كشفت معطيات جديدة أن السلطات الإسبانية تراقب، وترصد تحركات الجهاديين المغاربة في سوريا والعراق، وكذلك العائدين الموجودين فوق الأراضي التركية. تخوفات الإسبان من إمكانية تنفيذ جهاديين من أصول مغاربة اعتداءات إرهابية فوق أراضيها، شبيهة بتلك التي ضرب بروكسيل وباريس في السنتين الأخيرتين، دفعتها إلى طلب الإنابة القضائية من السلطات التركية للاستماع إلى بعض الجهاديين المغاربة، العائدين من سوريا، والمعتقلين في السجون التركية، التي تعتقد أنهم "بنك معلومات" حول داعش. في هذا الصدد، كشف موقع "البويبلو دي سبتة" أن المحكمة الوطنية في مدريد وضعت اللمسات الأخيرة على إجراءات طلب المساعدات القضائية من المحكمة التركية من أجل تسهيل عملية انتقال المدعية العامة دولوريس ديلغادو، إلى تركيا للاستماع إلى الجهاديتين المغربيتين، آسيا أحمد محمد، البالغة من العمر 26 سنة؛ والمغربية الثانية فاطمة أكيل، البالغة من العمر 21 سنة، اللتين اعتقلتا، في 29 دجنبر الماضي، من قبل الأمن التركي بتنسيق مع نظيرتها الإسبانية، وربما حتى المغربية، وهما تحاولان الدخول إلى تركيا، للعودة إلى مدينة سبتة عبر المغرب (مطار الدارالبيضاء)، أو عبر إسبانيا، وفقا لمصادر إسبانية. المصدر ذاته أوضح أن المدعية العامة ستكون مرفوقة في زيارتها إلى تركيا بفريق من المحققين الأمنيين، المختصين في قضايا الإرهاب، بغية استنطاق المغربيتين في أقرب وقت ممكن، وخوفا من أن تتأخر عملية ترحيلهما إلى المغرب، أو إسبانيا. ويبدو أن السلطات الإسبانية متخوفة كذلك من إمكانية أن تطلب الجهاديتين ترحيلهما إلى المغرب، ما سيتطلب من الإسبان، مرة أخرى، الدخول في مفاوضات مع الجهات المغربية المختصة لاستنطاق الجهاديتين. الجهادية المغربية آسيا، التي اعتقلت مع طفلها الصغير (30 شهرا)، كانت متزوجة من الداعشي المغربي، محمد حمدوش، المعرف ب"كوكيتو"، وقاطع الرؤوس، الذي توفي، ما بين أكتوبر، ونونبر 2015 في حلب، والذي كان يعتبر خزان معلومات بخصوص تحركات داعش في الشمال المغربي، إلى جانب ارتباطاته بعدد كبير من المغاربة، الذين لايزالون يقاتلون في صفوف داعش؛ بينما المغربية الثانية فاعتقلت، أيضا، رفقة طفلها البالغمن العمر 3 سنوات.