دورية جزائرية تدخل الأراضي الموريتانية دون إشعار السلطات ومنقبون ينددون    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ألمانيا: دوافع واقعة الدهس "ضبابية"        مقاييس الأمطار بالمغرب في 24 ساعة    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    رشاوى الكفاءة المهنية تدفع التنسيق النقابي الخماسي بجماعة الرباط إلى المطالبة بفتح تحقيق    بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    العرائش: الأمين العام لحزب الاستقلال في زيارة عزاء لبيت "العتابي" عضو المجلس الوطني للحزب    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة        اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أسبوع من التساقطات والفيضانات بمجموعة من المدن المغربية إجلاء المواطنين واستمرار انهيار المنازل وسقوط قتلى يوسع دائرة الاحتجاجات على حكومة بنكيران

أفادت مصادر من عين المكان بإقليم طاطا ، بأن التساقطات المطرية الغزيرة التي تهاطلت يومي الجمعة والسبت الماضيين، أدت الى انهيار 177 منزلا عتيقا بشكل كلي في حصيلة أولية.
وأضافت نفس المصادر، أن هذه الأمطار الاستثنائية تسببت أيضا في تعرض أربع قناطر لأضرار جسيمة، وانهيار جزئي لمسجد عتيق بالجماعة القروية سيدي عبد الله امبارك (أقا)، وسقوط ثلاثة أعمدة كهربائية للضغط العالي. وأشارت إلى أن السيول والأمطار القوية التي تهاطلت على إقليم طاطا تسببت في نفوق 48 رأسا من الماعز.
و أفادت اللجنة الإقليمية لليقظة بالإقليم، بأن خمس طرق مقطوعة في وجه حركة السير، ويتعلق الأمر بالطريق الإقليمية 1805 الرابطة بين طاطا وتاكموت، والطريق الجهوية 109 الرابطة بين طاطا وتارودانت، والطريق الوطنية رقم 12 الرابطة بين فم زكيد وورزازات، والطريق الإقليمية رقم 1800، والطريق الجهوية رقم 102 الرابطة بين فم الحصن وكلميم.
وأكد مسؤول محلي أن اللجنة الإقليمية لليقظة اتخذت مجموعة من التدابير الاستباقية عبر وضع 23 نقطة ثابتة للمراقبة بالمقاطع الخطرة، مكونة من الدرك الملكي والشرطة والقوات المساعدة والسلطة المحلية بغية تنظيم حركة السير والحفاظ على سلامة المواطنين.
مدينة تزنيت التي طالب المسؤولون بها إعلانها مدينة منكوبة ، أفادتنا مصادر من المدينة، بأن الخسائر بلغت 823 دارا منكوبة منها من هدم كليا ومنها من هدم جزئيا ومنها التي على وشك الانهيار ، في حين بلغ عدد الاسر المشردة 1012 أسرة وهو ما يمثل 5 آلاف مواطن، وهي حصيلة مؤقتة بحسب مصادرنا.
و بخصوص الخسائر المادية ذات البعد التاريخي، فقد فقدت المدينة الكثير من تراثها ، هناك السور القديم الذي هدم فيه 35 مترا و15 مترا وهناك شقوق بأسوار اخرى مهددة بالانهيار ، كما أن القصر الخليفي الذي كان يعطي للمدينة طابع المدينة السلطانية، تأثر كثيرا. و بخصوص البنايات العمومية حدثت خسائر كبيرة بالمقاطعة الثالثة والخزينة المتعددة الوسائط وقصر اعناج وهو متحف المدينة، بالاضافة الى مناطق أخرى.
وبالجماعة القروية إغرم نوكدال نواحي ورزازات، فهناك أكثر من 700 منزل بين الانهيار الكلي والجزئي، وبات سكانها يعانون من التشرد، ففي حين لجأ البعض إلى أقاربهم ليوفروا لهم ملاذا يحميهم من البرد ، لجأ البعض الآخر إلى الاحتماء بأسقف المساجد، أو بخيمة وفرتها الجماعة لهم.
كما يعاني سكان مجموعة من الدواوير في المنطقة من العزلة جراء انقطاع الطرق والتي «تتطلب إصلاحات كبيرة، بما في ذلك المنشآت الفنية، وتدعو الضرورة إلى التفكير في بناء جسور لمرور الراجلين وخاصة الأطفال والنساء تفاديا للعزلة» حسب تقرير صادر عن الجماعة.
وفي خطوة استباقية لتفادي كارثة سنة 2010، قامت عمالة إنزكَان أيت ملول، بإجلاء 200 أسرة قبل بداية هطول الأمطارالغزيرة التي عرفتها المنطقة أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية،كانت منازلها مهددة بالسقوط بكل من حي تراست والجرف والدشيرة وأولاد دحو،وذلك خوفا من أن تلحق بهذه الأسرأضرارناجمة عن التساقطات المطرية المصحوبة برياح قوية وعواصف رعدية.
وقد عملت السلطات، لإجلاء هذه الأسر،على تحسيسها وتوعيتها بضرورة إخلاء منازلها أولا وعلى تسخيركل إمكانياتها المادية والبشرية ثانيا من أجل إنجاح هذه الخطوة بحيث وفرت أماكن الإيواء والتغذية والأفرشة حتى تكون تلك الأسر في مأمن من كل الحوادث والأخطار التي تنجم عادة في مثل هذه الظروف الطبيعية القاسية.
ومعلوم أن عمالة إنزكان أيت ملول قد تضررت كثيرا من الفيضانات الأخيرة والتي حاصرت للمرة الثانية جماعة أولاد دحو التي غمرتها مياه واد أوركة، بل حاصرت أيضا عامل الإقليم الذي بات ليلته هناك في العراء بعدما تسربت المياه إلى سيارته وهو يتفقد الوضع بجماعة أولا دحو ليلة الجمعة الماضية.
كما غمرت مياه واد سوس جنبات بعض الأحياء الشعبية بإنزكَان المتاخمة لهذا الواد،وتسببت الفيضانات في انهيار جزء من القنطرة الجديدة بأيت ملول وإغراق جماعة القليعة نظرا لعدم توفرها على الصرف الصحي،مما ضاعف من مجهودات خلية اليقطة وفرق الإنقاذ والتدخل التي تجندت كلها لمواجهة أخطارفيضانات عدة أودية صغرى وسيول جارفة.
وفي علاقة بمخلفات الفيضانات الأخيرة ، أفادتنا مصادرنا بمدينة بيوزكارن بإقليم كلميم، أنه تم تنظيم وقفة احتجاجية وسط المدينة احتجاجا على سياسة الدولة، على حد تعبير المحتجين، تجاه المدينة المنكوبة و القرى المحيطة بها مثل تكانت و تيمولاي و افران التي عرفت انهيارا لمنازل و قتلى بالعشرات ضحايا للفيضانات الاخيرة. وتزامنت الوقفة مع زيارة وزير الداخلية حصاد الذي غير وجهته بعد بدء الوقفة.
وتم رفع شعارات قوية اثناء الوقفة قبل ان يتم استقدام عدة سيارات للقوات المساعدة من كلميم  لتندلع مواجهات متفرقة اثناء تفريق الوقفة .
من جهة أخرى احتضن مقر مؤسسة الرعاية الاجتماعية «دار الأطفال» في بويزكارن أزيد من خمسين شخصا من سكان الأحياء والقرى المجاورة الذين فقدوا منازلهم بفعل الفيضانات الأخيرة، حيث تم إجلاؤهم من مناطق الخطر وتخصيص مرافق المؤسسة لإيوائهم، في الوقت الذي تعمل فعاليات المجتمع المدني على توفير المستطاع من المأكل والمشرب من مالهم الخاص، إلى جانب مجهودات جيران المؤسسة لتوفير وجبات غذائية لفائدة المنكوبين.
إحدى النساء اللواتي نُقلن إلى دار الأطفال وصفت الوضع الذي تعيشه رفقة ابنها بالمأساوي، خاصة وأنها فقدت طفلها الآخر خلال الفيضانات الأخيرة، ولم تنجح في العثور عليه رغم محاولات دامت ثلاثة أيام، إلى جانب حالات اجتماعية عديدة من بينها سيدة انهار منزلها الذي تقطنه رفقة أبنائها الخمسة، ما أصابها بجروح واضطرابات نفسية بسبب فقدان المنزل وانقطاع الاتصال مع زوجها الذي يعمل خارج البلدة.
من جهتها تعيش ساكنة المدينة العتيقة بمراكش حالة من التخوف، بسبب خطر الانهيارات الذي يتردد كل مرة مع تساقط الأمطار على المدينة .
وأشاعت الأمطار التي تهاطلت على المدينة في الثلاثة أيام الماضية، خوفا كبيرا، لا سيما وأن المسؤولين يتحدثون عن أزيد من ثلاثين منزلا بداخل السور مرشحة للانهيار بفعل هشاشتها وضعف أساساتها .
وبعث انهيار جزء من حائط أحد الفنادق العتيقة بحي ديور الصابون من دون أن يخلف خسارة في الأرواح ليلة الأحد الماضي ، رسالة إنذار إلى المسؤولين بالمدينة الحمراء قصد التحرك العاجل لتفادي حدوث الأسوأ، إذ أن الكثير من الدور بعدد من أحياء المدينة العتيقة ، ظهرت عليها علامات التصدع ويمكن في أية لحظة أن تنهار على رؤوس ساكنيها أو المارة بالقرب منها .
وأظهرت التساقطات الأخيرة هشاشة واضحة في البنية التحتية، وخاصة في شبكة الصرف الصحي، حيث عجزت القنوات في لحظة قوة التساقطات عن استيعاب المياه المتدفقة، مما جعل شوارع كبيرة بالمدينة الحمراء، وخاصة بالمدينة الحديثة ، تغرق في السيول، وتتحول إلى وديان صغيرة .
وفي ارتباط بموضوع التساقطات الأخيرة ، علم بإقليم الحوز أن هذه الأمطار ، رغم قوتها، لم تخلف أية خسائر في الأرواح ، حيث مكنت الإجراءات الاحترازية المتعددة التي اتخذتها السلطات المحلية، من بينها سرعة التدخلات وإغلاق الطرق في وجه حركة السير وتعليق الأنشطة الدراسية بحوالي مائة مؤسسة تعليمية بالمناطق المهددة، من تفادي خطر احتمال حدوث حوادث مأساوية بالمناطق التي تعرضت للفيضانات بسبب السيول القوية الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه الوديان ومجاري المياه وخروجها عن مجراها .
وبسبب تهديد الفيضانات تم إيواء، بمقر الصناعة التقليدية بآيت أورير، أزيد من 100 شخص تم إخلاؤهم من المناطق المهددة ، في الوقت الذي تم إجلاء عدد كبير من الأسر في وضعية صعبة من مكان الخطر ، مثلما تدخلت الفرق التقنية، من أجل تصريف مياه الحوض المائي التي تهدد ساكنة تقدر ب5000 نسمة. كما تم إحداث فجوات على مستوى العديد من مجاري المياه والوديان من أجل التقليص من حدة السيول، وحماية العديد من الدواوير المحاذية للوديان وفتح طرقات للتخفيف من الضغط على القناطر المتضررة.. 
ومازالت الأشغال متواصلة لفتح حركة السير في مجموعة من الطرق التي تضررت بسبب الفيضانات .
وخلفت الأمطار التي عرفتها المنطقة منذ ليلة الخميس الماضي، أضرارا كبيرة وخسائر مادية ضخمة ، حيث دمرت العديد من الدور وهجّرت سكان دواوير بكاملها من بيوتهم ، و حاصرت المياه تجمعات سكنية ببعض المناطق الجبلة، وعزلتها عن العالم ، وخربت العديد من المنشآت العمومية وعرضت ممتلكات خاصة لمصير الإتلاف ومن بينها بنايات سياحية ومحاصيل فلاحية .
من جهة أخرى، عرفت جماعة بوعنان التابعة للنفوذ الترابي لإقليم فجيج-بوعرفة ، تساقطات مطرية غير مسبوقة يومي السبت والأحد، وقد أدت هذه التساقطات إلى فيضان الأودية ما سبب عزلة بالنسبة للعديد من القصور والدواوير، كما تسببت في انهيار بعض البيوت الطينية، مخلفة خسائر في الأرواح والممتلكات حيث تم تسجيل هلاك سيدة في عقدها الرابع ورضيعتها البالغة من العمر خمسة أشهر نتيجة انهيار منزلهم الكائن بدوار «باطن الجداري» . فيما شهدت مدينة فكيك تساقطات مطرية غزيرة وصلت إلى 156.4 ملم ، وقد تسببت هذه التساقطات في انهيار عدد من المنازل الطينية القديمة المنتشرة في قصور المدينة السبعة (حمام الفوقاني، حمام التحتاني، لوداغير، المعيز، زناكة، لعبيدات، أولاد سليمان) فيما لم تسجل أية خسائر في الأرواح، بحيث أن غالبية المنازل المنهارة كانت فارغة، حسب ما صرحت به مصادر الجريدة.
وقد تسببت قوة التساقطات المطرية في انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب عن المدينة، كما أدت إلى فيضان عدد من الأودية مما تسبب في شل حركة السير وخصوصا على الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين فجيج ووجدة، والتي مازالت مقطوعة إلى حدود منتصف نهار الاثنين في وجه السيارات الخفيفة.
وللإشارة فالتساقطات التي شهدتها مدينة فجيج في الفترة الممتدة من 22 إلى 30 نونبر 2014 والتي بلغت 156.4 ملم ، تجاوزت بكثير النسبة التي يتم تسجيلها سنويا والمسجلة في 128 ملم .
بلدية جمعة سحيم و مختلف الجماعات المحلية بدائرة عبدة اقليم أسفي، بدورها عاشت حالة رعب حقيقي ابتداء من ليلة الجمعة 28/11/2014 والى حدود ليلة الأحد 30/11/2014 ، وذلك بسبب غزارة الأمطار التي تساقطت على المنطقة طيلة الثلاثة أيام المذكورة بشكل غير مسبوق منذ سنوات خلت .هذه الأمطار والتي كانت مصحوبة برياح عاتية ليلة الخميس أدت الى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كلي على المنطقة لمدة 20 ساعة كاملة من الساعة الثانية صباحا من ليلة الخميس والى حدود الساعة الحادية عشرة من ليلة الجمعة. كما أن السوق الأسبوعي لجمعة سحيم ظل فارغا إلا من بعض الباعة والذين ما لبثوا أن طردتهم الأمطار والمياه. هذا وقد حاصرت المياه العديد من الدواوير بكل من جماعات لحضر والبخاتي والكرعاني والمصابيح وشهدة وسيدي عيسى، كما غمرت بعض المنازل والمدارس كمدرستي العثامنة وأولاد غنيم واعدادية ابن زيدون بالبخاتي وساحتي مدرسة طارق بن زياد واعدادية ابن عباد بجمعة سحيم والملعب البلدي بجمعة سحيم ومئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وبمختلف «الضايات» وبجماعتي المصابيح والكرعاني وشهدة حيث فاض واد «شهدة» وقطع الطريق الوطنية رقم 1 جنوب جمعة سحيم لعدة ساعات ولم يسمح بالمرور الا للشاحنات الكبيرة والحافلات أما السيارات الخفيفة فمنعت من المرور لمدة 24 ساعة كاملة، حيث كان رجال الدرك بجمعة سحيم وببوكدرة في عين المكان من الجهتين. أما بجماعة بوكدرة فغمرت مياه الوديان المتدفقة من جهة سيدي التيجي العديد من البنايات ومدارة المركز وبنايات الدرك الملكي وبريد المغرب كما منعت المرور قرب معمل الآجور وقرب قنطرة القطار من جهة مدينة آسفي.
والمتتبع لهذه الفيضانات بالعديد من المناطق يلاحظ بأن هناك تقصيرا من لدن العديد من الجماعات الترابية في التعاطي مع هذه الظواهر الناجمة عن التساقطات الاستثنائية و غير المنتظرة واعتبار أن ذلك يخص فقط المراكز الحضرية دون سواها بحيث أن هذه الجماعات لم تقم مصالحها التقنية بما يلزم من مراقبة لممرات المياه تحت الطرق العابرة للجماعات وكذلك مراقبة الأشخاص الذين يقومون بالبناء في مجاري الاودية و لو كانت اودية ميتة ، اذ سرعان ما تستيقظ من سباتها بعد كل تساقطات استثنائية .
وبالمقابل خلفت هذه التساقطات ارتياحا عارما في صفوف الفلاحين والمزارعين بمختلف مناطق عبدة، نظرا لكون المنطقة لم تشهدها منذ سنوات مما سيؤدي الى طرد شبح الجفاف وتغذية المياه الجوفية وتحريك عجلة الاقتصاد المبنية أساسا على الزراعة وتربية المواشي .
من جهة أخرى أعلنت الشركة الوطنية للطرق السيارة أنه تم، بسبب انقطاع الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين امنتانوت وأكادير، توجيه مستعمليها نحو الطريق السيار حتى يتمكنوا من الوصول إلى غاياتهم بكل سلامة.
وأوضح بلاغ للشركة أن سبب انقطاع الطريق الوطنية رقم 8 على مستوى مجموعة من النقط هو التساقطات المطرية الغزيرة التي تعرفها البلاد.
وقد قررت الشركة، حسب البلاغ، فتح مقطع الطريق السيار امنتانوت - أكادير مجانا بشكل استثنائي للمستعملين الذين تم توجيههم نحو الطريق السيار طالما لم تتم إعادة حركة السير على الطريق الوطنية سالفة الذكر .
وبالمناسبة، أهابت الشركة الوطنية للطرق السيارة مستعملي الطريق السيار عامة، بتوخي الحذر في ظل التساقطات المطرية الغزيرة التي تعرفها البلاد.
هذا و قد أعيدت حركة السير بإقليم الحوز على مستوى العديد من المحاور الطرقية وفتحت طرق التفافية، كما أن أشغال إصلاح وتعزيز العديد من المنشآت تم إطلاقها .
وتدخلت الفرق التقنية، أيضا، على مستوى دوار لخميس من أجل تصريف مياه حوض تهدد ساكنة تقدر ب5000 نسمة. كما تم إحداث فجوات على مستوى العديد من مجاري المياه والوديان من أجل التقليص من حدة السيول وحماية العديد من الدواوير المحاذية للوديان وفتح طرقات للتخفيف من الضغط على القناطر المتضررة. 
من جهتها، وفي إطار التعبئة العامة للسلطات العمومية من أجل مساعدة الساكنة المتضررة من الاضطرابات الجوية، التي تشهدها حاليا بعض جهات المملكة، أعلنت الخطوط الملكية المغربية، يوم السبت، عن تعزيز خدماتها الجوية بالمدن الأكثر تضررا من الفيضانات، من خلال الزيادة في القدرات وبرمجة رحلات إضافية لاسيما عبر تعبئة طائرة من صنف بوينغ 700-737 .
وذكرت الشركة، في بلاغ لها، أنها عبأت هذه الطائرة لضمان رحلة إضافية من أجل نقل 130 مسافرا من ورزازات نحو مراكش، مضيفة أن رحلة يوم الأحد، الرابطة بين ورزازات والدار البيضاء، التي كان من المقرر إجراؤها عبر طائرة تبلغ قدرتها الاستيعابية 70 مقعدا، تمت باستخدام طائرة من صنف بوينغ 800-737 بمقدورها نقل 160 راكبا.
وأضاف البلاغ أن تعزيز الرحلات الجوية، الذي يندرج في إطار التعبئة العامة للسلطات العمومية من أجل مساعدة الساكنة المتضررة من الاضطرابات الجوية التي تعرفها حاليا بعض مناطق المملكة، يرمي إلى فك العزلة عن المناطق التي وجدت نفسها معزولة بعد أن قطعت بعض المحاور الطرقية لاسيما على طريق تيشكا.
وقد انخرطت الخطوط الملكية المغربية بشكل فوري، يضيف البلاغ، في هذه التعبئة، حيث سيرت، في 23 نونبر الماضي، رحلتين إضافيتين لربط ورزازات بمراكش، وذلك بمجرد الإعلان عن تسجيل خسائر بشرق جهة سوس - ماسة - درعة.
وعبأت في هاتين الرحلتين طائرتين من صنف بوينغ 800 - 737 أمنتا نقل 320 شخصا من ورزازات إلى مراكش، بينما نقلت طائرة أخرى من صنف (أ تي إر)، يوم الأربعاء الماضي، 70 شخصا في إطار رحلة إضافية.
وأشار البلاغ إلى أن الخطوط الملكية المغربية عبأت، حتى يوم السبت، أربع رحلات إضافية، وطائرة ذات طاقة استيعابية كبيرة من أجل ضمان الرحلة الجوية ليوم الاحد، مبرزا أن الشركة الوطنية ستواصل تعبئة رحلات إضافية أخرى للمساهمة في فك العزلة عن المناطق المعنية.
زيارة ميدانية لوزير الداخلية
التحرك الحكومي الذي جاء بأمر ملكي تمثل في زيارة وزير الداخلية للمناطق المنكوبة، فقد حل صباح يوم الأحد 30 نونبر 2014 بإقليم تارودانت محمد حصاد وزير الداخلية مرفوقا بالشرقي اضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وبحضور والي جهة سوس ماسة درعة والقائد الجهوي للدرك الملكي وشخصيات مدنية وعسكرية، حيث كان في استقبال وزير الداخلية كل من عامل اقليم تارودانت و باشا المدينة ورئيس الجماعة الحضرية لتارودانت والمدير الاقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك وشخصيات مدنية وعسكرية. واثناء استقباله اعطيت لوزير الداخلية والوفد المرافق له حصيلة الخسائر المادية و الأضرار الناجمة عن التساقطات الأخيرة و التي طالت العديد من المداشر و المناطق الفلاحية ...التي خلفتها فيضانات الاودية المتواجدة بنفوذ اقليم تارودانت .و خلال هذه الزيارة وقف وزير الداخلية بضفاف وادي سوس المتواجد بمدخل مدينة تارودانت، قبل ان يتوجه بعد ذلك الى قنطرة وادي حنصالة المتواجد بنفوذ جماعة احمر لكلالشة، حيث تمت معاينة حالة القنطرة المتهالكة بسبب فيضان وادي حنصالة، وتم ايضا الاستماع الى بعض من ساكنة هذه المنطقة . و هذه الزيارة تروم الى تتبع عن قرب الوضع القائم بجهة سوس ماسة درعة و جهة كلميم السمارة و العمل على تنسيق الاجراءات الضرورية لضمان حماية الساكنة و ممتلكاتها وفق التعليمات الملكية .
وزير الداخلية محمد حصاد وبعد أن اطلع أول أمس الأحد، على حجم الخسائر التي خلفتها الفيضانات التي عرفها إقليم كلميم، أبرز أن الكارثة الطبيعية ، التي خلفت أضرارا مهمة بإقليم كلميم تستدعي من الجميع التجند لتجاوز آثارها ، مع إيلاء الأولوية لإصلاح البنيات التحتية من طرق وشبكات التزويد بالماء الصالح للشرب والكهرباء.
ونوه في هذا السياق بالمجهودات التي قام بها كافة المتدخلين من سلطات ومنتخبين ومصالح أمنية وعسكرية ووقاية مدنية ومواطنين لتجاوز الصعوبات التي عاشها الإقليم منذ الخميس الماضي دون تسجيل أية خسائر في الأرواح.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يأتي لتتبع الوضع القائم بعين المكان والإنصات لانتظارات ممثلي الساكنة وتنسيق الإجراءات من أجل تجاوز هذه المرحلة وضمان حماية المواطنين وممتلكاتهم . وأبرز الدور المحوري الذي يضطلع به النسيج الجمعوي في تدبير الأزمات، داعيا، في هذا السياق، فعاليات هذا النسيج إلى الانخراط بفعالية في تأطير الساكنة ومساعدتها في تجاوز هذه المحنة بتنسيق مع السلطات المحلية.
وأكد وزير الداخلية أن الجميع تحدوه رغبة واضحة لتخطي هذه المرحلة معبرا عن استعداد الوزارة للمساهمة في تنمية هذا الإقليم خصوصا، وجهة كلميم السمارة بصفة عامة.
ومن جانبهم ، طالب رؤساء المجالس المنتخبة، في هذا اللقاء ، بالإسراع في فك العزلة عن المناطق المحاصرة وإصلاح الطرق والمسالك وبناء السدود للوقاية من الفيضانات وتغذية الفرشة المائية وتقديم يد العون للمتضررين ، والتعجيل بإصلاح الطريق الوطنية رقم 1 وتوسيعها في انتظار إنجاز الطريق السيار .
وكان الوفد الوزاري قد قام في وقت سابق بزيارة تفقدية للمحورين الطرقيين كلميم - بويزكارن و بويزكارن- تيمولاي، من أجل معاينة الأضرار، قبل أن يتوقف عند وادي إفران بسبب ارتفاع منسوب مياهه الذي تسبب في قطع الطريق نحو الجماعة القروية تغجيجت (حوالي 80 كلم شمال شرق كلميم).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.