الاحتفاظ بلقب البطولة أمر صعب التحقيق يعيش فريق الرجاء على وقع الهزة العنيفة التي تعرض لها في غانا إثر الهزيمة في منافسات عصبة الأبطال الافريقية أمام بركوم تشيلسي الغاني بحصة ثقيلة ومستفزة، ولن يقبل الرجاويون الحصة وليس الهزيمة، وتحول الفريق الى الخوف من الإقصاء المبكر في حال تعذر تذويب الفارق الذي أحرزه الفريق الخصم في ملعبه. وتحاول فعاليات الرجاء تضميد الجراح، واسترجاع الهدوء، لأن الفريق يصارع وطنيا من أجل انتزاع لقب الدوري الوطني. الفريق البيضاوي فوق صفيح ساخن، وكان لابد أن نقترب من فضائه للتعرف على أحواله، وكان لنا لقاء مع المدرب الفرنسي برتران مارشان وأجرينا معه الحوار التالي: * كيف هو الحال في فريق الرجاء بعد رحلة غانا؟ - حاليا نتهيأ لإجراء مباراة في البطولة الوطنية بعد لقاء صعب في غانا واجهناه في ظروف استثنائية، وبنبغي أن لا ننسى أننا منذ بداية شهر أكتوبر ونحن في مقدمة ترتيب الدوري. وفي البطولة الأمور على ما يرام، ونحاول الاستمرار وكسب المبارتين القادمتين أمام وداد فاس والاتحاد الزموري للخميسات في فاتح أكتوبر، كان الجميع يعتقدون أن فريق الرجاء سيلعب من أجل رتبة في وسط سبورة الترتيب، ولن ينافس لانتزاع اللقب. ومنذ هذا الموعد، ربحنا عشر نقط زيادة عن فريق الوداد، وإثني عشر نقطة زيادة عن فريق المغرب الفاسي، مما يبين أن الرجاء في مسار جيد وإيجابي في البطولة، لكن للأسف هناكالمباراة (الصغيرة) التي أضعناها في غانا، وينبغي أن لا ننسى أن غانا تجسد أحسن «كرة قدم» في إفريقيا، ولاعبوها حاضرون من حين لآخر في نهاية بطولة العالم في الفئات العمرية الصغرى، كانو في نصف نهاية كأس العالم سنة 2010. وفي نصف نهاية كأس إفريقيا سنة 2012، ولو لم يضيعوا ضربات الجزاء لأمكن لهم بلوغ النهاية، وهذا يؤكد أن كرة القدم الغانية ليست أي شيء. وفي غانا لم ننجح في المباراة ولا في نتيجتها، وكان اللقاء صعبا، ونفكر الآن في لقاء الإياب بالدارالبيضاء، وأمامنا مبارتام هامتان في الإنتظار في البطولة. * كيف ترى لقاء الإياب بعد الهزيمة بخمسة أهداف؟ - كل شيء ممكن في كرة القدم، سنحاول تحقيق المعجزة كما يقال، وسنفكر في الموضوع أكثر الأربعاء المقبل، وشخصيا لا أعتقد أن الرجاء ستفوز بلقب البطولة، والفريق يواجه المنافسات الإفريقية يقوة موازاة مع الدوري المحلي، والمنافسون المباشرون من بينهم الفتح والمغرب التطواني حول اللقب يواجهون مباريات من الدوري المغربي فقط، لكن سنحاول الانطلاق من جديد عبر المبارتين المقبلتين أمام فريقي وداد فاس والاتحاد الزموري للخميسات، ونحن في اتجاه جيد في الدوري. وقد أحرزنا أكبر عدد من النقط منذ فاتح أكتوبر رغم المشاكل المتمثلة في إصابة اللاعب أمين الرباطي، ووفاة اللاعب الزروالي، وانتقال اللاعب «بايلا» الذي بيع بهدف مادي لفائدة الفريق، ويصعب حاليا تدبير هذا الوضع، ونعمل باستمرار على بناء المجموعة دون فقدان الأمل، مع الحفاظ على الدينامية والتشبث بالنتائج الإيجابية، والاستمرار بنفس الإيقاع الذي اعتمدناه منذ فاتح أكتوبر، وإذا أمكن الحفاظ على هذا الإيقاع نفوز باللقب. * ماذا تقول للجمهور الرجاوي الذي يرى النار مشتعلة في البيت؟ - في كرة القدم كل شيء ممكن وأدرك جيدا أن الهزيمة لدى فريق كبير تعني أن النار اشتعلت، لكن ليس هناك حريق؛ والمنطق لدى الفرق الأوروبية على غرار نادي مانشيستر الذي يمكن أن ينهزم بحصة كبيرة يستقبل فيها ثمانية أهداف في ملعبه، لكن ذلك لا يعني أن البيت يحترق، ونفس الشيء بالنسبة لفرق أرسنال، الريال الذي ينهزم أمام البارصا بأربعة أو خمسة أهداف دون أن يعني ذلك الموت! * يبدو أنكم تؤطرون مجموعة لم تختارون عناصرها، وضمنهم من هم دون مستوى التنافس القاري؟ - واجهنا مشاكل سببها الإصابات، وبعض اللاعبين ليسوا ضمن لائحة المشاركين في المنافسات الافريقية التي أرسلت الى الكاف في شهر يناير، وفي تلك الفترة كان التفكير في رجوع لاعبين أمثال الطلحاوي، الرباطي، السليماني وحسن الطير وغيرهم ممن كان في المستوى في شهر دجنبر، هؤلاء غابوا عن اللائحة وبعيدا عن لقاء غانا. في البطولة، المشاكل أقل، ويمكن تعويض اللاعبين المصابين بآخرين، والوضع ليس سهل التدبير. * ماذا نقول للرجاء حاليا؟ - الجمهور ينتظر الكثير من فريقه «الرجاء» ومنذ تحملي المسؤولية حاولت إعادة الفريق الى وضعه، وينبغي أن نتذكر أن الجميع في شهر شتنبر اعتقدوا أن الرجاء ستكون في موسم أبيض، وكان في رصيده ثلاث نقط من خمس مباريات في انطلاقة خاطئة. وحاليا نحقق معدل نقطتين في كل مباراة، وفي المباريات السبعة عشر الأخيرة نحن في المقدمة في الدوري، وقد تجاوزنا فرق منافسة في مراكز متقدمة في الترتيب، وعلينا أن لا ننزل أيدينا ولا رؤوسنا، واللاعبون يقدمون خدمات جيدة لفريقهم، والجمهور يستمر في التدعيم كما كان دائما، وفريق الرجاء أمامه مواسم جميلة ونتائج جميلة أمامه، ومباريات نهاية البطولة تعد بالكثير، حيث نستقبل الفتح والوداد والمغرب التطواني، وهي مباريات هامة سنجريها في الدارالبيضاء. نحن في حاجة ماسة للجمهور الرجاوي الذي كان دائما في قلب نجاحات فريقه بحضوره القوي في المنافسات الصعبة والكبيرة.