قال محمد الناجي في تعليق على نتائج الاقتراع الانتخابات الجماعية والجهوية إن العامل الديني لا يفسّر الاختيارات السياسية للمغاربة، «والفرد العاقل والمستقل في قراراته واختياراته يوجد في المدينة، يعمل على إسماع صوته عبر الصناديق، وهذا أمر أساسي لفهم الأحداث الجارية، والتي هي مجرّد نتيجة لتطور طويل». السيوسيولوجي نبه في المقابل إلى أن حزب العدالة والتنمية مطالب باستيعاب أن «الناس يصوّتون له لأنه يظهر إشارات الإرادة الحسنة للقطع مع الممارسات السائدة في الحقل السياسي. الناخبون ينتظرون منه موقفا حازما وأكثر وضوحا في مواجهة الجماعات المهيمنة، وعلى المستوى الاقتصادي وتوزيع السلطات سيتم تقييمه». الناجي يعتبر أن الناخبين البعيدين كل البعد من أن يكونوا جميعا إسلاميين أو «أوفياء للمساجد»، وضعوا ثقتهم عبر التصويت في حزب العدالة والتنمية وهم ينتظرون منه أشياء تتجاوز الشعارات والخطب العصماء. «هم لن يكتفوا بعد الآن بسماع عبارات التنديد بالتماسيح، بل يدعون إلى التقدم نحو الأمام، وجرأة أكبر أمام التحديات، وكشف أكثر لميكانيزمات الجماعات المهيمنة». سكان المدينة، حسب الناجي، سواء أكانوا أميين أو متعلّمين، فإنهم يعرفون جيدا ما الذي يريدونه، «لهذا صوّتوا لصالح الحزب الوحيد الذي يختلف عن الآخرين، يختلف عن كل الأحزاب التي استهلكت وانتهت وكذبت عليهم كثيرا. إنه قلب المغرب الحديث الذي صوّت للإسلاميين، حداثيو المدينة». وشدّد الناجي على أن حزب العدالة والتنمية حزب إسلامي، لكنه أيضا حزب وطني، وأن هذا البعد الوطني فيه هو ما يستدعيه الناخبون اليوم. «المقاولون، متوسطون وصغار، هذه البورجوازية الحقيقية التي تتصارع في عالم الأعمال، هؤلاء الذين يشكلون تلك الطبقة الهشة ويتجاهلهم النظام وتزدريهم الأبناك، صوّتوا لصالح العدالة والتنمية كي يطهّر عالم الأعمال، ولكي يتمكّنوا من استخلاص فواتيرهم، ويتمكنوا من الولوج إلى القروض»، يقول الناجي، موضحا أن الأمر يتعلّق هنا بالاقتصاد وليس بالمرجعية الإسلامية، «بل يتعلّق بالوضوح والحكامة، هؤلاء المساكين صوّتوا للعدالة والتنمية كي يصلح المدرسة التي يبدو أنه يتجاهلها حتى الآن… لكنه إذا لم يبد جدّية أكبر، سيفقد العدالة والتنمية غدا هذه الثقة ولن يكون بعد ذلك شيء».