كشف موقع "البي بي سي" وموقع "ويلز أونلاين" نقلا عن شابة بريطانية تدعى ناعومي غريسلاند تفاصيل حادثة مروعة عاشتها في أحد الأمسيات قبل أيام قليلة بمدينة مراكش حين تعرضت لمحاولة سرقة واعتداء بالسيف خلف إصابتها بجرح خطير على مستوى الفخذ. فبعد أربعة أيام فقط من وصولها إلى المغرب لأداء مهمة تطوعية بإحدى الدور التي تعنى بالأيتام في المدينة الحمراء تعرضت الشابة البالغة من العمر 22 عاما لهجوم وصفته ب"المخيف". "كنا عشرة أشخاص خرجنا لتناول العشاء. عادة لا نبقى في الخارج بعد الساعة الحادية عشرة ليلا، ولكن وفي تلك الليلة بقينا إلى غاية الساعة الثانية عشرة والنصف" تقول ناعومي مضيفة أنها وأصدقاءها كانوا على بعد دقيقتين تقريبا من المكان الذي يبيتون فيه حين هاجمهم في طريق العودة شخص يحمل سيفا، "كان معنا ثلاثة شباب، عادة حين يكون معك رجال تظن أنك في مأمن ولكن أولئك الأشخاص لا يخشون أحدا" تقول الشابة التي حاول اللص نزع حقيبتها التي كانت محزومة حول خصرها. رفضت ناعومي طلب اللص تسليمه حقيبتها فحاول ضربها بالسيف في صدرها حسب تصريحها موضحة أنها تراجعت نحو الوراء لتكتشف أنه بالفعل أصابها حيث سقطت حقيبتها التي لم تكن تحتوي سوى على بعض لوازم المكياج وهاتفها المحمول ومبلغ 13 جنيها استرلينيا أي ما يعادل 200 درهما تقريبا. "لم أشعر بشيء في البداية، ولكن فجأة رأيت سيلا من الدماء وشعرت ببرودة تسري في جسدي" تقول ناعومي التي أضافت أنها وفي تلك اللحظة رفعت فستانها لتجد أنها أصيبت بجرح غائر وكبير على مستوى فخذها. بما أنها سبق لها العمل كمتطوعة مع خدمة الإسعاف في بلدها فقد عرفت ناعومي ما عليها أن تفعله بحيث حاولت وبمساعدة أصدقائها حبس الدماء ولكنها شعرت بأنه سيغمى عليها بسبب كثرة الدماء التي فقدتها فكان أصدقاءها يحاولون إبقاءها صاحية إلى حين وصول سيارة الإسعاف، في حين هرب المعتدي الذي كان ينتظره شخص على متن دراجة نارية. تم نقل ناعومي إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش حيث خيط جرحها ب20 غرزة. وبعد وقت قصير تم القبض على المعتدي الذي كان يرتدي زي لاعبي كرة القدم الانجليز يحمل الرقم 10، معلومة ساعدت الشرطة في الإمساك به بسرعة خصوصا أنه كان قد ارتكب في نفس الليلة اعتداء آخر ضد فتاة أخرى قبل أن يهاجم المجموعة التي كانت معها ناعومي، وقد وجهت له الشرطة تهمة الشروع في القتل. بالرغم من إشادتها بعمل الشرطة، إلا أن ناعومي اعتبرت الحادث الذي تعرضت له دليلا على غياب الأمن في المدينة خصوصا في الليل وتؤكد قولها بكونها كانت ضمن مجموعة من عشرة أشخاص من بينهم ثلاث شبان إلا أن ذلك لم يمنع المعتدين من الهجوم عليها. بعد الحادث تلقت ناعومي عرضا للسفر نحو بلدها والعودة إلى أحضان عائلتها غير أنها رفضت العرض وأصرت على أن تبقى في المغرب إلى حين انتهاء مهمتها التطوعية بحيث يرتقب أن تعود لبريطانيا بعد غد الأحد حاملة معها ذكرى أليمة من رحلة كان هدفها الأول التطوع في عمل خيري واكتشاف بلد لم تسبق لها زيارته.