«هل أصبح المغاربة ملزمين بتشكيل لجان شعبية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم؟» إنه السؤال الذي أصبح يردده العديد من المواطنين بعد تزايد عدد اللصوص والمجرمين والسرقة تحت التهديد بالسكاكين والسيوف في العديد من الشوارع والأحياء التي تحولت إلى نقط سوداء بعد انفلات أمني غير مسبوق. فقد اضطر العديد من تجار الذهب بقيسارية الدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، إلى تنظيم وقفة احتجاجية ضد هذا الانفلات الأمني أمام الدائرة الأمنية السابعة بدرب السلطان قبل أن يتوجهوا إلى القصر الملكي لإبلاغ صوتهم. وجاءت هذه التطورات بعد أن أصيب شخص بجروح إثر إطلاق شرطي النار بقسيارية الحفاري بالدارالبيضاء من أجل توقيف أحد المنحرفين، وأوضحت مصادر مطلعة أن المصاب نقل إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية من شظايا الرصاصة التي استقرت في رجله اليسرى. وأكدت المصادر ذاتها أن حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق عرفتها منطقة درب السلطان الفداء بعد حادث إطلاق النار، مضيفا أن الحملة التمشيطية التي قامت بها العناصر الأمنية لم تنجح إلى حدود صباح أمس الخميس في إلقاء القبض على المنحرفين اللذين تسببا في حادث إطلاق النار بالقيسارية المذكورة، واللذين صدرت في حقهما مذكرة بحث وطنية. وأشارت مصادر «المساء» إلى أنه جرى إخبار النيابة العامة فور حادث إطلاق الرصاص، كما تم الاستماع إلى مجموعة من الشهود الذين عاينوا عملية إطلاق الرصاص وإلى الشرطي الذي أطلق الرصاص دفاعا عن نفسه وعن المواطنين بعد إشهار المتهم المبحوث عنه سيفا. وبخصوص تفاصيل الحادث، أوضحت المصادر ذاتها أن الأمر تعلق بشجار بين أحد المنحرفين المسمى «القنفودي» الذي كان مؤازرا بشقيقتيه وأحد الباعة المتجولين الذي اضطر إلى الفرار أمام إشهار المتهم الأول سيفا محاولا قتله متجها إلى قيسارية الحفاري إلا أن تدخل أحد حراس الأمن الخاص العاملين بالقيسارية حال دون وصول المنحرف إلى القيسارية، مضيفة أن أحد رجال الأمن من الصقور الذين كانوا يقومون بدورية قريبة من موقع الحادث تدخل من أجل توقيف المنحرف الذي كان يحمل سيفا، إلا أن هذا الأخير هدد بقتل أي شخص يقترب منه وهو ما دفع رجل الأمن إلى إطلاق رصاصة تحذيرية في الأرض لردع المنحرف. وفي سياق متصل، عرفت مدينة برشيد إطلاقا ناريا كذلك في مواجهة بين رجال الأمن وأفراد عصابة، إذ عرف دوار لميمنات التابع للمدار الحضري لمدينة برشيد، أول أمس الأربعاء، اشتباكات استعملت فيها الأعيرة النارية دارت بين فرقة من رجال الأمن التابعين لمفوضية الشرطة بمدينة برشيد وسبعة أشخاص من مروجي المخدرات كانوا على متن سيارتين خفيفتين. وأفادت مصادرنا أن فرقة الصقور التابعة لمفوضية برشيد كانت تقوم بدورية اعتيادية لمكافحة الجريمة بأحد الدواوير القريبة من المدينة، وعلى مستوى دوار لميمنات التابع للمدار الحضري لمدينة برشيد أثارت انتباه أفراد الدورية سيارة خفيفة من نوع رونو 25 كان على متنها أربعة أشخاص كانت تسير بسرعة جنونية، ولما حاول رجال الأمن توقيفها لم يمتثل سائقها للأمر ولاذ بالفرار، وتمت مطاردتهم من طرف أفراد الدورية، فتوقفت السيارة المعنية بعد أن انفجر أحد إطاراتها، وعمد المشتبه بهم الذين كانوا مدججين بأسلحة بيضاء وسيوف من الحجم الكبير بالإضافة إلى قنينة غاز مسيلة للدموع إلى مواجهة رجال الأمن الذين كانوا يلاحقونهم. وأضافت المصادر ذاتها أنه وأثناء الاشتباكات حلت بمكان وقوع الأحداث سيارة أخرى من نوع (بي.إم) كان على متنها ثلاثة أشخاص جاؤوا من أجل مؤازرة وتقديم الدعم لركاب السيارة الأولى (رونو25) في مواجهة رجال الأمن، مما اضطر أحد أفراد الصقور لإطلاق رصاصات تحذيرية في اتجاه إحدى السيارتين المعنيتين، غير أنه تعرض لاعتداء بواسطة السلاح الأبيض من طرف أحد المعتدين أصيب على إثره برضوض وجروح، ومحاولة منه لرد الاعتداء على زميله قام الشرطي المرافق بإطلاق رصاصة تحذيرية في الهواء، لكن أمام إصرار أفراد العصابة على مهاجمة أفراد الدورية اضطر الشرطي إلى توجيه رصاصة ثانية صوب أحد المهاجمين أصابته على مستوى الرجل. وتمكنت عناصر الأمن من توقيف أحد المشتبه بهم خلال العملية وتم اقتياده إلى مفوضية الشرطة ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية باستشارة النيابة العامة، وتم نقل عنصر الأمن لتلقي العلاجات بالمستشفى الإقليمي بمدينة برشيد، فيما تم نقل المشتبه به الثاني إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء ووضع تحت الحراسة الطبية في انتظار تلقيه العلاج وتحسن وضعه الصحي فيما لا يزال البحث جاريا عن الخمسة الباقين الذين لاذوا بالفرار على متن سيارة (بي. إم)، وحجزت عناصر الأمن خلال هذه العملية ستة سيوف ومجموعة كبيرة من الحجارة وحبالا بلاستيكية وقنينة غاز مسيلة للدموع كانت على متن السيارتين.