على مدى 12 ساعة، رافقت "المغربية" دوريات أمن من فرق الدراجين "الصقور"، وفرق الديمومة التابعة لأمن أنفا بالدارالبيضاء، في حملاتها التطهيرية والمراقبة الأمنية بمناسبة حلول السنة الجديدة 2013، والاحتفالات التي تواكبها في مجموعة من المناطق خاصة عين الدياب والمعاريف. العشرات من الشباب والشابات والقاصرين من السكارى والمخدرين، أو محترفي السرقات بجميع أنواعها، أو المنخرطين في تبادل للضرب والجرح، أوقفوا وأحيلوا على مصلحة الشرطة القضائية لأمن أنفا بالبيضاء، في أول أيام السنة الجديدة 2013، واحتل مخفر الشرطة السياحية بعين الدياب كاليبسو المرتبة الأولى من ناحية التدخلات الأمنية، وعدد الموقوفين لقربه من مجموعة من العلب الليلية والملاهي بكورنيش عين الدياب. هذا المخفر صغير المساحة، كان مسرحا لإيقاف من اختاروا الاحتفال بالسنة الجديدة على طريقتهم، سكر طافح، وشتائم بذيئة كالها "السكارى" الذين كانت ضمنهم شابات، لرجال الأمن، الذين تلقى بعضهم أحيانا ضربات عشوائية خلال مطالبتهم للموقوفين بالسكوت. لم يخل الأمر أحيانا من تعنيف بعض الموقوفين عن طريق الصفع بعد الامتناع عن الادلاء بهوياتهم أو محاولتهم الفرار من المخفر. "واش حنا منعيشوش.. هدا راس العام ديالنا"، جملة من بين العديد من العبارات التي رددها "السكارى" الموقوفون على رجال الأمن، وهم يعترضون على اعتقالهم، ولا ينفك رجال الأمن أمام ذلك سوى التزام الصمت أو الاتصال بالمصالح التابعين لها لإحضار سيارة شرطة من الحجم الكبير لنقلهم بسرعة إلى مخفر الشرطة السياحية. مواقف طريفة وأخرى مؤلمة عاشتها "المغربية" إلى جانب رجال شرطة، لم يغمض لهم جفن وهم يجوبون شوارع وأزقة أحياء أنفا، يسهرون على استتبات الأمن ولتمر أجواء الاحتفال في أحسن الظروف، متحملين عبارات السب والشتائم من السكارى أو المخدرين، ومتيقظين لالتقاط أي إشارة عن شبهة إجرامية، بعد أن قسموا العمل في ما بينهم بين ثلاث مصالح للديمومة (غاندي والروداني وبوركون)، فضلا عن ديمومة عين الدياب، واختصت كل ديمومة بنوع من القضايا لمعالجتها، إذ اختصت ديمومة الروداني بجرائم الضرب والجرح والسرقات الموصوفة، والسرقات العادية، والنزاعات والاتجار في المخدرات، في حين أحيلت جرائم السكر العلني والتخدير والتحقق من الهوية على دوائر أخرى. وانطلقت "المغربية" في جولتها لتغطية الحملات الأمنية من مصلحة المداومة بدائرة الروداني، بتزامن مع إيقاف 16 شابا بينهم قاصرون اعتقلوا في مجموعة من الأماكن، ونقلوا إلى المصلحة للتأكد من هوياتهم وتسجيل أقوالهم، قبل إحالتهم على مصلحة الشرطة القضائية. خلال هذه الليلة البيضاء في شوارع منطقة أنفا، سجلت أزيد من 12 حادثة سير، وتفكيك شبكة تتاجر في المخدرات القوية "الكوكايين"، والعشرات من حوادث السرقة، والاعتداء والتحرش وتبادل الضرب والجرح، وتفكيك عصابات إجرامية، واعتقال منتحلي صفات قضائية أو أمنية، وتحرشات جنسية بالشابات، وممتهنات الدعارة، خلال خروجهن من العلب الليلية وملاهي الفنادق، بملابسهن القصيرة، من طرف عدد من القاصرين المخدرين. ولولا التدخلات الأمنية لوقع ما لا يحمد عقباه. كما أوقفت العديد من ممتهنات الدعارة، والمتاجرين في الخمور، وحجزت أسلحة بيضاء مختلفة الأحجام، ومفرقعات. شبكة "بنت اللبان" للاتجار في الكوكايين ظلت مصلحة الشرطة السياحية بالدارالبيضاء، تستقبل موقوفين متابعين بجنح مختلفة إلى حدود السادسة من صباح أول أيام السنة الميلادية الجديدة، إذ اعتقلت 6 أفراد من بينهم شابتان، تلقب أحداهما ب"بنت اللبان"، عثر بحوزتهم على سبع كبسولات من مخدر الكوكايين ومبالغ مالية، و7 هواتف محمولة وعوازل طبية وقنينة خمر. ورجحت مصادر أمنية أن تشكل الشابتان الموقوفتان (م) وابنة خالتها وشخص آخر، شبكة لترويج المخدرات الصلبة، خصوصا أن أحد إخوته يوجد وراء القضبان بتهمة ترويج الصنف نفسه من المخدرات. وكان الموقوفون الستة أنفقوا أموالا طائلة في ملهى ليلي تابع لفندق بكورنيش عين الدياب، ونثروا أموالا على الفرقة الموسيقية بشكل أثار شكوك رجل أمن قرر تعقبهم بمعية زملائه من الفرقة السياحية بعد أن امتطوا سيارة "بنت اللبان"، ليجري إيقافهم في محطة للوقود بطريق آزمور المؤدية باتجاه جماعة دار بوعزة. جينرال ووكيل ملك وعميد شرطة من بين أغرب الحوادث التي صادفها رجال الأمن بالقرب من مخفر الشرطة السياحية بعين الدياب، اعتقال ثلاثة أشخاص أحدهم ادعى أنه جينرال، والثاني عميد شرطة، والثالث وكيل للملك، حين أوقفتهم عناصر المخفر للتأكد من هوياتهم، ما أثار ضحك الحاضرين في المخفر، إذ أن أحدهم وبمجرد أن تأكد أنه أصبح مقبوضا عليه، بدأ يؤكد لعناصر الشرطة أنه يعمل فقط بجماعة حضرية وأنه خاض منذ فترة امتحانا للعمل جنيرالا، فيما اعتقلت عناصر الشرطة السياحية بالبيضاء، بالقرب من محطة القطار الميناء، شخصا رابعا انتحل صفة شرطي، وضبط وهو بصدد إيقاف شخص ومطالبته بمده بهويته. اتجار في الشيرا بعبد المومن قريبا من تقاطع شارع الزرقطوني وشارع عبد المومن، ضبطت دورية لفرقة الدراجين تابعة لولاية أمن أنفا، خمسة أشخاص، أحدهم تاجر مخدرات في الأربعينيات من العمر، وأربعة آخرين من المستهلكين، كان أحدهم على دراجة نارية "سكوتر"، في حين، كان الثلاثة الآخرون على متن سيارة رفقة تاجر المخدرات، وجميعهم شباب في العشرينات. ومكنت عملية مراقبة بالحاجز الأمني الذي نصبته مصلحة الأمن بهذا الشارع، في الحادية عشرة ليلا من إيقاف تاجر المخدرات، الذي يتحدر من سيدي حجاج ضواحي البيضاء، وحجزت معه 9 قطع من مخدر الشيرا، كانت معدة للبيع بمبلغ 100 درهم للقطعة بمناسبة راس السنة. وحجزت الدورية الأمنية لديه، أيضا، خمسة هواتف محمولة ومبلغا، وتبين بعد نقله إلى مصلحة الديمومة "الروداني" أنه سبق واعتقل من أجل تهمة الاغتصاب، وجرى حجز السيارة التي كان يوزع بها المخدرات. وألقى أفراد الشرطة السياحية القبض على ثلاثة قاصرين يكونون عصابة إجرامية، وهم في حالة تلبس بسرقة ضحية ضربوه على رأسه بحجر وكسروا سن آخر. حادثة سير مميتة في شارع بئر أنزران تمكن عدد من السكان وحارس ليلى بمساعدة عناصر فرقة الصقور من اعتقال مرتكب حادثة سير مميتة أودت بحياة شخص (40 عاما)، كان خرج لاقتناء وجبة عشائه من أحد محلات الوجبات السريعة في حدود الثانية صباحا. كان السائق (35 عاما) في حالة سكر طافح، ويقود سيارته بسرعة جنونية فصدم الضحية الذي كان مترجلا ولاذ بالفرار، لكن تدخل الحارس الليلي وبعض المارة وعناصر الصقور حال دون إفلات مرتكب الحادثة، وجرى اعتقاله وإحالته على مصلحة الشرطة القضائية في إطار حوادث السير. وفي كورنيش عين الدياب، وقعت حادثة سير مروعة تسببت في جروج بليغة لشابة كانت على متن دراجة نارية مردوفة بشاب وشابة أخرى، اللذين أصيبا بدورهما بجروح خطيرة نقلوا إثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات. ويبدو أن السرعة المفرطة كانت وراء الحادثة، إذ حاول صاحب الدراجة تجنب سيارة مركونة فاصطدم بواجهتها الأمامية فسقط ومرافقتيه. الاعتداء على إفريقيات بالكورنيش في بداية كورنيش عين الدياب، اعتقل بمركز للشرطة أربعة شباب في العشرينات من العمر اعتدوا بالضرب على أربع افريقيات كن بصدد الاحتفال برأس السنة، وتسببوا في جرح ركبة إحداهن، وأوضحت إحدى الشابات ل"المغربية" أن الشباب الأربعة اعترضوا طريقهن على مقربة من مركز الشرطة وكانوا يتحرشون بهن، ولعدم مبالاتهن اعتدوا عليهن بالضرب، إذ جرح أحد المعتدين صديقتها في ركبتها. ونقل الجميع على متن سيارة الشرطة الى مصلحة الديمومة لتسجيل أقوالهم وإحالتهم حسب التهم التي ستوجه إلى كل واحد منهم. محاولة سرقة ب"موروكومول" و"الترامواي" حوالي العاشرة ليلا، تدخلت عناصر مصلحة الأمن بغاندي لاعتقال شاب تسلح بسيف، وحاول الدخول إلى المركز التجاري "موروكومول" وهو في حالة سكر، وحالت عناصر الأمن دون دخوله، في حين اعتقلت عناصر الشرطة بمصلحة الديمومة بالروداني لصا وصديقه القاصر، في إحدى قاطرات الترامواي يحاولان الاعتداء على الراكبين، وأحدثا الفوضى وهما في حالة سكر طافح ، لأخذ أقوالهما. وفي جولتنا بدائرة الأمن بغاندي، أو بوركون، أو السور الجديد، صادفنا نقل عشرات المتهمين بارتكاب سرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض، أو بالخطف، فضلا عن متورطين في السكر العلني وإحداث الفوضى، أو تكسير زجاج سيارات، لكن القاسم المشترك بين بعض الموقوفين ليس فقط السكر أو الفوضى والصراخ والمطالبة بإطلاق السراح فورا، بل ادعاء أغلبهم قرابة أو معرفة مسؤولين أمنيين أو قضائين أو غيرهم للإفلات من الاعتقال.