تكررت الوقفات مؤخرا و ازدادت وتيرة الاحتجاجات من طرف مستعملي الطريق الإقليمية الرابطة بين بنسليمان والكارة عبر مركزي سوق ثلاثاء الزيايدة و مليلة، و هي احتجاجات منطقية و مشروعة بالنظر إلى التردي و التدهور الكبير الذي طال الطريق المذكورة التي أصبحت في الآونة الأخيرة عبارة عن مسلك قروي تنعدم فيه مواصفات الطرق المرقمة و المصنفة و كذا شروط السير و التنقل، سواء بالنسبة للراجلين أو الراكبين حيث كثرت بها الحفر و تفتت البنية المشكلة للطريق من اسفلت وحصى، و قد ازدادت وضعيتها سوءا خصوصا بالمقطع الممتد بين مدينة بنسليمان و مركز سوق ثلاثاء الزيايدة بسبب مرور الشاحنات الكبيرة بها يوميا محملة بالأتربة و بمواد البناء و التجهيز من و إلى تجزئة « صخور بنسليمان» التي توجد في ضواحي المدينة، وهي في ملكية عائلة المرحوم إدريس البصري ، حيث دكت الشاحنات المشار إليها الطريق الإقليمية و خربتها بشكل فظيع و أتلفت ما تبقى من بنيتها مما خلق عرقلة حقيقية لمستعمليها و جعل ساكنة الجماعات التي تخترقها الطريق في عزلة شبه تامة بسبب انقطاع المواصلات نتيجة سوء وتردي أحوال الطريق. الوضعية المزرية للطريق الإقليمية 3321 دفعت بمستعمليها إلى القيام بعدة وقفات احتجاجية بالمحطة الخاصة بطاكسيات الكارة ومليلة لإثارة انتباه المسؤولين إلى ما آلت إليه وضعية الطريق المذكورة من ترد وتدهور كبير أدى إلى تعطيل مصالح السكان و تعثر الدراسة بالمدارس المتواجدة بالمناطق المؤدية إليها الطريق حيث نظمت صباح يوم الاثنين 20 يونيو مجموعة من سكان المنطقة و بعض رجال و نساء التعليم و كذا أصحاب الطاكسيات وقفة احتجاجية بالمحطة المذكورة توجه على إثرها بعض المحتجين إلى مقر عمالة إقليم بنسليمان حيث تم عقد جلسة خاصة و طارئة معهم بحضور الكاتب العام للعمالة و رئيس دائرة بنسليمان و قائد قيادة الزيايدة و المدير الإقليمي لمديرية التجهيز و كذا بعض المسؤولين بالأقسام و المصالح المعنية، تطرق خلالها المجتمعون إلى حالة الطريق السيئة و أكدوا على ضرورة التعجيل بإصلاحها لفك العزلة عن الساكنة المتضررة من هذه الوضعية حيث أشار المدير الإقليمي في هذا الصدد إلى أن مشروع إصلاح وإعادة تأهيل و توسيع الطريق الإقليمية موضوع الاحتجاجات قد تمت المصادقة عليه من طرف مديرية الطرق و أن كلفته بلغت حوالي 20 مليون درهم ، و قد تمت معرفة الشركة الفائزة بالصفقة بالإضافة إلى التزام أصحاب التجزئة المذكورة بالمساهمة في إصلاح و تأهيل المقطع الممتد على مسافة حوالي 4 كيلومترات عند مدخل مدينة بنسليمان و أن السبب في التأخر في عملية الإصلاح راجع بالأساس إلى بعض الإجراءات و المساطر الإدارية في صرف الاعتمادات المخصصة للمشروع ، و قد التزم المسؤول المذكور بالتأكيد على أن انطلاق الأشغال بالطريق سيتم خلال هذا الصيف. من جانب آخر تطرق بعض المحتجين إلى المعاناة الكبيرة الناتجة عن تدهور الأوضاع بها و عن المتاعب التي تسببت فيها و خلقتها لمستعمليها و التي أدت في بعض الأحيان إلى عرقلة و تعطيل مصالح السكان و توقف الدراسة ببعض المدارس و خاصة في فصل الشتاء حيث تسوء أحوال الطريق و تصبح غير صالحة تماما للاستعمال الشيء الذي يؤدي إلى صعوبة التنقل عبرها، مما نجم عن هذه الوضعية انعدام التحصيل و الدراسة بالنسبة للتلاميذ و خلق المتاعب و المعاناة لمستعمليها و الصعوبة في قضاء الأغراض و المصالح بالنسبة للساكنة المجاورة التي وجدت نفسها في عزلة شبه تامة نتيجة تأخر الإصلاحات بالطريق المشار إليها. وقد أشار المتضررون إلى أنهم مستعدون للرفع من وتيرة الاحتجاجات في حالة إذا لم يلتزم المسؤولون بوعودهم المقدمة و التي أكدت على انطلاق مشروع الإصلاح خلال الأسابيع القادمة. و للإشارة فإن الطريق الإقليمية 3321 تمتد على مسافة حوالي 50 كلم و قد تم إنجازها خلال فترة الاستعمار ولم تعرف أية عملية مهمة للإصلاح منذ تلك الفترة مما جعل بنيتها تتآكل و تتفتت لانعدام الصيانة و الترميم و ساءت أحوالها مؤخرا بشكل كبير بسبب استعمالها من طرف الشاحنات الكبيرة ذات الأوزان و الحمولات الثقيلة في غياب تام للمراقبة من طرف الجهات المسؤولة و المعنية، علما بأنها (الطريق) تستفيد منها الساكنة المنتمية لأكبر القبائل بالإقليم، و هما قبيلة لمذاكرة و الزيايدة و تستعملها يوميا المئات من وسائل النقل بما فيها حافلتان و العشرات من سيارات الأجرة مما يفرض على المسؤولين التعجيل بإصلاحها لفك العزلة عن ساكنة المنطقة والتخفيف من معاناة مستعمليها.