قال محمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، في ندوة عقدت أمس في المدرسة العليا للتدبير بالدار البيضاء، إن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين، "أصيب بالغرور بعدما وعى بصعوبة الملكية في تدبير الانتخابات في 7 أكتوبر وصعوبة الدولة في التزوير ضد حزبه، ولكنه ذهب أبعد معتقدا أن قوة البيجيدي هي من منعت الدولة من فعل ذلك". وليس هذا فقط بحسب الساسي، بل "إن عقل البيجيدي- بنكيران ارتكب خطأ آخر وهو تجاهله للأمر الواقع، لأنه يعرف أن ال270 مقعدا الأخرى في البرلمان غير مقاعد حزبه، إنما تمثل حزبا واحدا، وهو يعرف هذا، لكنه تجاهله، وها هم الآن يتعسفون عليه في مفاوضات تشكيل الحكومة". الساسي انتقد ما يسميه تدمير النخب السياسية، وقال "إن أولئك الذين دمروا النخب على طول تاريخ البلاد هم من يشنِّع بالنخب الحالية. ويقترحون علينا استقرارا هشا بديلا عن الديمقراطية، ويعرضون علينا مشاهد الرقص كدليل على أننا محميون من الفوضى". من جهته، قال عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، "إن بنكيران يؤدي ثمن نجاح البيجدي". معتبرا أن "من عمل ويعمل على زرع فكرة تدبير البلاد من دون أحزاب أو حكومة، إنما يهدد الملكية نفسها". وأوضح أن تاريخ البلاد يظهر أن "الذين كانوا يريدون الإصلاح جُروا إلى الصراع مع الملكية، وهو ما دفع الملك إلى العمل مع أشخاص يخدمون مصالحهم أولا ثم مصالح الملكية. لكن منطق البيجيدي سيحارب هؤلاء.. هذا هو سر البلوكاج". محمد لقماني عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، قال "إن جميع الأحزاب السياسية كانت مقربة من المؤسسة الملكية، وكانت التفاعلات على هذا المحور بالضبط، وجميع الأحزاب تشترك في ذلك شك. لكن مجال الصراع أصبح اقل لأن السلطة أصبحت متقاسمة بين الملكية والأحزاب". ويعتقد لقماني أنه "لم يعد يحق لأي طرف أن يتنصل من تعاقداته في تقاسم السلطة. وما يحدث في الوقت الحالي ليس صراعا حول السلطة، بل هي مجرد تجاذبات سياسية حول التأويل الديمقراطي للدستور". أما خالد بادو عضو المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، فقد ادعى أن "النظام الملكي لم يسجل عليه يوما الاستفراد بالسلطة لهدف استراتيجي، بل ربما كان هناك فقط استفراد على مستويات تكتيكية مثل ما وقع عام 1981، وقبلها في حوادث الانقلابات العسكرية كاستجابة منه للمحافظة على ذاته". وانتقد بادو الأحزاب السياسية لأنها خذلت مطالب الشباب، واعتبر أن الأحزاب "دخلت في حسابات عددية أفرغت حركيّة 201 من محتواها، و لم تكن جميع الأحزاب السياسية في المستوى المطلوب".