كشفت التساقطات المطرية الأخيرة بعمالة طنجةأصيلة، عن هشاشة مقطع طرقي حديث، لم يمر على تهيئته سوى عام وبضعة أشهر، بعدما تعرضت أجزاء متفرقة منه لأضرار وخسائر مادية كبيرة، أصبح يهدد سلامة مستعملي الطريق الإقليمية، المتواجد فوق تراب جماعة "سبت الزينات" القروية، ضواحي مدينة طنجة. وأوضحت مصادر مسؤولة، أن المقطع الطرقي بالطريق الإقليمية رقم (4607)، والذي يقع على مسافة سبعة كيلومترات، أصبح في وضعية رديئة جدا، بعد وقت قصير على تهيئته، لم يتعد سنتين، في صفقة إنجاز كلفت مليارا و432 مليون سنتيم، من طرف المديرية الجهوية للنقل والتجهيز واللوجيستيك. وأضافت مصادر "اليوم 24″، أن الزخات المطرية التي عرفتها المنطقة خلال موسم الشتاء الحالي، أدت إلى حدوث انهيارات جانبية في مقاطع متفرقة، وإحداث حفر غائرة ومطبات خطيرة، فيما تعرضت أجزاء أخرى للتآكل والاقتلاع، وذلك على مستوى النقاط الكيلوميترية الرابطة بين "دوار قليع" ومعمل "حاديت"، بالجماعة القروية "سبت الزينات". وأبرزت المصادر نفسها أن تعرض الطريق المذكورة إلى الإتلاف في وقت وجيز، يطرح بقوة شبهة وجود "اختلالات تقنية" في إنجاز هذه الصفقة العمومية، ويتساءل صاحب المشروع حول تتبع طبيعة أشغال التهيئة مع الخصوصية الجيولوجية للأرض، ومراقبة جودة المواد المستعملة، هل تتوفر فيها مقومات الصلابة اللازمة لمقاومة الأمطار القوية والعوامل الطبيعية. في غضون ذلك، راسل مجلس جماعة "سبت الزينات"، المديرية الجهوية للتجهيز والنقل، للتدخل قصد إصلاح المقطع الطرقي المذكور، غير أنه بعد إجراء مصالحها التقنية لمعاينة ميدانية للأضرار المادية، تبين أنه يحتاج غلافا ماليا كبيرا لإصلاحه، فيما تدخلت مصالحها لصيانة الأضرار الخفيفة في ثلاث مناسبات. وكانت الطريق المذكورة قد تم إنجازها من طرف مقاولتين مختلفين، وبعدما لم تكمل المقاولة الأولى التي تسلمت الصفقة، أشغال الورش كاملا، تسلمت مقاولة أخرى المشروع، وأكملت الشطر المتبقي، وتسلمت الوصل النهائي لاستكمال الأشغال، حسب مصادر الجريدة. وغير بعيد عن جماعة "سبت الزينات"، تعرضت الطريق الإقليمية رقم 4609، الرابطة بين جماعة "حكامة" وطريق تطوان، بدورها لخسائر مادية كبيرة خلال التساقطات المطرية الأخيرة، بالرغم من أنه لم يمر على تأهيلها سوى شهور معدودة، في صفقة بلغت 300 مليون سنتيم، علما أن الإصلاحات الأخيرة هي الأولى من نوعها، منذ تعبيدها أول مرة سنة 1975، حيث ظلت صامدة لسنوات طويلة، بينما لم تدم أشغال صيانتها سوى مدة قصيرة. وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة الطرقية بعمالة طنجةأصيلة، تعرف توسعا متزايدا في الآونة الأخيرة، لكن مجموعة الدواوير القروية ما تزال تنتظر دورها في فك العزلة، وتأهيل المسالك الفرعية المؤدية إليها، مثل ما هو الحال بالنسبة لسكان "حجر النحل"، الذين يطالبون بترميم قنطرة "واد الرويدف"، على الطريق 8300، التي تعد الممر الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي، والتي طالتها تصدعات وشقوق، بشكل أصبحت حركة المرور فوقها مخاطرة حقيقية تهدد أرواح مستعمليها.