نفت عائلة المواطن المغربي (ع.ا.ط) الملقب ب"عبد الله"، الذي اعتقلته السلطات الإيطالية، أول أمس الثلاثاء، للإشتباه في كونه أحد منفذي هجوم باردو تواجد ابنها في تونس يوم الهجوم الذي نفذه مسلحون على متحف باردو مخلفا مقتل 24 شخصا وجرح 45 آخرين. ورغم إلحاح وزارة الداخلية الإيطالية على أن الشخص المُعتقل هو المطلوب للعدالة التونسية في قضية هجوم "بارد"، وأنها أوقفته بناء على مذكرة بحث أصدرها الأنتربول، إلا أن ظهور دلائل تدحض أقوال وزارة الداخلية جعلت الشك يتسرب حتى إلى وسائل الإعلام إن كان فعلا الشخص الذي تم إيداعه السجن هو أحد منفذي الهجوم، خاصة مع بروز شاهدة إيطالية تؤكد أن الشاب المغربي كان بضواحي ميلانوعند وقوع الحادث. "أنجيلينو ألفانو" وزير الداخلية الإيطالي، قال يوم أمس في مؤتمر صحفي بأن المنفذ المحتمل لهجوم باردو قد اعتقلته دورية أمنية شهر فبراير الماضي بجزيرة صقلية. وجرى استنطاقه وتحديد هويته على أنه لم تكن هناك أية مذكرة بحث بشأنه ولم يكن عنصرا خطيرا على الأمن، ولهذا تم إخلاء سبيله لكن بعد أن وضعته السلطات التونسية ضمن المبحوث عنهم دوليا بدأ رجال الإستخبارات في إيطاليا عملهم بتنسيق مع السلطات التونسية حتى توصلت إلى مكان تواجده وبالتالي إعتقاله. هذا وشددت أم المعني بالأمر على أن ابنها لم يخرج يوما من التراب الإيطالي منذ أن دخله عبر قارب للهجرة السرية. وتساءلت الأم في حديثها لوسائل الإعلام الإيطالية كيف يمكن أن يتواجد إبنها في إيطاليا قبل الحادث بشهر بشهادة السلطات الإيطالية، ثم بعد ذلك يذهب إلى تونس لتنفيذ الإعتداء ليعود علما أنه لا يتوفر على أوراق إقامة إيطالية"، فكيف يمكنه التحرك بهذه السهولة، تضيف الأم. وكشفت الأم عن وثيقة تسلمها ابنها صادرة عن محافظ الامن بمدينة "أغريجينتو" تأمره بالابتعاد عن الأراضي الإيطالية في الحين بعد أن قبضت عليه شرطة المدينة شهر فبراير الماضي بسبب عدم توفره على أوراق إقامة، وهذا إجراء معمول به في إيطاليا يخص المقبوض عليهم من المهاجرين السريين، إذ غالبا ما يتم أخذ بصماتهم وتصويرهم وتسليمهم وثيقة ضرورة مغادرة التراب الوطني قبل أن تقوم بإخلاء سبيلهم. من جانب آخر، قال شقيق المغربي المعتقل أن أخاه لم يبرح يوماً التراب الإيطالي منذ قدومه إليه مُشهِرا في وجه الصحافة دفترا لأخيه الذي يتابع دراسته في مدرسة عمومية لتعلم اللغة الإيطالية والتي تؤطر دروسا للمهاجرين الراغبين في التعلم. وفي إحدى صفحات الدفتر الأحمر يشير الأخ إلى درس كتبه شقيقه يوم 19 مارس 2015 أي يوم واحد بعد الحادث. من جهة أخرى، قالت " فلافيا كايمي"، المسؤولة عن قسم محاربة الامية بمعهد "فرانتشيسكي" ببلدة "ترتسانو"، وهو معهد يقدم دروسا مجانية للأجانب لتعليمهم اللغة الإيطالية، أنها تعرف هذا الشاب جيدا فهي من قامت بإلتحدث إليه عند قدومه أول مرة للمدرسة، كما أكدت بأنه كان طيلة أيام الحدث الذي التي عرفته تونس يحضر دروسه بالمعهد. كما أكدت ذات المتحدثة ما قالته العائلة بكون إبنها يدرس بشكل شبه يومي أي من يوم الإثنين إلى يوم الخميس وذلك من الثالثة والنصف زوالا حتى السادسة ونصف مساء. وقد صرحت أيضا بأن رجال الدرك حضروا أمس لأخد الدفتر الذي يتم فيه تسجيل المتغيبين عن الدروس. ووضعت الحادثة الحكومة الإيطالية في حرج كبير بعد محاصرتها من قبل الإعلام بدلائل تقول بأن المهاجر غريب عن الواقعة. وزير الداخلية عاد اليوم ليقول بأن لا شيء نهائي حتى الآن، ويجب التريث قبل إصدار حكم نهائي ومن ما إن كانت للمغربي مسؤولية أم لا في الهجوم على متحف "باردو". وألح على ضرورة التحقيق في تحركاته بين 17 فبراير و 19 ماي من هذه السنة، قبل أن يضيف أن القضاة وحده من له صلاحية إدانته من عدمها. وبسبب الإنتقادات التي وُجهت للحكومة والأمن بالتسرع في إعتقال المغربي قبل التأكد، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينسي "عندما يتم توقيف شخص يشتبه في علاقته بأحداث إرهابية، لا يمكن لاحد ان يواجهنا بقوله لماذا إعتقلتموه ؟".