فجأة ودون سابق إنذار سمع ذوي إطلاق الرصاص. الفضول دفع بعض المواطنين إلى التوجه نحو مصدر الطلقات النارية الواقع بجوار الغابة الخضراء في شارع إدريس الحارثي بالبيضاء. آش وقع؟ سؤال طرحه العديد ممن رأوا أمام أعينهم شخصا ملقى على الأرض والدماء تسيل من فخذه وركبته وأمامه عنصران من فرقة الصقور قاما بتصفيد شخص آخر. كانت الساعة تشير إلى التاسعة ليلا عندما اعترض ثلاثة لصوص، لديهم، حسب مصدر أمني سوابق قضائية عديدة في السرقة بالعنف وتشكيل عصابة إجرامية، سبيل مواطن بجوار الغابة الخضراء. الضحية وجد نفسه فجأة محاطا بثلاثة أشخاص حملوا في وجهه السيوف وشرعوا في تهديده لإرغامه على تسليمهم ما بحوزته من نقود وهاتف نقال. بينما كان الضحية يتوسل إلى مهاجميه في محاولة لإقناعهم بتركه ليذهب إلى حال سبيله، ظهر من العدم عنصران من فرقة الصقور على متن دراجتيهما الناريتين. بسرعة البرق توقف رجلا الأمن وتوجها بسرعة نحو المعتدين في محاولة لإيقافهم. رد الفعل السريع لعنصري الصقور أصاب اللصوص الثلاثة بحالة من الذهول دفعتهما إلى الركض في اتجاه أحد الأزقة المجاورة لعل وعسى أن ينجحوا في الإفلات بجلدهم، لكن هذه الخطوة لم تكن كافية. عنصرا الصقور لاحقا المتهمين وباتا قاب قوسين أو أدنى من الإمساك باثنين منهما، قبل أن يقوم أحد اللصوص بالتلويح بسيف في وجه رجلي الشرطة. بكلمات واثقة صاح المتهم في وجه عنصر الصقور: »غادي تمشي تق.... ولا غادي نقتل امك«. المعني بالأمر لم يقف عند حدود التهديد بل اتجه، حسب مصدر أمني، صوب عنصر الصقور وحاول إصابته بسيفه. أمام هذا الوضع لم يجد الشرطي، الذي قام ب90 تدخلا خلال شهر واحد فقط، بدا من إشهار مسدسه وتصويبه صوب المتهم، الذي حاول مرة ثانية إصابة غريمه ليضطر الأخير إلى إطلاق رصاصة أصابت ركبة اللص، وجعلته يسقط مضرجا في دمائه. أحد زميليه لم يجد بدا من الاستسلام ليتم تكبيله، في حين نجح الآخر في الإفلات بجلده، حيث تواصل الشرطة البحث عنه لاعتقاله بدوره. سيارة الإسعاف حضرت إلى عين المكان وقامت بنقل المتهم المصاب صوب مستعجلات مستشفى سيدي عثمان لتلقي الإسعافات الأولية، غير أن نوعية الإصابة، التي تعرض لها فرضت نقله صوب المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، حيث خضع لعملية جراحية لاستخراج الرصاصة. بعد تحسن حالة المتهم تم نقله صوب مقر المنطقة الأمنية لحي مولاي رشيد قبل عرضه على الشرطة القضائية لاستنطاقه رفقة زميله قبل تقديمهما إلى النيابة العامة، بعد تحرير محضر بالواقعة والاستماع إلى إفادات الشهود، الذين عاينوا المواجهة العنيفة بين الأمن واللصوص الثلاثة.