لم تستطع بعض أزقة وشوارع مدينتي المحمدية وابن سليمان «الصمود» أمام الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة طيلة ليلة الأحد وصباح الاثنين المنصرمين، حيث تحول بعضها إلى مسابح ومستنقعات متعفنة، يصعب ولوجها على الراكب والراجل على حد سواء. ففي مدينة المحمدية، غمرت المياه القناطر الصغرى التي تعتبر المنافذ الوحيدة لولوج الراجلين ومستعملي السيارات والشاحنات والدراجات النارية من سافلة المحمدية إلى عاليتها. فقد تعذر المرور، لعدة ساعات، في قنطرة عبد الله بن ياسين، والقنطرة التي توجد قرب المقبرة، وكذا قنطرة «بريل». بعد أن تعدى صبيب المياه الجارية على طول شارع الحسن الثاني في اتجاه البالوعات الطاقة الاستيعابية لقنوات الصرف، والتي لا تفوق طاقتها الاستيعابية 20 ملم في الساعة، بالإضافة إلى اختناق بعضها وامتلاء البعض الآخر بالأوحال والأتربة التي تجرفها المياه، كما تجرفها أيادي بعض منظفي الشوارع الذين يفضلون رمي الأتربة داخل البالوعات، عوض حملها على متن عرباتهم الصغيرة إلى مطارح خاصة بها. وقد علمت «المساء» أن كميات الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة الزهور، والتي تزامنت مع (المد البحري)، جعلت بعض البالوعات خلف مقر عمالة المحمدية وقرب الميناء تؤدي أدوارا عكسية، حيث إنها بدأت تقذف بمياه الأمطار الممزوجة بمياه البحر والسيول في اتجاه الأزقة والشوارع، عوض استقبالها وتحويلها عبر قنوات الصرف في اتجاه البحر. وفي مدينة ابن سليمان، تحول المنعرج المتعفن الفاصل بين محطة التاكسيات والمرآب البلدي إلى «بحيرة» وأغلقت الطريق في وجه مستعمليها، كما تحولت بعض الأزقة في الحي الحسني وحي الفرح إلى برك مائية تسبح فيها القنينات والأكياس البلاستيكية، كما ازدادت محن مستعملي الطريق في اتجاه منطقة الكارة وثلاثاء الزيايدة، بعد أن غمرت الأوحال أجزاء كبيرة من الطريق التي تئن، منذ عدة أشهر، تحت رحمة الشاحنات التابعة للشركة المكلفة بتجهيز إحدى التجزئات في ضواحي المدينة. أمطار الخريف كشفت «عورة» عدة أزقة وشوارع وطرق تم إصلاحها مؤخرا وأبانت عن هول التجاوزات التي واكبت عمليات التجهيز من طرف عدة شركات همها الوحيد توسيع دائرة الربح.