شهد عرض البحر المقابل لشواطىء العرائش، صباح اليوم الجمعة، مطاردة هوليودية شبيهة بأفلام العصابات ، جرت فصولها بين عناصر البحرية الملكية والدرك البحري من جهة، ومهربين كبار للمخدرات من جهة أخرى، حيث اضطر الدرك البحري إلى استخدام "مروحية" لتعقب كل الزوارق النفاثة التي كانت تشارك في عملية التهريب، بعدما بدا لهم أنها مدعمة بمحركات ذات سرعة عالية تفوق سرعة طراداتهم. وأكد شهود عيان كانوا يتجولون بالشرفة الأطلسية وبالقرب من مدخل ميناء الصيد بمدينة العرائش في اتصال مع "اليوم 24″ أنهم تابعوا باستغراب كبير، ابتداء من الساعة التاسعة من صباح اليوم الجمعة، أطوار عملية كبرى للتهريب الدولي للمخدرات، حيث كانت متوقفة بعرض البحر المقابل لشاطئي عين شقة والبيليكروسا ومدخل الميناء، باخرتين ضخمتين خاصتين بالصيد الدولي، يطلق عليهما اسم "شالوتي" ومركب أقل حجما منهما، في الوقت الذي دنت منهم تسعة زوارق نفاثة على الأقل، حيث شرعت هذه الأخيرة في تسليم شحنات المخدرات للمراكب الضخمة، حيث كانت العملية لا تزال مستمرة حتى حدود الساعة ال 11 صباحا، وهو الوقت الذي تدخلت فيه "هيليكوبتر" تابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بطنجة، إلى جانب "طرادات" وهي بمثابة بوارج صغيرة تابعة للدرك البحري بالعرائش، والبحرية الملكية بطنجة، ومثيلتها بالعرائش. وفي الوقت الذي بدأت المطاردة التي وصفت ب"الهوليودية"، تمكن زورقين نفاثين من طراز "فانطوم" أي "الشبح" من الفرار بعيدا، حيث تكلفت مروحية الدرك الملكي بتعقبهما، لكنهما تمكنا من الفرار إلى المياه الدولية، في الوقت الذي كانت فيه "طرادات" الدرك البحري والبحرية الملكية تطارد أكثر من زورقين من طراز "زودياك"، حيث أكد مصدر أمني أن الدرك البحري ودرك العوامرة وعناصر الشرطة تمكنوا من توقيف خمسة زوارق نفاثة من طراز "زودياك"، بعدما فرت إحداها نحو وادي اللوكوس، وأخرى إلى شواطىء الهيايضة بتراب جماعة العوامرة، والبعض الآخر إلى شاطىء الماء الجديد. ولا تزال المطاردة الهوليودية مستمرة حيث تضرب الحراسة على البواخر الثلاثة التي كانت تتسلم شحنات الحشيش، فيما تستمر "الطرادات" في البحث وسط عرض البحر عن باقي "الزوارق النفاثة" التي تمكنت من الفرار، كما استنفرت قوات الجيش المكلفة بحراسة خفر السواحل، وعناصر القوات المساعدة كل عناصرها لتعقب المهربين الذي تخلوا عن زوارقهم وفروا إلى داخل الغابات، في الوقت الذي لا تزال "مروحية" الدرك الملكي تقوم بعملية تمشيط بسواحل الاقليم، حيث شوهدت وهي تحلق بشاطىء "الهيايضة" بحثا عن زوارق من المرجح أن تكون قد فرت في هذا الاتجاه.