لم يكن السكان المتضررون بجماعة الزيايدة التابعة لإقليم بنسليمان يتوقعون أن تتزامن الحركة الاحتجاجية التي نظموها صباح يوم الجمعة 4 أبريل مع زيارة وزير التجهيز و النقل للمنطقة. فمباشرة بعد تنقل حوالي 100 محتجة و محتج إلى مدينة بنسليمان بعد أن قطعوا مسافة 15 كيلومترا و سماعهم لخبر حلول المسؤول الحكومي المشار إليه ضيفا على الإقليم حتى غير منظمو هذه الحركة الاحتجاجية التي كان من المنتظر إقامتها أمام مقر عمالة الإقليم و توقفوا أمام المديرية الإقليمية للنقل و التجهيز حيث رفعوا شعارات تطالب من المسؤولين بالتدخل لإبعاد مقلع الحصى المزمع إقامته وسط 5 دواوير بالمنطقة من طرف شركة » بويلدينغ سبلايزر« التي استفادت من عملية تفويت قطعة أرضية تابعة لأملاك الدولة ىىو استفادت كذلك من امتياز الاستفادة من مدة زمنية إضافية لإنجاز مشروعها خارج الآجال المحددة لها قانونيا و ذلك خوفا من يلحق هذا المقلع أضرارا بيئية كبيرة ويتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية و الخضروات و الأشجار و يؤثر بشكل سلبي على منتجات المنطقة الفلاحية و يهدد كذلك الثروة الحيوانية المتمثلة في تربية رؤوس الأغنام و الأبقار، و تعتبر هذه الخيرات المشار إليها هي المصدر الوحيد لعيش الساكنة ومن شأن إقامة مقلع بالمنطقة أن يدفع السكان إلى التفكير في الهجرة إلى المدينة للبحث عن مورد عيش آخر خصوصا و أن صاحب المشروع بدأ مؤخرا في الحفر و إقامة سياج للمكان قبل أن يتدخل السكان لمطالبته بتوقيف هذه العملية على اعتبار أن المشكل لا زال لم يتم حله بصفة نهائية من طرف الجهات المسؤولة.و قد دامت الحركة الاحتجاجية حوالي 7 ساعات من الساعة العشرة و النصف صباحا إلى حدود الرابعة و النصف بعد الزوال إثر تأخر الوزير في الوصول إلى المديرية الإقليمية للتجهيز و النقل مما اضطر معه المحتجون يتقدمهم النساء و الشباب إلى القيام بمسيرة احتجاجية في اتجاه مقر عمالة الإقليم حاملين صور الملك و الأعلام الوطنية و لافتات تطالب بفتح تحقيق في عملية الترخيص التي استفاد منها صاحب الشركة المذكورة رغم رفض و احتجاج الساكنة حيث شوهد إنزال أمني كثيف بالطريق المؤدية إلى مدينة الدارالبيضاء ليعود بعد ذلك المحتجون إلى مقر مديرية التجهيز من أجل إبلاغ احتجاجاتهم إلى المسؤول الحكومي الذي لم يصل إليه إلا في حدود الساعة الثالثة و النصف وسط الاحتجاجات و الشعارات التي رفعها المشتكون و تأتي زيارة الوزير في إطار عملية تنصيب المديرة الجديدة على رأس مديرية التجهيز و النقل ببنسليمان خلفا للمدير السابق الذي انتقل إلى مدينة الدارالبيضاء. و في جواب له أمام الموظفين و المراسلين الصحفيين حين سئل عن كون صاحب المشروع لم يحترم ما جاء في دفتر التحملات إذ أنه أراد إنشاء مقلع للحصى عوض إقامة مشروع استثماري آخر الذي حسب ما هو مرخص له دون احترام الشروط الفانونية لإقامة مثل هذه المشاريع مما دفع بساكنة الزيايدة إلى تنظيم الوقفة الاحتجاجية صرح الوزير» أنه حسب بعض المعطيات و حسب ما يعتقد أن المشروع موضوع النزاع رخص له سنة 2009 و قيل له أن الملف خضع للمسطرة كاملة و مع ذلك ينبغي على صاحب المشروع الالتزام بدفتر التحملات« و يبدو من خلال تصريح الوزير أنه لا يتوفر على المعطيات الكافية حول الظروف و الشروط و الخلفيات التي تحكمت في الترخيص لهذا المشروع و الذي يريد صاحبه إنشاء مقلع للحصى عوض إقامة شركة استثمارية كما هو مبين في دفتر التحملات مما يبين بالملموس أن شرط الالتزام بما جاء في هذا الدفتر لم يحترم؟. فهل يعلم الوزير أن المكان المزمع إقامة المقلع به تحيط به عدة دواويير، سكانها يزاولون الأنشطة الفلاحية (زراعة الحبوب، زراعة الخضروات...) و تربية المواشي؟ فهل تم احترام المسألة البيئية أثناء عملية الترخيص؟ و للإشارة فقد علمت »الاتحاد الاشتراكي« أن وزير النقل و التجهيز في ختام جلسته مع موظفي المديريةالإقليمية استقبل ممثلي المحتجين و من بينهم ممثلي بعض الجمعيات البيئية و تسلم منهم ملفاخاصا حول مشروع شركة »بويلدينغ سبلايزر« بمنطقة الزيايدة و وعدهم بالنظر في مشكلهم و إيجاد حل له. الوقفة الاحتجاجية أمام المديرية الإقليمية للتجهيز .