أعمال شغب غير مسبوقة كان مركب محمد الخامس والأزقة المحيطة به مسرحا لها. مشاغبون هاجموا الأمن ونكلوا ببعض عناصره الذين وجد بعضهم نفسه محاصرا وسط مشجعين هائجين استعملوا الحجارة والشهب النارية والقضبان الحديدية في وجه قوات الأمن، التي لم تتمكن من استعادة السطرة على الوضع إلى بعد قدوم تعزيزات ومهاجمة المدرجات لإخلائها بالقوة حتى لايضطر الحكم إلى هشام التيازي إلى الإعلان عن توقف المباراة في حالة استمرار احتلال بعض المشاغبين لإحدى جنبات الملعب. من مباراة في كرة القدم إلى حرب شوارع. هذا ما آلت إليه مباراة الوداد البيضاوي ضد الجيش الملكي, التي احتضنها مركب محمد الخامس بعد زوال أول أمس السبت. كل شيء كان يبدو عاديا صبيحة مباراة الكلاسيكو قبل أن تتطور الأمور بشكل دراماتيكي. فما الذي حدث بالضبط؟ كيف ولماذا حدث؟ استنفار لاستقبال العسكريين السلطات الأمنية للدار البيضاء كانت تتخوف من وقوع أعمال شغب في مباراة الوداد ضد الجيش الملكي على غرار ما حصل قبل بضعة أسابيع في مباراة الرجاء البيضاوي ضد الفريق العسكري, لكن ما شهده مركب محمد الخامس وعدد من أحياء العاصمة الاقتصادية القريبة منه فاق كل التوقعات. ثلاثة قطارات خصصها المكتب الوطني للسكك الحديدية لنقل الجمهور العسكري إلى العاصمة الاقتصادية, حيث كانت التوقعات تشير إلى حضور 5000 من أنصار الجيش إلى البيضاء لكن العدد لم يتعد في نهاية المطاف 3000 متفرج. بمجرد وصول أنصار الفريق العسكري إلى محطة الوازيس تم تجميعهم إلى حين وصول عشرات الحافلات التي أقلتهم إلى مركب محمد الخامس. الطريق إلى الملعب لم يكن سالكا. السلطات الأمنية توصلت بمعلومات مفادها أن أعدادا كبيرة من مشجعي الوداد البيضاوي تتربص بالضيوف وتعد كمائن لاستقبالهم. ما العمل لمواجهة هذا الموقف الحرج؟ الحل الذي لجأ الأمن هو سلك طريق دائرية وعبور بعض الأزقة البعيدة عن تلك التي يسلكها عادة مشجعوا الوداد في طريقهم إلى الملعب. الخطة بدت ناجحة للوهلة الأولى. الحافلات وصلت إلى موقع قريب من الملعب. توقفت في انتظار صدور الأوامر للاقتراب أكثر وإيصال أنصار الفريق العسكري إلى المدرجات المخصصة لهم في منطقة «المكانة» بمدرجات الملعب لكن حدثا طارئا غير كل الخطط. مشجعون وداديون اقتربوا من حافلات الجمهور العسكري. رشقوا بعضها بالحجارة وأصابوا بالفعل بعض المشجعين الضيوف بجروح. الأمن تدخل بسرعة وأجبر المهاجمين على التراجع خطوات إلى الوراء, قبل أن يشن هجوما مضادا دفع المشجعين المحسوبين على جمهور الوداد إلى الفرار إلى داخل الملعب. هذا الاحتكاك بين جمهور الوداد والأمن كان بمثابة الشرارة، التي أشعلت نار المواجهات في يوم كان من المفروض أن تشد فيه الأنظار إلى مركب محمد الخامس نظرا لقوة المواجهة بين الوداد والرجاء. الأنظار شدت بالفعل إلى ملعب العاصمة الاقتصادية لكن ليس بفعل الإثارة الكروية وإنما بسبب أعمال الشغب التي سبقت ورافقت وتلت المباراة. الباب 10 ... بداية التخريب «صحاب العباسية» كانوا حاضرين بقوة. المشجعون، الذين اعتادوا الدخول إلى مركب محمد الخامس دون دفع سنتيم واحد تمسكوا بما اعتبروه حقا مكتسبا. الأبواب الإلكترونية فتحت شهية البعض لاستغلالها كذريعة لإشعال نار الشغب. عشرات القاصرين يقودهم عدد من الأشخاص الراشدين هاجموا البوابة الإلكترونية المتبثة في الباب رقم 10 ودمروها بشكل كامل. الأمر لم يقف عند حدود البوابة الإلكترونية بل تعداها إلى تحطيم الباب رقم 10 بالكامل واقتلاعه من مكانه رغم حجمه الهائل. الأمن لم يقف طويلا موقف المتفرج. حوالي 25 من عناصر الأمن وقوات التدخل السريع تحركوا لإرغام المشاغبين على إيقاف أعمال التخريب لكنهم ووجهوا بقوة لم يكونوا يتوقعونها. قطع الحجارة بدأت تتهاطل على عناصر الأمن وكأنها زخات مطرية, على حد تعبير واحد منهم. «هاذوا را ما بقاو تايخافوا من حتى واحد». «بغاو يديروا السيبة», يوضح المتحدث ذاته, ل«لأحداث المغربية». السيبة وقعت بالفعل. والحجارة استمرت في التهاطل على عناصر الأمن المرابطة قرب البوابات رقم 10 و11 و 12 و 13 و 14. لكن من أين أتى كل هذا الكم من الحجارة؟ هل أدخلها المشجعون عبر بوابات الملعب أمام أعين الأمن؟ الحقيقة هي أن الحجارة تم إنتاجها داخل الملعب نفسه. كيف ذلك؟ المشجعون المنتفضون في وجه قوات الأمن عمدوا في البداية إلى تحطيم عدد من السياجات الحديدية قبل أن يستعملوا القضبان التي حصلوا عليها منها كأدوات لتحطيم حواف مدرجات الملعب الواقعة في المنطقة المسماة فريميجة. النتيجة كانت هي حصول المشاغبين على كمية ضخمة من الحجارة المختلفة أحجامها والتي استعملوها في «حربهم» مع القوات العمومية. عمليات كر وفر «بوليسي غادي يموت بوليسي غادي يموت ... الله .. الله .. الله .. الله ....» . هذه هي العبارات التي دوا صداها في أرجاء الملعب، عندما أطلق الحكم هشام التيازي صافرة انطلاق الجولة الأولى من مباراة الوداد ضد الجيش. المواجهات ماتزال في أوجها. قلة من الجمهور الحاضر وممثلي سائل الإعلام كانت تتابع مجريات اللقاء والسجال الكروي الحاصل بين لاعبي الفريقين فوق أرضية الملعب. جل الأنظار كانت مصوبة صوب منطقة «فريميجة» وما يجري فيها, في حين فضل المئات من مشجعي الوداد الصعود إلى أعلى المدرجات لمتابعة سير المواجهات، التي تدور رحاها خارج الملعب بين زملائهم وعناصر الأمن. بعض أبواب الملعب فتحت على مصراعيها حتى في وجه من لا يتوفرون على تذاكر لعل وعسى أن يمكن ذلك من تخفيف حدة الازدحام في محيط الملعب، ويمكن الأمن من تطويق الموقف لكن هذا الأمر كان بعيد المنال. المشاغبون وصلوا إلى درجة غير مسبوقة من الهيجان لأسباب غير مفهومة. «عنداك عنداك». «حظي راسك». «سير حيد من هنا ...». هذه بعض من العبارات التي كان يتداولها بعض رجال الأمن فيما بينهم أو يوجهونها إلى المواطنين، الذين صادف مرورهم بجوار الملعب استمرار أعمال الشغب. «هاذ الشي عيب». هكذا علق أحد المواطنين على ما يحصل, قبل أن يؤكد آخر أنه شاهد بأم عينيه اعتداءات خطيرة على عناصر الأمن ومن بينهم شرطي أصيب إصابة خطيرة على مستوى العين وآخر حمل على متن سيارة الإسعاف بعد إصابته بحجارة طائشة. لم يكد شاهد العيان ينتهي من رواية ما راه ل«الأحداث المغربية» حتى بدأ عدد من رجال الأمن يتساقطون تباعا. شرطي أصيب في رجله بحجر من الحجم المتوسط ليسقط أرضا وهو يتلوى من الألم وآخر أصيب في الرأس وثالث تلقى ضربة قوية بقطعة حديدية ... محاولات الأمن لاستعادة زمام المبادرة كانت تجابه بقوة غير منتظرة. مثيرو الشغب لم يكتفوا برشق قوات الأمن بالحجارة بل عمدوا إلى استعمال أسلحة أخرى. شهب نارية وعدد من الألواح الخشبية والسياجات الحديدية المتنقلة قذفت في اتجاه عناصر الشرطة مرفوقة برشقات متتالية من الحجارة. بعض رجال الأمن لم يجدوا بدا من إعادة توجيه الحجارة المتساقطة فوق رؤوسهم في اتجاه مهاجميهم لكن دون جدوى. حدة الغضب في صفوف رجال الأمن ازدادت بعد معاينتهم عملية الهجوم على سيارة للأمن من نوع بارتنير هشم زجاجه بالكامل وتعرض سائقها لإصابات بليغة لكن هذا الغضب لم يفد كثيرا في صد الهجمات المتتالية للمشاغبين. شبح بورسعيد في سماء البيضاء نهاية الجولة الأولى من مباراة الوداد ضد الجيش شكلت منعطفا خطيرا في مسار أعمال الشغب، وجعلت أحداث ملعب بورسعيد بمصر قريبة من التحقق بمركب محمد الخامس. عناصر ملثمة وأخرى مكشوفة الوجوه نجحت في إرغام رجال الأمن المنتشرين في مدرجات الملعب على الانسحاب من منطقة فريميجة التي أصبحت تحت السيطرة الكاملة للمشجعين الهائجين. أحد عناصر الشرطة تلقى سيلا من الركلات والضربات بقضبان حديدية بعدما وجد نفسه وحيدا وسط المشحجعين الهائجين بينما نجح باقي زملائه في مغادرة منطقة الخطر. الضحية لم يجد بدا من القفز من المدرجات إلى «الفوندو» المحيط بالملعب لكن ذلك لنم يكن كافيا، حيث انهالت عليه الحجارة ليتعرض لإصابات عديدة فرضت نقله إلى مستعجلات مستشفى ابن رشد لتلقي العلاج. السياجات الحديدية المتنقلة لم تعد سلاحا كافيا بالنسبة للمشاغبين في مواجهة الأمن. العشرات من مشجعي الوداد عمدوا إلى اقتلاع سياج حديدي يزيد طوله عن 80 مترا وعلوه عن متر ونصف رغم أنه متبث في قاعدة خرسانية, ليقوموا بعد ذلك بإلقائه في اتجاه الملعب! السياج المقذوف مال بعض الشيء عن مساره وكاد أن يسقط فوق رؤوس عدد من حامليه لكنهم نجوا بأعجوبة ليسقط السياج فوق سيارتين تابعتين للوقاية المدنية ويتسبب في تهشيم زجاجهما وإلحاق خسائر بهيكليهما الحديديين. الأمور لم تقف لسوء الحظ عند هذه الحدود. المشاغبون بدأوا في التقدم أكثر في محاولة لاجتياح أرضية الملعب. حوالي 20 مشجعا بعضهم ملثمون والبعض الآخر مكشوفو الوجوه نجحوا فعلا في النزول إلى جانب من الملعب وشرعوا في رشق الأمن بالحجارة والكراسي مع التلويح بقضبان حديدية مختلفة الحجم والشكل في إشارة إلى ما اعتبروه نصرا لتحفيز مشجعين آخرين على اللحاق بهم و النزول بدورهم إلى أرضية الملعب؟! «الماتش غايكمل» ... «الماتش غايوقف» هل ستكتمل المباراة أم سيعلن الحكم هشام التيازي عن توقيفها؟ سؤال أصبح ملحا بعد صعود ثلاثي التحكيم إلى أرضية الملعب رفقة لاعبي وطاقمي الفريقين في وقت كان بعض المشاغبين مازالوا يحتلون إحدى الزوايا في جنبات الملعب. التيازي قرر النزول مجددا إلى مستودع الملابس بإلحاح من لاعبي ومسؤولي الجيش في الوقت كان إدريس مرباح الكاتب الإداري للوداد يجاهد لإقناعه بالبقاء وإعطاء انطلاقة الجولة الثانية بحجة أن الأمن قريب من السيطرة على الموقف. لم يكد التيازي يصل إلى باب مستودع ملابس الحكام حتى رن هاتفه. من المتصل؟ سؤال لم يتسن للصحافيين، الذين كانوا قريبين من الحكم الحصول على إجابة شافية عليه لكن تغير ملامح وجه التيازي أوحت بأن الأمر يتعلق باتصال هاتفي مهم. الحكم دخل بعد ذلك إلى المستودع ليلحق به أحد مسؤولي الجيش الملكي ومسؤول كبير من ولاية أمن الدارالبيضاء. ممثل الفريق العسكري, الذي دخل في جدال حاد مع المسؤول الأمني, سعى جاهدا إلى إقناع الحكم بضرورة الإعلان عن توقيف المباراة بحجة أن سلامة اللاعبين باتت على المحك لكنه لم ينجح في ذلك. إخلاء المدرجات بالقوة قبل أن يعود ثلاثي التحكيم واللاعبون مجددا إلى أرضية الملعب صدرت الأوامر بإخلاء منطقة «فريميجة» بالقوة حتى يتسنى إكمال المباراة. الأمن تحرك لتنفيذ التعليمات بعد وصول تعزيزات أمنية. المهمة تمت بنجاح والمشاغبون الذين كانوا قبل لحظات متفوقين ويرقصون رقصة النصر شرعوا في الركض يمينا ويسارا بحثا عن الإفلات من هراوات الأمن التي بدأت تنهال عليهم من كل حدب وصوب، وتوجه ضربات موجعة لا تستطيع التمييز بين الصالح والطالح, بين المشاغب والمشجع المسالم, ليتم اعتقال العشرات من المشجعين واقتيادهم إلى سيارات الشرطة قبل نقلهم صوب ولاية أمن الدارالبيضاء. «طلقوا خوتنا ... طلقوا خوتنا». هكذا صاح الاف من أنصار الوداد المودودين في المنصة المغطاة التي لم تطلها عملية الإخلاء, قبل أن يشرعوا تارة في توجيه عبارات السب إلى العاصمة الرباط ورجال الأمن وتارة أخرى في تشجيع لاعبي الوداد، الذين كانوا حينها متقدمين بهدفين دون رد على نظرائهم العسكريين. مواجهات ورعب في الشوارع نهاية المباراة لم تكن تعني نهاية أعمال الشغب. بينما فضل عديدون من أنصار الوداد البيضاوي الإفلات بجلدهم والابتعاد عن محيط الملعب بعد انتهاء اللقاء فضل آخرون الدخول في مواجهات مع الأمن. مواجهات أسفرت, حسب المعطيات التي حصلت عليها «الأحداث المغربية» عن حصول إصابات في صفوف الجانبين وتحطيم زجاج ست سيارات وحافلة لنقل المسافرين, في حين تم تكسير زجاج 11 حافلة. الشغب الأعمى تسبب أيضا في حالة من الرعب بين سكان العمارات المحاذية للملعب, التي عمد بوابوها إلى إغلاقها بإحكام خوفا من هجمات المشاغبين, لكن ذلك لم يحل دون تعرض نوافذ بعض الشقق لأضرار نتيجة الرشق العشوائي بالحجارة. المحلات التجارية أغلقت بدورها أبوابها شأنها في ذلك شأن المقاهي التي لم تفلت اثنتان منها من الأذى ليتم تكسير زجاج واحدة نوافذ منها وتحطيم الواجهة الزجاجية للثانية بالكامل, مما أثار غضب مالكها الذي حاول تفريغ غيضه عبر محاولة الاصطدام بمصور «الأحداث المغربية» لمنعه من التصوير وشرع في الصراخ: «ما عندي ما ندير بالصحافة. تصاوركم ماغادي يفيدوني بوالو والله وتخرج شي تصويرة ما غادي نتفاك معاكم ..» مطاردة فلول المشاغبين بعد أن وضعت «الحرب» أوزارها بين الأمن ومثيري الشغب شرعت عناصر الصقور في مطاردة البقية المتبقية من المشتبه في إثارتهم الشغب عبر الأزقة المجاورة لمركب محمد الخامس. مطاردات أسفرت عن توقيف أزيد من 15 شخصا. الاعتقالات ساهم فيها بعض حراس العمارات الذين شاركوا في مطاردة بعض المشتبه فيهم حجتهم في ذلك أن المعنيين بالأمر وأمثالهم عاثوا فسادا في المنطقة كلما تعلق الأمر باحتضان مركب محمد الخامس لإحدى المباريات إلى الحد الذي جعل الساكنة تعيش حالة من الرعب الحقيقي كل أحد. فإلى متى سيستمر هذا الوضع؟ ارميل بولاية الأمن ما حدث في مباراة الوداد البيضاوي ضد الجيش الملكي غير مسبوق، على حد وصف مصدر أمني. ولأنه كذلك فقد حل بوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني على عجل بمقر ولاية أمن البيضاء بعد دقائق من انتهاء المواجهات بين الجمهور والأمن. ارميل اجتمع مع عبد اللطيف مؤدب والي أمن البيضاء وعدد من المسؤولين الأ٬نيين بالعاصمة الاقتصادية، الذين قاموا بإطلاعه على آخر التطورات وإبلاغه بحصيلة المواجهات وخاصة ما تعلق منها بالاعتقالات وحالات الإصابة التي تم تسجيلها في صفوف قوات الأمن. المدير العام للأمن الوطني أعطى تعليمات صريحة ومشددة، حسب مصادرنا. تعليمات تقول: «ما تعذبوش عباد الله. اللي ما داير والو طلقوه». حركة غير عادية بولاية الأمن. كل بضع دقائق كانت تحل بالمكان سيارة للشرطة تقل دفعة جديدة من المعتقلين، الذين يتم تسليمهم إلى مصلحة الشرطة القضائية والتحقق من هوياتهم قبل أن يتم إطلاق دفعات من القاصرين الذين تم اعتقالهم قبل المباراة في إطار الإجراءات الاحترازية والاحتفاظ بباقي المعتقلين، الذين ستتم إحالتهم على النيابة العامة من أجل تعميق البحث معهم. حالة الاستنفار داخل مقر الولاية استمرت حتى الصباح لإعداد المحاضر التي سيتم تقديمها إلي وكيل الملك استئنافية عين السبع. الكم الكبير من المعتقلين فرض على وكيل الملك التنقل صباح أمس الأحد إلى مقر ولاية الأمن من أجل تحديد عدد الأشخاص الذين سيتم تقديمهم إلى النيابة العامة وأؤلئك الذين سيتم إطلاق سراحهم بعدما تمت التتبث من هوياتهم. يوسف بصور / تصوير : محمد العدلاني