عاشت مدينة برشيد، أول أمس الأربعاء، ليلة ساخنة جراء دخول عناصر أمن في مواجهات عنيفة مع تجار مخدرات متخصصين، أيضا، في السرقة بالعنف اضطروا معها إلى إطلاق الرصاص، لصد المقاومة العنيفة التي ووجهوا بها من قبل أفراد العصابة، مدججين بأسلحة بيضاء وقنينات غاز مسيلة للدموع. وانطلقت فصول المواجهة، بعد أن رصدت عناصر الأمن بالمنطقة الإقليمية للأمن ببرشيد٬ في إطار التدخلات الميدانية، التي تباشرها مصالح الأمن من أجل مكافحة الجريمة، سيارة خفيفة تسير بسرعة فائقة في أحد الأحياء المدارية بالمدينة٬ وعلى متنها أربعة أشخاص، رفضوا الامتثال لتعليمات عناصر الأمن بتوقيف سيارتهم للتحقق من هوياتهم٬ وحاولوا الفرار بعد أن أبدوا مقاومة عنيفة. وذكر مصدر أمني مطلع، أن تعرض الإطار المطاطي للسيارة لعطب فجائي، اضطر أفراد العصابة إلى التوقف، ومهاجمة عناصر الشرطة باستعمال سيوف بالإضافة إلى قنينة غاز مسيل للدموع. وحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني٬ فإن سيارة أخرى حضرت إلى الموقع، وعلى متنها ثلاثة أشخاص بغرض تقديم الدعم للمعتدين في مواجهة عناصر الأمن٬ مشهرين بدورهم أسلحة بيضاء٬ مشيرا إلى أن شرطيا من فرقة الدراجين اضطر إلى إطلاق رصاصات تحذيرية في اتجاه إحدى السيارات المهاجمة٬ غير أنه تعرض لاعتداء بواسطة السلاح الأبيض، أصيب خلاله برضوض وجروح بالغة الخطورة. وأضاف المصدر أنه في محاولة لرد الاعتداء، الذي تعرض له الشرطي المذكور٬ أقدم زميله على إطلاق رصاصة تحذيرية في الهواء لثني المعتدين٬ مؤكدا أن إصرارهم على مهاجمة عناصر الأمن، اضطرته إلى توجيه رصاصة ثانية صوب المعتدي، أصابته في عظم الفخذ٬ ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. وتمكنت عناصر الأمن، بعد صد هجوم أفراد العصابة من اعتقال متهمين٬ وضع أحدهما تحت الحراسة النظرية، في حين جرى الاحتفاظ بالشخص المصاب رهن الحراسة الطبية بالمستشفى. كما تمكنت عناصر الأمن من حجز ستة سيوف من الحجم الكبير، وقنينة غاز مسيلة للدموع، ومجموعة كبيرة من الحجارة كانت على متن السيارتين، يرجح أنها تستعمل في عمليات اعتراض السبيل المقرون بالسرقة. وتواصل عناصر الشرطة القضائية بمدينة برشيد تحقيقاتها قصد اعتقال باقي أفراد العصابة، الذين لاذوا بالفرار٬ بعد فتح تحقيق قضائي في الحادث، بتنسيق مع النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بسطات. وحسب المعطيات الأولية المتوفرة، فإن أفراد العصابة من ذوي السوابق القضائية٬ ويشكلون موضوع بحث على الصعيد الوطني من أجل تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة بالعنف والاتجار في المخدرات. يذكر أن مدينة برشيد، شهدت خلال سنة 2008، مواجهة دامية بالسلاح الأبيض والسيوف، بين عصابتين متنافستين "أولاد الخويل" و "أولاد النعانعي"، حول احتكار سوق المخدرات والخمور بالمدينة. وأسفرت المواجهات عن مقتل عبد الرحيم (ع) من عصابة "أولاد النعانعي"، وإصابة شقيقيه عبد الحق وعزيز ومساعدهم أيوب بجروح وصفت بالخطيرة، في عملية تصفية حسابات استعمل فيها الخطف والاقتتال بالأسلحة البيضاء، على شاكلة الأفلام الهوليودية. وقادت التحقيقات التي باشرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إلى اعتقال 25 متهما بالدارالبيضاءوبرشيد من صفوف العصابتين، وحجز ثلاث سيارات استعملت في نقل المخدرات، وتبين أن إحداها استغلت في عملية الاختطاف التي تلتها جريمة القتل، إضافة إلى دراجة نارية استعملت أيضا في نقل المخدرات، فضلا عن أزيد من 20 سلاحا أبيض وعصي وقطعة حديد أعدت لتستعمل كسلاح أبيض.