توقفت الأشغال مؤخرا ، وبشكل مفاجئ، بالشطر الأول من الطريق الإقليمية رقم 3321 الرابطة بين مدينة بنسليمان و الكارة ، رغم أن المدة المحددة لإنجاز هذا المشروع الممتد على مسافة 15كيلومترا في اتجاه سوق ثلاثاء الزيايدة قد انتهت منذ حوالي شهرين، علما بأنها (الطريق) عرفت خلال 14 شهرا الأخيرة بعض الإصلاحات همت بالأساس توسيع القناطر المتواجدة بها و كذا توسيع جنباتها و وضع مادة التوفنة و الحصى بها. هذه الأشغال همت فقط مسافة 12 كيلومترا ، حيث لم يعرف المقطع الطرقي بين مدينة بنسليمان و تجزئة «صخور بنسليمان» التي يملكها ورثة وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، إنجاز أية أشغال لحد الآن مع العلم أن وضعية هذا المقطع جد مزرية وأصبحت تشكل عرقلة حقيقية لمستعملي الطريق الإقليمية نظرا لتواجد الحفر الكبيرة بوسطها و كذا بسبب تفتت البنية المشكلة لها. توقف الأشغال بالطريق المشار إليها خلف استياء و تذمرا كبيرا لدى مستعمليها ، خاصة القاطنين منهم بكل من قبيلتي الزيايدة و المذاكرة الذين تعتبر هذه الطريق بالنسبة إليهم المنفذ الوحيد للتنقل و قضاء أغراضهم بالأسواق الأسبوعية و المدن المجاورة. و دفع ببعضهم إلى التساؤل عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الأشغال تتوقف بها؟ حيث تضاربت الأخبار في هذا الصدد . فقد أشارت بعض المصادر إلى أن عدم إنهاء الأشغال بالطريق الإقليمية راجع بالأساس إلى انتقال الشركة المكلفة بإنجاز المشروع إلى العمل و الاشتغال بإحدى الطرق الأخرى تحت ذريعة أنها لم تتوصل بمستحقاتها عن الأعمال المنجزة بالطريق 3321، في حين أكد أحد المسؤولين بالمديرية الإقليمية للنقل والتجهيز ل«الاتحاد الاشتراكي» ، أن توقف الأشغال ناتج عن تساقط الأمطار التي يصعب معها القيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة، حيث من شأن مواصلة الأشغال عند التساقطات المطرية أن يؤدي إلى إلحاق أضرار بها، و أضاف نفس المسؤول بأن عملية إتمام المشروع ستنتهي خلال شهر يونيو المقبل. و قد عاينت «الاتحاد الاشتراكي » مؤخرا وضعية الطريق الإقليمية و وقفت بعين المكان على بعض الإصلاحات التي همتها و تبين أن الأشغال المنجزة بها قد تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الأمطار الأخيرة، حيث ظهرت عدة حفر بوسطها و جرفت مياه الأمطار مادة التوفنة والحصى التي تم وضعها بالطريق ، مما يعني أن ما تم إنجازه لم يكن في المستوى المطلوب و أنه سرعان ما ظهرت بها عدة عيوب و أضرار عند التساقطات المطرية ، الشيء الذي يتطلب من المسؤولين تفعيل دور اللجنة التقنية المكلفة بمراقبة مدى مطابقة الأشغال المنجزة لدفتر التحملات و مدى احترام الشركة للمدة المحددة قانونا لإنهاء المشروع، خصوصا أن وضعية الطريق ساءت من جديد و أصبحت غير صالحة للاستعمال في بعض الأماكن مما سيزيد من معاناة مستعملي هذه الطريق وسيجعل الساكنة المجاورة لها تعيش في عزلة شبه تامة في انتظار الانتهاء من الأشغال بها. و للإشارة، فإن مشروع إعادة تأهيل و توسيع الطريق الإقليمية رقم 3321 الذي بلغت تكلفته 20 مليون درهم، انطلق منذ شتنبر2011 ، و قد عملت الشركة المكلفة بإنجازه على القيام ببعض الأشغال همت إعادة بناء القناطر و توسيع جنبات الطريق و وضع الحصى و مادة التوفنة لكن دون أن تتمم باقي الأشغال بما فيها المقطع المؤدي من تجزئة «صخور بنسليمان» في اتجاه المدينة، علما بأن المهلة المحددة لإنجاز المشروع ككل قد انتهت منذ مدة غير قصيرة ، مما يتطلب من المسؤولين التدخل لإرغام الشركة على إتمام المشروع ورفع الضرر عن مستعملي الطريق المذكورة.