في الوقت الذي لم تطلب فيه السلطات المغربية نظيرتها التركية بتسليمها الجهاديتين المغربيتين آسيا محمد وفاطمة أكيل، اللتين اعتقلتا بتركيا بعد عودتهما من معسكرات "داعش" بسوريا في دجنبر الماضي، كشفت معلومات جديدة أن السلطات الإسبانية تقدمت بطلب رسمي إلى تركيا لتسليمها الجهاديتين، نظرا للمعلومات الثمينة التي يمكن أن تتوفرا عليها بخصوص أسرار كتيبة "طارق بن زياد"، التي كانتا تابعتين لها، وهي الكتيبة التي تقلق المخابرات الإسبانية بسبب قدرتها الكبيرة على تجنيد شباب من سبتة ومليلية والشمال المغربي، حسب مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية. هذا، وتتخوف السلطات الإسبانية من عودة جهاديين مغاربة أو إسبان يقاتلون في صفوف ما يُسمى ب"الدولة الإسلامية"، خصوصا أولئك الذين ينتمون إلى كتيبة "طارق بن زياد". وهي كتيبة كان يقودها في بداية الأمر، عبدالعزيز المحدالي، الذي ينحدر من مدينة الفنيدق، وكان جل أفرادها ينحدرون من المغرب، ثم سيخلفه عبدالإله حميش، الشاب الرباطي وأحد أبرز المطلوبين الدوليين بسبب صلته باعتداءات باريس شهر نونبر 2015. ويرجع إلحاح إسبانيا على تسلم المغربية آسيا محمد إلى كونها كانت متزوجة من الداعشي المغربي محمد حمدوش، المعرف ب"كوكيتو"، وقاطع الرؤوس الذي توفي ما بين أكتوبر ونونبر 2015 في حلب، قبل أن يرغمها التنظيم بعد شهرين من وفاة "كوكيتو" على الزواج للمرة الثانية، من "مقاتل داعشي آخر ينحدر من المغرب، علما أنه قتل، أيضا، في جبهات القتال أو كانتحاري دفاعا عن راية "داعش". آسيا وصلت إلى سوريا سنة 2014 قبل أن تغادرها في دجنبر 2015. أما المغربية الثانية، فكانت متزوجة أيضا من مقاتل مغربي في صفوف "داعش". كل هذا يجعل المغربيتين "خزان معلومات" داعشي في ما يرتبط بالمغرب وإسبانيا، وهو ما يفسر الضغط الإسباني للإسراع بترحيلهما من تركيا.