أفسد جانب من الجمهور الذي حضر لقاء الكلاسيكو بين الوداد البيضاوي والجيش الملكي، عصر أول أمس السبت، هذا اللقاء الذي اتسم عبر تاريخ الفريقين بتقديم طبق فرجوي متميز تشد إليه الأنظار داخل المغرب وخارجه، نظرا للندية التي تصاحبه وللمؤهلات التقنية للفريقين كمدرستين عريقتين ولمناهجهما التكتيكية المتنوعة وللمهارات الفردية والجماعية التي تميز لاعبيهما، إن على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي بشكل كبير. وارتفعت حدة الشغب لدى جمهور الوداد في هذه المباراة بارتفاع الجرأة والقدرة على نزع سياج حديدي قوي واقٍ بكامله، كان يؤثث مدرجات مركب محمد الخامس في الجهة التي اعتاد أن يعمها جمهور الوداد وهي المدرجات الجانبية المتاخمة لمدرجات "فريميجة"، (نزعه) بطريقة فيها العديد من فنون الهيستيريا والغضب والهيجان ليحمله في محاولة لإنزاله إلى أرضية الملعب واستعماله في إلحاق الأضرار بباقي مؤثثات الملعب بهدف إلحاق أضرار أخرى بالمشجعين وباقي الفاعلين في المباراة من لاعبين وحكام ورجال أمن ومنظمين ورجال الوقاية المدنية. ولولا الألطاف لكان انتزاع هذا السياج الحديدي وراء كارثة إنسانية في محفل رياضي بهيج ومباراة عادية لكرة القدم كانت فيها النتيجة متعادلة بين الفريقين عند حدود نهاية الشوط الأول، قبل أن تندلع في فترة الاستراحة بين الشوطين شرارة هذه الأحداث التي تخدش تاريخ الكرة المغربية.. وكانت بداية "الهمجية" التي ميزت هذا اللقاء دشنها التراشق بالحجارة بين مشجعي الفريق الودادي، قبل أن تطال أيديهم تجهيزات الملعب، وفي مقدمتها الكراسي التي أصابها الإتلاف والقلع من أماكنها، لتستعمل أدوات الحرب والدمار بين الفئتين المتناطحتين من جمهور الوداد ويتم الإلقاء بها إلى أرضية الملعب، قبل أن يتعدى الرشق بالحجارة والكراسي المتلفة والمكسرة إلى قلع سياج حديدي بكامله وقبله مؤثثات أخرى من الخشب في صورة لا تمت بالتشجيع الرياضي ولا بالرياضة بصفة عامة بصلة، لتكون في صورة أقرب ما يكون إلى "عصيان" غير محسوب الأهداف ولا العواقب يشبه جائحات الهمج في القرون البدائية التي تعيث الفساد على اليابس والأخضر بحثا عن الأكل والشرب. وبالإضافة إلى إتلاف مرافق وتجهيزات مركب محمد الخامس، عمت أضرار الجمهور الهائج العديد من رجال الأمن الذين كان تدخلهم موفقا في إهماد نار الفتنة، لتصيب عددا منهم إصابات مختلفة ومتفاوتة الخطورة. وعلى الرعم من إخماد هذا "العصيان" باعتقال العديد من المشتبه بهم الذين تورطوا في إشعال فتيله أو تورطوا متلبسين في التخريب، طالت الهمجية والشغب نهاية المباراة ممتلكات الغير، حيث تم تكسير العديد من زجاج السيارات وبعض المتاجر في الشوارع والأزقة المؤدية من وإلى مركب محمد الخامس وفي اتجاهات معاكسة إلى مساكن المخربين. ويذكر أنه ليست المرة الأولى التي تعرف فيها مباراة للوداد البيضاوي أحداث شغب مماثلة، إذ ما زالت آثار أحداث ممثالة طرأت قبل أسبوعين عالقة بالأذهان، وذلك أثناء استقبال الفريق البيضاوي لنظيره النادي القنيطري، حيث شهدت أطوار المباراة أحداث شغب كبرى وتراشق بالحجارة بين جمهور الفريقين امتدت عند نهاية هذه المباراة إلى شوارع البيضاء قبل تطويقها وملاحقة المتسببين فيها واعتقالهم ومتابعتهم قضائيا. وتجدر الإشارة إلى أن موجة من الاعتقالات عمت المتورطين في هذه الأحداث، أول أمس، بلغ عددهم قرابة 130 مشتبها بهم. ومن المنتظر أن يحالوا على القضاء بداية من يومه الإثنين. محمد عفري