض الغموض يرتدي اللون الأسود على غرار «الأسمر»، ومن يحب أن يكون شكله ظريفا، يعتمد خط أزياء «مهند» بارتداء سترة كلاسيكية مع قميص بألوان زاهية مثل الأزرق أو الزهري، وبنطلون جينز.