كشفت جريدة «إلباييس» الإسبانية في تحقيق مثير لها معطيات جديدة وسرية حول عدد الأسر المغربية، الحاملة للجنسية الإسبانية، التي انضمت إلى صفوف ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، كما أن البعض من أفراد هذه الأسر عقدوا قرانهم هناك، أي بعد الالتحاق بداعش. وحسب المعطيات السرية التي توصلت إليها الجريدة المذكورة بناء على معلومات استخباراتية، فإن عدد العائلات الإسبانية المغربية الموجودة في صفوف داعش يقدر ب 14 أسرة بمعية عشرين طفلا ورضيعا. من جهة ثانية، أكدت الجريدة أن التنظيم الإرهابي يضم في صفوفه آلاف المقاتلين الأجانب – أكثر من 30000 جهادي: 1354 من المغرب، 115 من إسبانيا بينهم مغاربة، حسب الأرقام الرسمية، لكن، رغم ذلك، وعلى غرار المقاتلين والانتحاريين، يحتاج داعش إلى النساء والأطفال للتكثير من النسل الداعشي، لهذا فهو يدفع أكثر من 200.000 درهم للأسرة الواحدة التي تلتحق بصفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكلما كان عدد أفراد الأسر كبيرا كلما كان المبلغ المقدم كهدية أو دفعة الالتحاق ضخما. في هذا الصدد، كشفت المدعية العامة في المحكمة الوطنية الإسبانية، دولوريس ديلغادو، المكلفة بقضايا الإرهاب الدولي، ل»إلباييس» قائلة: «تخصص هدية استثنائية لمن يلتحقون رفقة امرأة أو أطفال. يدفعون لهم حتى 200000 درهم إن كانت الأسرة تتكون من أربعة أفراد. ويقدر المبلغ الذي يتم دفعه كمهر للنساء اللواتي يسافرن إلى هناك للزواج بأحد المقاتلين، ما بين 120000 إلى 140000 درهم». في السياق نفسه، أضافت مصادر أمنية سرية للجريدة مؤكدة: «أن واحدا من أهداف داعش هو التوفر على شعب. هؤلاء الذين ينضمون ليس بالضرورة أن يكونوا حاضرين في أرض المعركة مباشرة، بل يلعبون أدوارا أساسية أخرى، كما أن الأجانب هم أكثر إخلاصا ووفاء من المحليين». من جهة أخرى، كشفت المعطيات الجديدة التي قدمتها جريدة «إلباييس» عن أسر مغربية نشأت في مخيمات داعش في شمال سوريا، كما هو الأمر بالنسبة إلى المغربية آسيا أحمد محمد، أخت يونس، واحد من الانتحاريين المغاربة الإسبان الذين لقوا حتفهم في بغداد، والتي غادرت أسرتها بمدينة سبتةالمحتلة إلى صفوف داعش للزواج من المغربي محمد حمدوش، البالغ من العمر 28 ربيعا، والمعروف بلقب «كوكيتو»، والذي ظهر في صور على حسابه في الفيسبوك بجانب رؤوس مقطوعة لضحاياه في حلب، وكان «كوكيتو» قد أهدى لزوجته آسيا حزاما ناسفا بمناسبة حفل زواجهما، حسب ما أكدت مصادر أمنية ل»إلباييس». إلى جانب عائلة الجهادي المغربي، نور الدين عبد رياض، أول قاصر سبتاوي يلتحق بصفوف الدولة الإسلامية في سوريا، تزوج هناك بجهادية استقطبت، أيضا، إلى صفوف داعش، كما أنه واحد من الجهاديين الأوائل الذين انضموا إلى داعش، وبالضبط، إلى كتيبة طارق بن زياد، والذين لازالوا على قيد الحياة. وتتشكل كتيبة طارق بن زياد من المقاتلين المغاربة يترأسها المغربي أبو عبد العزيز المحدالي، المعروف بأبي أسامة المغربي، والذي توفي في كمين لجبهة النصرة في مارس 2014. يذكر أن هذا هو التحقيق الثاني الذي تكشف في جريدة إلباييس عن معطيات جديدة وسرية بناء على تقارير استخباراتية إسبانية وإفادات بعض عناصر الأمن الإسباني، في أقل من شهر، إذ سبق وأكدت أن أغلبية المقاتلين الإسبان في صفوف ما يسمى الدولة الإسلامية الذين بلغ عددهم إلى حد حدود الساعة 155 مقاتلا أغلبيتهم مغاربة. وحسب التقارير الأمنية التي توصلت إليها، فإنه من بين ال25 إسبانيا الذين لقوا حتفهم في صفوف التنظيم الإرهابي سواء في أرض المعركة أو في عمليات انتحارية، 19 منهم مغاربة. كما أشارت إلى أن جل المغاربة الإسبان الذين انضموا أو لقوا حتفهم في صفوف داعش في العراق والشام كانوا يقيمون في منطقة كتالونيا والمدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية، وهي المدن التي شهدت تفكيك أكبر عدد من الخلايا الإرهابية خلال سنة 2015.